X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      20/04/2024 |    (توقيت القدس)

كريستينا في حي فتحيه وصبحيه..... بقلم: صفين علي بدير

من : قسماوي نت بقلم: صفين علي بدي
نشر : 29/10/2013 - 13:10

كريستينا في حي فتحيه وصبحيه.....

وقفت دواليب السيارة البيضاء,ونزلت "كريستينا" الى بزار ضيعة "تل الفنجان" الذي تسميه باقي الضيع سوق عكاظ الطائفي من كثرة ازدحامه.....وبدات رحلة "كريستينا",بعينين كريستاليه ترمق باعتها وبشعرها المسدول كستائر الرمال الاوروبيه تلفح قلوب كل من شاهدها من الشبان وتمضي تاركةً بصمة وله ولم تتركها اي شابه من الضيعه حتى ابنة المختار "فتحيه" التي كان الشبان من قبل اليوم يناطرونها عند نبعة الماء الفاصله بينهم وبين ضيعة "عين الرمان",والتي تسكنها راعية الماعز الجميله "صبحيه" والتي كان ذكور الضيع يحبون حليب الماعز لاجلها.

وما زال كل الحضور محدق بها دون ان ينبس احدهم بكلمه,وكأن هذا اليوم هو اليوم السنوي الذي تاتي به الفرقه الجواله لعرض الخيول العربيه الاصيله.......فاتحين فاهم رجالاً ونساء, وهي طفقت بنظراتها هنا وهناك حتى قام احدهم بدعوتها الى بيته الاسمنتي البسيط لتتعرف الى عائلته وتشاركهم غدائهم الغني بالسمنة والدسم.

ومن تلك "كريستينا" التي استطاعت مسح كل هذا الماضي المكتظ بالعشق القروي, ودخلت قلوب الرجال بكل سهولة وحده. فمن بعد ان دخلت "كريستينا" الضيعه وكانه قد دخل الى النساء حب الزوج والحرس عليه.ففي ذلك الزقاق بيت العم "ابي مصلح" الذي ينطلق من صبيحة الفجر ويجلب من المدينه الكبيره اغراض بقالته من الصابون,السمن وحتى صفائح الكاز للتدفيئة في ليالي الضيعة البارده الحميمه! اليوم اصبحت زوجته لا تفراقه حتى في عمله النهاري في البقالة المحاذية للبزار وكل هذا خشية ان تطيب الى ناظريه "الاجنبيه" ومن ثم قلبه ومن ثم تكون ضرةً ل"ام مصلح". وماذا عن "مديحه" الشاعريه التي لا تنام الليل فدى تطريز المنديل للحبيب "عجاج" معكوف الظهر ,اصبحت هي الاخرى لا تطيق خطوات  "كريستينا " في اراضي الضيعه الواسعه خوفاً ان تنضم كفرده جديده الى طابور العوانس التعيسات !

ف"كريستينا" سارقة الرجال كما نعتنها نساء الضيعه جاءت كعاصفه غريبه الى الاجواء القرويه في الضيعه,اصبحت النساء تستقبلها في بيوتهن وتجالسها اوقات النهار لكن كل هذا ليس لان النساء احببتها بل لكي يثبتن لرجالهن انهن لا يغرن وان لا يضيقهن وجود "كريستينا" في الضيعه, ففي كل بيت كانت هناك معارك حول هذه الفتاه,بقيت الضيعه في حاله من الكركبه الاهليه حتى جاء اليوم الذي رحلت الغريبه فيه بسيارتها البيضاء!

مرّ اسبوع,اسبوعين وتبعهما الثالث والضيعه تعيش حياه طبيعيه,حتى نهاية الاسبوع.... وكما في كل نهاية اسبوع اجتمع كل ابناء الضيعه رجالاً ونساءاً,اطفالاً وشيوخاً في قهوة العم "ابو رباح" للاستماع الى الراديو الذي لم يكن له اخاً في هذه الضيعه............. ويخرج هذا الصوت منه:

"لقد كانوا طيبين بما فيه الكفايه حتى دخلت بيوتهم,النساء هناك مظلومات وهمهن المحافظه على رجالهن ,اما الرجال حاكمون لكن بنظره من حسناء يستعبدون,ان تكون دخيلاً في تلك الضيعه افضل لك ان تكون من اهلها.....واخيراً ارجو من ساكني ضيعة "تل الفنجان" المغادرة في غضون ثلاث ايام....."

ويكمل المذيع قائلاً كانت معكم اكبر ملاكه في ضيعة  "تل الفنجان"- كريستينا.

يفتح الاقوام في القهوة افواههم محاولين استيعاب ما سمعوه,لكن لا يدخل الى افواههم سوا الهواء......

فتلك هي الفتنه التي اجتاحتهم وجعلتهم منشغلين في بعضهم متناسون انه يوجد لهم ملكاً يستحق الاهتمام اكثر وهو الوطن الذي لا يخون ولا يعشق سواهم من البشر,مبارك عليك يا "ام مصلح" زوجك,وبالرفاه والبنين يا "مديحه" لكن الى اي وطن سوف تزفين!...... وهكذا تصبح الضيعة من " تل الفنجان" الى "ضيعه ضايعه"                              بقلم: صفين علي بدي  5.9.2013 – يوم الخميس

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل