X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      05/05/2024 |    (توقيت القدس)

المسؤولية كبيرة وبحاجة الى قدرٍ بحجمها | عبدالله عصفور

من : قسماوي نت - بقلم : عبدالله عصفور
نشر : 04/06/2021 - 14:57

بقلم : عبدالله عصفور

بعد نكبة شعبنا الفلسطيني تمت تجزئته إلى ثلاثة أجزاء. الجزء الأول بقي في وطنه، وفُرضت عليه المواطنة الإسرائيلية، والجزء الثاني وُضع تحت الوصايتين المصرية والأردنية، غزة والضفة الغربيّة، إلى أن يتمَكّن المحتل ويحقق اطماعه غير المحدودة، وليس صدفة ان مناطق نفوذه غير محدودة، ودستوره غير محدود، وعدوانه وظلمه غير محدود. أما الجزء الثالث من شعبنا المظلوم فقد شُتِتَ في أنحاء المعمورة، حتى يذوب اينما استقر، حاولت الدولة الجديدة أسرلة الجزء الأوّل وإذا تيسَر تهويد قسم منه فلِم لا؟  وبغض النظر عن ذلك، يجب ان يكون أبناؤه مواطنين من أدنى الدرجات.. خُدامًا للأغلبية الجديدة، وعليهم طيلة الوقت اثبات حُسن سلوك، وإلا يصبحون مثل خروف العيد، إما يُباع أو يُذبح.. متى شاء السيد الجديد.

لكن هذا الجزء لم يستسلم للواقع الجديد وأبى إلا أن يواجهه منذ ذلك الوقت حتى اليوم، وحافظ على هويته وبقائه، رافضًا قبول ما أراد له السيد الجديد طيلة أكثر من سبعين عامًا، ولا تزال معركته مستمرة، وجوهرها هو: كيف يعيش في وطنه كمواطن في هذه الدولة؟ هل يقبل أن يعيش كما أراد ويريد السيد الجديد؟ أم يريد العيش كما هو يريد.. عزيزًا كريمًا متساوي الحقوق؟

حتى الآن فإن الأغلبية في اسرائيل تريده وفق عقلية الأسياد الاوائل، ولها تطلعات محفوظة في جارور الفُرص المتاحة عند اختلال الموازين لمصلحتها. إزاء ذلك ماذا سيفعل الأبناء والاحفاد؟ هل سيحافظون على قِيَم وتاريخ وصمود الأجداد والآباء حتى تُغير الدولة سياساتها وجواريرها أم يبصقوا في صحن اسلافهم.. ويقبلوا بما يريد السيد الجديد وعقليته القديمة المتجددة، والذي لا ينفك عن مراقبة الأبناء والأحفاد.. وما ان يشتم رائحةً تطيب له...وفيها الكره لهم.. حتى لا يتوانى عن تأجيجها بينهم.

الجزء الثاني ومشروعه

الجزء الثاني من الشعب الفلسطيني وبعد أن أصبح محتلاً وخاضعًا لذات السيد، تشارك مع الجزء الثالث في إطلاق مشروع وطني منذ بدء الاحتلال وكوَّن منظمة التحرير الفلسطينية كإطار يمثل الشعب الفلسطيني ساعيًا لحل قضيته. وجعلها تتصدر المشهد العالمي، مما ادى الى اعتراف الغالبية من دول العالم به وبقضيته وضرورة حق تقرير مصيره. وقدم عبر مسيرته التضحيات الكبيرة. وقد واجهته المؤسسة الإسرائيلية بشتى الطرق والوسائل العسكرية والسياسية.

وكانت احدى تلك الطرق هي إقامة إطار بديل ليمثل الفلسطينيين سمي بروابط القرى. ووجدت من الفلسطينيين من يقبل بأن يكون من ادوات ذلك الإطار الذليل. وحاولت جعل القضية حالة انسانية لبشر يعيشون في منطقة وبحاجة الى خدمات مدنية وحياتية فقط. في نطاق حُكم محصور بلا سيادة وينتظر الفتات من الأسياد واسمه الحكم الذاتي.

لكن شعب الجبارين أفشل ذلك المخطط بوعيه الوطني وتمسكه بقضيته المحقة، واستمر في كفاحه. وتجلت أبهى صوره في انتفاضته عام 1987 في وجه محتله.. مما اجبر الأخير على الانضمام الى غالبية دول العالم والاعتراف به وبقيادته، وبمفاوضتها كنِدٍ مقابل نِدِه.

هذا حدث وعشناه.. واثبت درب الكفاح نجاعته كوسيلة لإحقاق الحقوق، وبغض النظر عما آلت اليه الأوضاع والأحوال وأسبابها، وأهمها عدم تنفيذ الاتفاقات التي وقعها ممثلو الاحتلال مع قيادة هذا الشعب، من قبل اسلافهم، الذين كشفت الأيام أجندتهم الحقيقية، وهي تقسيم الشعب المظلوم إلى قسمين متناحرين في سُلطتين محاصرتين ... والاستمرار بنهب الأرض لتحقيق أحلامهم الحقيقية، لكن يبقى بيت القصيد هو ما يقبله الشعب ويرضى به أو يرفضه. وايةُ حياة يريد أن يعيش.. هل يعيش تابعًا ذليلاً يتحرى الفتات من سيده، أم عزيزًا كريمًا في وطنه. ولكل طريق عناصره ومعادنه وصفاتها وهدْيِها وسلوكها، وما يُختار سيشعر به الأبناء والأحفاد.. والمسؤولية كبيرة وبحاجة الى قدر بحجمها.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل