حقائق من واقع مأساوي يعيشونه عرب النقب

حقائق من واقع مأساوي يعيشونه عرب النقب

أهالي مدينة كفر قاسم الكرام...

كما نعلم أن دولة اسرائيل هي دولة ديمقراطية، ومن واجبها تحقيق حقوق مواطنيها كاملة بغض النظر عن اختلاف قوميتهم وانتمائهم الديني وإنصافهم امام القانون عربا كانوا او يهودا. وكما نعلم ايضا ان اسرائيل متعددة القوميات والكثير من سكانها يعيشون في مناطق بعيدة عن المركز وعليها ان تقوم بالاهتمام ورعاية هؤلاء السكان وتوفير لهم كل احتياجاتهم. ولكن للأسف الشديد في الحقيقة نجد أن الدولة ليست كذلك بل بالعكس تماما.

ولذلك قمنا نحن طلاب المدرسة الثانوية الشاملة من صف الحادي عشر "ج" بإجراء بحث ضمن موضوع المدنيات يدور حول " نقص في توفير الخدمات الصحية في منطقة النقب" واستنتجنا من خلاله ان دولة اسرائيل الديمقراطية تسعى الى تحقيق سياسات هدفها تركيز السكان العرب في منطقة واحدة أي ابعاد عرب النقب عن بلدانهم بهدف استغلال هذه الاراضي لمصلحة اليهود، وقد تمثلت هذه السياسة من خلال تغيّب عامل مهم لحياة المواطن في النقب وهو الخدمات الصحية.

هناك 45 قرية في النقب غير معترف بها من قبل الدولة وفقط 10 منها تم الاعتراف بها مؤخرا , 84000 مواطن اسرائيلي من البدو  يقيمون فيها وهذا العدد يشكل نصف البدو العرب الإسرائيليين في النقب. سكان القرى غير المعترف بها بالإضافة الى القرى المعترف بها يعيشون في فقر وصعوبات معيشية واضحة تؤثر سلبا على حياتهم، تنجم هذه الصعوبات عن نقص في البنية التحتية الاساسية مثل المياه ، الكهرباء والصرف الصحي , كما وتفتقر بلادهم لمؤسسات التعليم والخدمات الصحية.

إن سكان القرى العربية في النقب لا يحصلون على العناية الطبية بالشكل الكامل والمطلوب ، قليلة هي القرى التي تتواجد فيها العيادات ، وإن وجدت هذه العيادات فهي لا تعمل بالشكل المطلوب حيث انها تعاني من نقص في الأجهزة الطبية ومن انقطاع يومي للكهرباء مما يحول دون إقامة مخازن تبريد للمحافظة على نجاعة الادوية وسلامتها , كما وأن اغلبية اطباء هذه العيادات لا يتكلمون اللغة العربية مما يخلق عدة حواجز أهمها الحاجز اللغوي وصعوبة في تكوّن الثقة بين سكان تلك القرى والأطباء أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك , فإن هذه العيادات لا يتوفر فيها أطباء اطفال ,أطباء مختصين وبالأخص أطباء نسائية وغيرهم .... فيضطر هؤلاء السكان التوجه الى أقرب مستشفى والذي يتواجد في بئر السبع ويعتبر بعيدا نسبيا . ومما يزيد صعوبة امكانية الوصول لهذه الخدمات هو عدم توفر خدمة سيارات الاسعاف والتي بإمكانها انقاذ الكثير من المصابين في حالات الطوارئ .

ختاما، نحن كشبيبة من الوسط العربي عامة وفي بلدة كفرقاسم خاصة نناديكم من هنا ونسألكم أن نتكاتف ونتعاون ، من كل الشرائح العمرية ، كل في موقعه ، عمله ومنصبه ، وبكل ما لدينا من موارد ، مادية كانت أم معنوية ، لنكرسها قدر المستطاع في تحقيق هدف علينا أن نضعه نصب أعيننا وهو الحصول على المساواة الحقيقية في الحقوق ، لكل عربي فلسطيني يسكن في هذه الدولة ، وخاصة عرب النقب ، لما في ذلك من أهمية وأولوية عليا في الحفاظ على عيشنا وعيشهم بكرامة واحترام . ولا ننسى أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ، مهما كانت بسيطة.

وشكرا لكم

بقلم: عبد وعمر عامر

مع جل الاحترام

طلاب الثانوية الشاملة