X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      24/04/2024 |    (توقيت القدس)

لا أسف على المشتركة .. بقلم : مهند صرصور

من : قسماوي نت -
نشر : 04/02/2021 - 22:35
لا أسف على المشتركة .. بقلم : مهند صرصور
 
لا اسف على المُشتركة لانها لم تكن مشتركة ، بل كانت عبارة عن أمل مُغلف مجهول محتواه ، يمشي في ظُلمات سياسية لم ولن يتفق افرادها عليه يوما من الأيام ، مشروع دُفعوا اليه من اجل عبرور نسبة الحسم ، وصدقوا كذبتهم التي كان من المريح التستّر خلفها تحت شعارات وحدوية ووطنية فاقدة للمعنى والمضمون ، ومحمليها عبء إختلافات وإنشقاقات تاريخية منها الفلسطيني كما العربي العالمي ، ملوحين بِها نحن نتحد ولسنا كمثل كل من إختلف وفاحت رائحته ، ولكن الفرحة الزائفة لم تدم يوما .
لم تدم لانها لم تكن يوما شراكة حقيقة ، وبعكس ما يقال فان المُختلف عليه اكثر بكثير من المُتفق عليه ، ولننظر في المرآة لنرى الصورة على حقيقتها ، ما الذي وحد الاسلامي والجبهوي ؟ ولا تقل لي المصلحة العربية ، لأن تلك المصلحة في أعيُن الاسلامي تختلف عن الناظر الجبهاوي . تختلف في الدرب ووسائل الحل والربط ، وتتباين في عمق الدوافع ، ولكل منهما مؤثرات خارجية تاتي من بوابة مختلفة ، ومرجعيات دينية وفلسفية لا يمكن التراجع عنها عند بعضهم حتى لو تصادمت وأفشلت مشروعهم العربي المُعلن ، وخاصة تلك الفئة التي ارتمت تاريخيا في حضن اليسار وربطت مصيرها بهم رغم يقينها من ضياع ذلك اليسار وتلاشيه .
ومن يتغنى الان بان المشتركة باقية وما زالت ولكن البعض تخلف عنها فهو واهم ، لان المشتركة الحزبية لا تمثل اكثر من ٣٠% من المجتمع ، وفي اوج شعبيتها - في الانتخابات السابقة - المدفوعة بتحريض اليمين المكثف على العرب وصفقة القرن الامريكية ، وبعد ان وصلت لكل بيت ، استطاعت الوصول الى ما يقارب ٦٤% من المصوتين العرب ، الامر البعيد كل البعد في الحالة السياسية الراهنه من إحتقان شعبي وفرقة سياسية ، وتراشق إعلامي وخطاب تخوين ، اي ان المشتركة كمشروع وطني كما يحب البعض تلقيبه بتركيبته الثلاتية الحالية بعد الانشقاق الاخير من قبل إحدى اكبر مركّباته لم يعد يتواجد ، ووجب الترحم عليه لانه تراجع ليمثل المتحزبين مع بعض الحالمين بالوحدة المزيفة .
ولكن لننتبه ان الامور كعادتها ليست قاتمة بالكلية ، ولا تخلو ثناياها من بعض الايجابية ، فبعد أن كانت المُشتركة وأحزابها سابقا يقيدون ويحددون ويحتكرون كون المرشحين فقط من المُنتمين لاحزابهم ، طل علينا الخير الكبير برايي عندما رأينا الاسلامية تبحث بل وتضم الى صفوفها شخصيات مُعتبرة اجتماعيا من خارج المتحزبين كالسيد غنايم وغيره ، الامر الذي حثثنا عليه دائما وكاد ان يكون مطلب جماهيري عام ، ولكن سُكت عنه فقط من اجل عدم التشويش على وحدة المشتركة المزعومة وتعكير صفوها المبتذل ، ليبقى فقط بعض من بصيص امل ، حيث لم تحذوا الاحزاب الاخرى حذو الاسلامية ، وفضلت مصالحها الضيقة على المصلحة العربية العليا التي تقترب الى الاكتمال فقط كلما توسع التمثيل البرلماني ليضم شرائح مجتمعية متعددة وخامات وهمم مختلفة .
وللعيون القلقة اقول ، لا تحزن ولا تظن انه بالاختلاف الحاصل او حتى بعدم عبورهم جميعهم لنسبة الحسم ستسقط السماء على الارض ، او سينقطع الرزق او ستنتهي العناية الربانية ، او سيقذفنا اليهود صباحا في البحر ، فقد اوهموك ظلما بان كل امورك تتوقف على مشروع شراكتهم ، وتأكد ان فرقتهم فيها الخير الكثير ، في ابسطه قد يخرجون عن خمولهم ، وتبدا تتوضح الفروق بينهم حين يبدا التنافس الحقيقي يضغط عليهم .

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل