X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      25/04/2024 |    (توقيت القدس)

كيري يسعي الي انهاء الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي واوباما يسعي الي انهاء حروب اميركا الخارجية

من : قسماوي نت
نشر : 23/02/2013 - 21:25

نشرت صحيفة "لوس انجليس تايمز" اليوم السبت تقريراً من مراسلها بول ريختر تحت عنوان "افتراق كيري عن اوباما (في الموقف) ازاء الازمات الاجنبية يثير اسئلة" يقول فيه ان وزير الخارجية الاميركي الجديد تواق الى تحقيق نجاح في الشرق الاوسط، لكن هدف الرئيس باراك اوباما الاساسي في الخارج هو انهاء حروب اميركا.
وفي ما يأتي نص التقرير:

"افتتح جون كيري مهمته الدبلوماسية الى سوريا في 2009 بسؤال غير دبلوماسي اطلاقاً الى الرئيس بشار الاسد: لماذ يثق مثل هذا العدد القليل من الزعماء العرب بالاسد؟

بعد شهر على الولاية الاولى للرئيس اوباما، كان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ آنذاك في دمشق ليستكشف امكانية محادثات سلام سورية-اسرائيلية.
ولكن بعد دقائق على بدء اجتماعهما، الح كيري على الحاكم السوري المستبد ليفسر لماذا يقول الحكام الآخرون في الشرق الاوسط ان الاسد "يقول دائماً شيئاً ويفعل شيئاً آخر...
او انه يقول انه سيفعل شيئاً ثم لا يفي به".

وطلب الاسد، الذي بدا مندهشاً من السؤال، امثلة.
وقال "انني احتاج لمعرفة ذلك"، وفقاً لمذكرة من وزارة الخارجية كشف عنها لاحقاً موقع "ويكيليس".

ومع توجه كيري (غداً) الاحد في رحلته الاولى بصفته وزيراً للخارجية الى تسع دول في اوروبا والشرق الاوسط، تكشف مواجهته مع الاسد عن تصميمه على استخدام اي وسائل لازمة – بما في ذلك الاهانات – للمساعدة في انهاء الصراع العربي-الاسرائيلي، وهو القضية الاثيرة بالنسبة اليه.

وقد اوضح كيري انه يريد ان تبدأ من جديد محادثات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية، وهي عملية مطولة ومتقطعة حصل احدث انهيار لها خلال ولاية اوباما الاولى.
وهو يعي جيداً ان المحاولات الفاشلة تلطخ سمعة كبار رجال الدولة والرؤساء، بمن في ذلك اوباما، منذ عقود.

ولا يثني عزمه شيء.

قال كيري خلال جلسة تثبيته الشهر الماضي في الكونغرس: "نحتاج لمحاولة العثور على سبيل للتقدم".
 وقال ان نافذة خلق دولة فلسطينية مستقلة وضمان امن اسرائيل قريباً "يمكن ان تغلق امام الجميع، وهذا سيكون كارثياً".
وسيرافق كيري الرئيس اوباما الشهر المقبل في اول زيارة للرئيس الى اسرائيل منذ دخوله البيت الابيض.
وقال مساعدون انهما لن يقدما خطة سلام اميركية ولكنهما سيجمعان افكاراً، ويعطيان اشعاراً بان اوباما يدرس القضية مرة اخرى ويوضح ان كيري يتحدث نيابةً عنه.

ومع ذلك، فان لكيري واوباما مواقف مختلفة اختلافاً حاداً تجاه الازمات الدولية.
وتثير الخلافات اسئلة، ان لم نقل شكوكاً، بشأن الى اي مدى يستطيع كيري ان يذهب ليحقق اختراقاً دبلوماسياً.
والامر الذي يحرك كيري هو رغبته في تحقيق نجاح دبلوماسي في الشرق الاوسط يمكن ان يكفل تأمين انجازاته.
اما اوباما فيركز بصورة اساسية على على انهاء حروب اميركا في ما وراء البحار ومنع صراعات اخرى من الانتشار.

ويفسر دان كيرتزر، الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة لدى اسرائيل ومصر، رحلة اوباما المحاطة بالدعاية والاشارات الاخرى من البيت الابيض كـ"موافقة تحذيرية" على ان يحاول كيري مرة اخرى ترتيب اطلاق المحادثات من جديد.

وقال كيرتزر الذي يعمل حاليا في مدرسة وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية في جامعة برنستون، ان اوباما يقول "دعونا نتخذ الحيطة، حتى اذا فاتت الفرصة هنا، فاننا لا نكون مكشوفين الى حد كبير".

ويشعر وزير الخارجية الاردني السابق مروان المعشر الذي تعامل مرات كثيرة مع كيري بالاعجاب به ويرى فارقاً بين كبير الدبلوماسيين الاميركيين والرئيس الاميركي.

وقال المعشر الذي يتولى حاليا منصب مدير الابحاث في مؤسسة كارنيغي من اجل السلام العالمي في واشنطن "بصراحة، انا متشكك في ان الرئيس قد اعطى التزاماً تجاه الشرق الاوسط.
ومن اجل تحقيق اي أمر فان من الضروري وجود التزام رئاسي بشأنه".

اما التزام كيري فهو واضح.
فقد اجرى اول مكالمات هاتفية بصفته الرسمية وزيراً للخارجية مع القادة الاسرائيليين والفلسطينيين.
وبالمقابل بدأت هيلاري رودهام كلينتون، التي كانت وزيرة للخارجية قبله، اول رحلة لها الى شرق اسيا.

ويتصور بعض مستشاري كيري انه سيبدأ في وقت مادبلوماسية مكوكية على غرار هنري كيسنجر بين عواصم الشرق الاوسط من اجل التوصل الى صفقة.
وكيري البالغ من العمر 69 عاما ليس حديث العهد بالدبلوماسية الدولية.
فهو عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ الاميركي عمل موفدا دبلوماسيا بصفة غير رسمية للرئيس اوباما لتسوية الامور في سوريا وافغانستان والسودان وباكستان وفي اماكن اخرى.
وفي بعض الحالات حقق انجازات سياسية في مهامه.

وفي شباط (فبراير) 2009 كان واثنان من اعضاء المجلس اول المشرعين الاميركيين الذين يزورون قطاع غزة بعد سنتين من تولي حركة "حماس" زمام السلطة.
وكان الهدف من الزيارة تقييم الاحتياجات الانسانية في اعقاب ثلاثة اسابيع من العدوان العسكري الاسرائيلي، الا ان منتقديه قالوا ان كيري كان يوفر مشروعية لا تستحقها "حماس" التي كانت وزارة الخارجية الاميركية قد وصفتها بانها منظمة ارهابية.

كما تعرض كيري للنقد للقائه الاسد خمس مرات ما بين العامين 2009 و 2011 في اطار محاولات اوباما التواصل مع دول أهملتها ادارة جورج دبليو بوش.
وكان البيت الابيض يرى احتمالات مفيدة كبيرة في امكانية ان يساعد كيري على حث دمشق على السير في طريق السلام مع اسرائيل، وفي فسخ التحالف مع ايران.
الا ان تلك الجهود لم تثمر، وسخر النقاد المحافظون من صورة لكيري والاسد وعقيلتيهما يتناولون العشاء في دمشق، ومن مديح كيري في وقت لاحق لمضيفه بانه "كريم للغاية".

ومنذئذ انخرط الاسد في حرب اهلية تسببت في مقتل حوالي 70 الفا في السنتين الماضيتين ورفض النداءات له بالتنحي.

على ان كيري حصل على الثناء في العام لمهاراته في الاقناع والمواظبة عندما اوفد الى افغانستان لاقناع الرئيس حامد كرزاي للمشاركة في الانتخابات التكميلية التي ينظر اليها البيت الابيض على انها المحك الرئيسي للديمقراطية.
وقد امضى كيري 20 ساعة على مدى خمسة ايام مع كرزاي في مسيرات طويلة ووجبات عشاء وزيارات الى مساجد واحاديث مع المنافسين السياسيين.
وفي نهاية المطاف وافق كرزاي وفاز في الانتخابات.

ويميل كيري الى الحديث المنمق اكثر من التشدد في مفاوضاته.
والوزير الذي كان من بين اكثر اعضاء الكونغرس ثراء والذي يتذوق طعم الشامبانيا، يختار احيانا اماكن بعيدة عن قاعة الاجتماعات لتبادل الاحاديث.

وبعد اخر لقاء له مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة استعاد كيري ذكريات مدى استمتاعه بالوجبات الفاخرة سوية في الاردن، وكيف انه قام بزيارة منتجع وادي رم وانه امتطى دراجات نارية قرب البحر الميت.

لكن وجهات نظر كيري السابقة بشأن سياسة الشرق الاوسط لم تكن دوما مطابقة لسياسة البيت الابيض.
 ومن ذلك مثلا انه طالب الادارة بتسليح ثوار المعارضة في سوريا ومساعدتهم على اقامة "منطقة آمنة"، وهي مطالب اعتبرها البيت الابيض شديدة المبالغة.

كما انه انتقد فشل وباما في اعادة محادثات السلام الفلسطينية-الاسرائيلية الى مسارها مطالبا اسرائيل بتجميد البناء الاستيطاني على الاراضي التي احتلتها خلال حرب 1967 قائلا ان البيت الابيض "اضاع سنة ونصف السنة على شيء لا يحتمل ان يتحقق لاسباب عديدة".

ولدى كيري الذي اشترك في حرب فيتنام الثقة بان بامكانه التعامل مع الدبلوماسيين المتعنتين في الشرق الاوسط.
وفيما يخضع بعض المسؤولين الى الترهيب الذي يمارسه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الكوماندو السابق في الجيش، فان كيري لا يرهبه ماضي نتنياهو في القتال.
وقال احد مساعدي كيري السابقين بشرط عدم الكشف عن هويته "لقد مر بتلك التجربة.
وهو غير معجب".

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل