X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      05/05/2024 |    (توقيت القدس)

ممّ يخاف العرب ؟ بقلم : مهند صرصور .

من : قسماوي نت - بقلم : مهند صرصور
نشر : 30/03/2021 - 22:23
ممّ يخاف العرب ؟ بقلم : مهند صرصور .
 
ما زال وسيبقى البعضُ يعيبُ على الموحّدةِ مجرّد التفكير في التعامُل مع اليمين الاسرائيلي ، رغم انه وفي منطقي السياسي لا أرى فرقا أبدا بينه وبين اليسار ، بل إنّ الفُروق قد تلاشت وتداخلت حتى تمازجوا وخلقوا مؤخرا تحزبات عابرة للآيديولوجيا تحت اسماء مؤقتة مثل الحلف الذي مع نتنياهو وآخر ضد نتنياهو . ولكن ما يهمني كالعادة هو المواطن العربي وتحديداً  مخاوفه ، فلماذا يخاف العربي من دخول حكومة ؟ 
 
سؤال مفصلي لا بد من مواجهته بكل شجاعة من اجل ان تمر هذه النقلة النوعية بنجاعة وباقل الاضرار ، رغم ظني اننا لن نعبرها دفعة واحدة بل على مراحل .
إنّ أهمّ ما حققته الموحّدةُ في هذه المرحلة هو انتزاع شرعية الصوت العربي ، وتقنين - إجتماعيا - التعامل معه ، وسدّ الطريق امام اي طرف مستقبلي سيحاول إلغاء الصوت العربي او تجنبه تحت ايّ من الشعارات الإنتخابية ، ومجرد بدء تفاوض اليمين مع الموحدة سيُكمل الصورة بحذافيرها ، ليضع اليسار واليمين في نفس الخانة في موقفها من الناخب والحزب العربي . 
 
إخواني وبصراحة تامة ، ولنبدأ من أعلى سلم الاولويات ، وعند حدوث أي تأجيج للوضع بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي سواء كان مقابل السلطة او حماس ، فهل عندكم أدنى شك في اي طرف سيقف نوابنا العرب سواء كانوا في داخل الإئتلاف او خارجه ، محاولين منع اي حرب على اخواننا الفلسطينيين ؟ الجواب القطعي لا. عند اي عدوان اسرائيلي سواء كنا في الحكومة او في خارجها ، فهل سيُغير ذلك من النتائج ؟ الجواب كلا . هل أُخذ بالحُسبان او غير من الواقع ما فعلته وتفعله احزابنا حاليا فيما يخص الشأن الفلسطيني - من موقع إنطوائها السياسي على نفسها - من تنديد وإستنكار او حتى مظاهرة خجولة ؟  الجواب لا . اذا برايك لماذا حصلنا على نفس النتائج مهما تغير موقعنا ؟ الجواب ببساطة لانه امر تعتبره الدولة وجودي ويحتاح الى القوة لمواجهته ، والامر لن يُحل إلا على مائدة دولية ذات سطوة  ، ولن اتَطَرَف في فكري ان وصلت الى انها مهمة اكبر منا كعرب الداخل ، ولكن كلي يقين انه حين يصل القرار ليد النائب العربي في إقامة الدولة الفلسطينية وإرجاع الحق لاهله فلن يتردد لحظة في التصويت لصالح القضية الفلسطينية . 
 
لذلك فخوف العربي من دخول الحكومة غير مبرر في نظري لانه لن يغير في واقع قضيته الفلسطينية في شيء ، فإسرائيل ماضية في مشروعها الاستيطاني الذي لم تتهيأ ظروف ايقافه حتى على مستوى السلطة الفلسطينية ، ولربما سيتمكن بعض النُواب العرب تَلْيين الموقف الاسرائيلي وإبطاء وتيرة تسارع مشروعه من الداخل في حال إنضموا لاي شكل من اشكال الإئتلاف ( أمل ضئيل طبعا ولكنه قائم ) . 
 
يخاف العربي ايضا بل هي اكبر مخاوف النائب / الحزب العربي ، وهو ما ردده تحالف الجبهة محاولا ضرب الموحدة ، حين ادعى ان الموحدة فتحت الباب امام الاحزاب اليهودية لإختراق الشارع العربي ، طبعا الواقع اثبت عكس ذلك فالتصويت لم ينزل تحت المعدل بشكل كبير ، ولكن ما اخفته المشتركة - الاحزاب العربية -  هو خوفها من هرولة الناخب العربي على الاحزاب اليهودية على انها الباب الاكبر والاوسع من اجل تحقيق الحقوق ، الفكرة التي اجدها تافهة حقا ، لأن ما نراه على الساحة السياسية هو ان كل حزب يجتهد من اجل مصوتيه او ايدولوجيته او فئته ،  فنشاهد ان حزب المتدينين يستجلب من اجلهم الميزانيات ، وحزب التوراة يحفظ لهم طريقة حياتهم ، وليبرمان يطالب بحقوق الروس واحزاب الترند تعد بوعود اقتصادية او علمانية وهلم ما جرا .  وبرايكم من غَيرُ النائب العربي سيعي احتياجات الشارع العربي ويعرف تفاصيلها ويجتهد من اجلها ؟ لا أحد . وهل سيكون بمقدور النائب العربي تحقيق ذلك وهو في المعارضة متقوقع على ذاته ؟ الجواب لا ،  وخير دليل على ذلك هو مشوار الاحزاب العربية منذ أُسست ( يكاد يكون دون إنجاز حقيقي ) . 
 
كما ويخاف العربي - خاصة المقاطع الايديولوجي - من ان دخول النواب العرب للحكومة او تعامله معها سيؤدي الى أسرلة العربي وذوبان هويّته في الإسرائيلي . صدقا لا اجد علاقة بين الامرين بل يقيني بان إعلاء كلمة الصوت العربي ، وإستجلاب حقوقه ، والمطالبة بمساواته ، سيُعزز من صمود الفرد العربي ، ويرفع من ابداعه ، ويقربه اكثر من قضيته ، كما وأظن ان مهمة حفظ هويتنا العربية والفلسطينية وتقزيم الرواية الصهيونية هي مهمة شعبية جماهيرية موقعها ليس في الكنيست وليس من مسؤولية نوابها .
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل