X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      05/05/2024 |    (توقيت القدس)

رسالة إلى القائمة الموحّدة: أخوكم: مفلح أبو جابر

من : قسماوي نت
نشر : 12/05/2021 - 15:43
رسالة إلى القائمة الموحّدة:  أخوكم: مفلح أبو جابر 
                                                                                           
لقد بات واضحًا للجميع أنّ ما يفتعله نتنياهو من أحداث وتحريض وعدوان على أهلنا في غزّة هو نتيجة فشله السياسيّ بشكل عامّ، وفشله في تركيب الحكومة الأخيرة بشكل خاصّ. فهو كان وما زال يحوّل الأمور من مساراتها الصحيحة إلى مسارات أخرى من أجل مكاسب سياسيّة تضمن له البقاء في سدّة الحكم. وما الأحداث الأخيرة إلّا شاهد على ذلك، إذ سرعان ما أطلق كلابه المسعورة على الأقصى وعلى الشيخ جرّاح تزامنًا مع انتهاء مدّته في تركيب الحكومة، ثمّ بعد ذلك وعندما أدرك أنّ حصر الأحداث في القدس لن يؤدّي مبتغاه السياسيّ، عمل على توسيع الدائرة وإدخال القضيّة إلى حيّز العنصريّة والكراهيّة بمساعدة الشرطة وممارساتها القمعيّة وبالتالي تحويل القضيّة من قضيّة ذات جوهر دينّي إلى قضيّة سياسيّة-قوميّة بين العرب واليهود انتشرت كالنار في الحطيم، لا رابح فيها سوى نتنياهو نفسه. كما علينا جميعًا أن نتفهّم مشاعر الغضب في الشارع العربيّ وهي ردّة فعل طبيعيّة للسياسة الاسرائيليّة العنصريّة والّتي تزداد في الفترات الأخيرة من خلال الأحزاب اليمينيّة المتطرّفة ومؤيّديها. 
 
                                             
لذلك ومن باب مسؤوليّتكم السياسيّة والجماهيريّة تّجاه شعبكم ووطنكم، عليكم أن تقفوا موقف المسؤول بأن تمسكوا بزمام الأمور وتُديروا هذه الأحداث بشكل عقلانيّ وإعلاء صوت العقل على صوت العاطفة، لأنّ هذه الأحداث قد بدأت تخرج عن السيطرة إلى مسارات الفوضى والتحريض – من كلا الطرفيْن- الّذي تغلب عليه المصالح الحزبيّة الضيّقة والمكاسب السياسيّة الرخيصة على حساب أبنائنا ووجودنا وحياتنا. 
                                               
ولأنّنا لا نريد تكرار أحداث أكتوبر 2000 والّتي ما زالت وستبقى محفورة في ذاكرتنا الدينيّة والوطنيّة، ولأنّ حياتنا وحياة أبنائنا ووطننا ومقدّساتنا أغلى من كلّ شيء، مهما كان، فإنّنا نطالبكم بأن تعملوا جاهدين على توضيح الأمور وشرحها وتبيان عواقبها لشعبكم الّذي يختلف عن كلّ شعوب الأرض من حيث وضعه السياسيّ والمدنيّ في دولة إسرائيل. 
 
نعم، شبابنا غيّور على أرضه وبلاده، ولا يقبل الضيْم والهوان، ويريد أن يحيا بعزّ وكرامة، لكنّ كلّ ذلك قد ينقلب إلى ضدّه إذا فُقدت الحكمة وحلّ محلّها المصلحة والفوضى.
 
وأخيرًا، ومن أجل قطع الطريق على نتنياهو وكلابه المسعورة، ومن باب أنّ "السياسة لا تُؤتى إلّا بالسياسة"، قد يكون من الأوْلى والأصوب أن تعود القائمة الموحّدة إلى طاولة المُفاوضات مع لبيد والّتي كانت قد وصلت إلى مراحل متقدّمة، فأنتم بانسحابكم من المُفاوضات قد قدّمتم لليمين المتطرّف وقادته الهديّة الّتي ينتظرها والهدف الّذي يرجوه. بل وأكثر من ذلك، فالآن قد تكون الفرصة مواتية أكثر من أجل التشديد على مطالبنا المطروحة وعلى رأسها وقف العُدوان على أهلنا في غزّة وانسحاب قطعان المستوطنين من الأقصى والشيخ جرّاح.
 
واللهَ أدعو أنْ يرحم شهدائنا وأن يوفّقنا إلى طريق الخير والرشاد. 
    
 
 
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل