X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      28/03/2024 |    (توقيت القدس)

من سيرتــي الذاتــيــة: مع صلاح عبد الصبور ب. فاروق مواسي

من : قسماوي نت
نشر : 16/08/2014 - 16:20
من سيرتــي الذاتــيــة:
مع صلاح عبد الصبور
                          ب. فاروق مواسي
*******************
في 13  آب 1981 رحل الشاعر الرائد صلاح عبد الصبور بعد أن عاش خمسين عامًا، وكنت أنا من متابعيه ومحبيه، وقد تيسرت لي زيارته في القاهرة، وإليكم  بعض ما أوردته عن هذا اللقاء في كتابي- "أقواس من سيرتي الذاتية. ط2. طولكرم: مطبعة ابن خلدون- 2011، ص  298- 300. 
كم أحببت أن أحصل على بعض الصور التي التقطتها عدسة المكتب، ولكن هيهات! 
 
دراستي عن صلاح عبد الصبور عنوانها: "صلاح عبد الصبور شاعرًا مجددًا". حيفا: جامعة حيفا- معهد التطبيق- 1979.
سأوافي من يطلبها على ملف ، وذلك في الرسائل الخاصة.
 
************
 
 
 مع صلاح عبد الصبور:
 
 صلاح وكيل وزارة الثقافة المصرية، صلاح يمشي إلى مكتبة على بساط أحمر. في غرفته عدة تلفونات ومكيف وسكرتيرات وندل، وأناس يروحون ويغدون.  كنت أدندن قول صلاح. 
وفيما بعد أعدت الأبيات أمامه:
لقاك يا مدينتي حجي ومبكايا       
 لقاك يا مدينتي أسايا
 
عندما وصلت الهيئة العامة المصرية للكتاب كورنيش النيل، وأشرت إلى الحاجب بأنني أقصد الشاعر صلاحًا، قال لي وهو يرنو إلي: "تفضل يا أفندم!“.  
وصلاح ملامحه مصرية طابعية، وقد أرسلت له يوم أن أعلنوا عن فتح البريد بين مصر وإسرائيل كتابي عنه، والكتاب دراسة صغيرة عن شعر عبد الصبور المجدد، صدر عن معهد التطبيق في جامعة حيفا سنة 1979م.  
وصلت الهيئة من غير موعد مسبق، ودخلت، فإذا بالشاعر يستقبلني هاشًا باشًّا.  ثم أخذ يعرّفني إلى أدباء مصر الحاضرين في مجلسه:
القاص أبو المعاطي أبو النجا (أهلاً وسهلاً) - قصصك يعجب بها الشباب عندنا، - شكرًا! 
الدكتور بدر الديب، الدكتور كمال نشأت (كان يعمل في جامعة بغداد، وقد لاحظت مدى اعتزازه بمصر، فمصر في رأيه هي التي تعرّف الأدباء والفنانين، لأنها في الطليعة)، وتعرفت إلى الشاعرة زينب العزب، الشاعر فوزي العنتيل، وغيرهم. 
اعتذر صلاح عن عدم الكتابة إلي، وشكرني على الكتاب، عن دراستي الأكاديمية، وسأل: ماذا يستطيع أن يساعدني في دار الكتب في مجال بحثي للدكتوراة. 
وبعد أن أجبته عن بغيتي، وشربت القهوة لم يعجبني الجو الرسمي، فطلبت منه تحديد موعد نستطيع فيه الخروج من الجدران الأربعة، ونسيت أن صلاحًا لا يملك دقائق معدودة من وقته، وعجبت كيف يقرأ، ومتى يكتب؟ فها هو قد أصدر حديثًا كتابًا نقديًا جديدًا" كتابة على وجه الريح" وأصدر مجموعة شعرية" الإبحار في الذاكرة".
 
                                                         * * *
طلب الأستاذ صلاح من أحد الموظفين تصوير بعض الكتب التي أفتقدها في بلادي، وأمر بتخفيض خاص يستحق الذكر. 
عدت لصلاح أساله: هل قرأت كتيّبي عنك؟
أجاب بصراحته المعهودة" قراءة تصفح“. كان صلاح يدفعني للحديث عن مشكلة القدس التي ثارت في ذلك الأوان، ولا أرى فيها – شخصيًا – أمرًا جديدًا، وكنت أدفعه نحو الحديث الأدبي، وعن الشعر والشعراء. 
قال صلاح: تعرفت إلى دالية ربيكوفتش وأهرون ميجد في أحد المؤتمرات الأدبية. 
سألته عن سبب ضعف الحركة الأدبية حاليًا في مصر، أين" الكاتب، والطليعة، والشعر،  والفكر المعاصر، والمجلة؟” أين الملاحق الأدبية الجدية؟
 قال صلاح: أعترف أننا في ردة أدبية نحاول أن نتداركها، فهذه مجلة "القصة“، وهاك العدَيدينِ الأخــيرين، وسنصدر مجلة "فصول“، وستكون على مستوى رفيع، سيحررها الدكتور عز الدين إسماعيل، ويساعده الدكتور جابر عصفور والدكتور صلاح فضل، وستكون مجلة متخصصة تتناول في كل عدد جانبًا هامًا، وسيكون العدد الأول خاصًا بالتراث. 
حدثته عن مجلاتنا "الجديد“ و"الشرق“ و"مشاوير“ التي أحررها، وتوقفت، وهنا سألوني ما هي المبالغ التي يكسبها الكاتب عندكم؟
قلت متباهيًا: 
“عندنا الأديب العربي هو الذي يكتب، وهو الذي يرسل للمطبعة، وهو الذي يصحح البروفة،  وهو الذي يوزع الكتاب، وهو الذي يخسر“ 
ابتسم الأدباء الحاضرون للنهاية الغريبة، فوجدت من المناسب أن أثير مسالة نشر أدبنا في مصر، ومن كصلاح يعي ذلك؟
أجاب صلاح أنه سيأخذ دواويني الخمسة التي أهديتها له، وسيتفرغ لقراءتها لينتقي مجموعة شعرية من قصائدها، وسيعمل على نشرها في الهيئة العامة. 
قال صلاح: سأسافر غدًا إلى اليونان، فاعذرني لأني لا استطيع اللقاء بك أكثر، وقدم لي مسرحية" مأساة الحلاج" في طبعة مكتبة روز اليوسف- 1980 بديباجة أعتز بها:
“إلى الأخ الكريم الشاعر الناقد الأستاذ فاروق مواسي مع خالص التقدير والمحبة“. 19/8/1980 وتعانقنا على أن نلتقي. 
في قاعات الهيئة العامة التقيت أديبــًا كنت أقرأ له في مجلة الآداب. عرّفته  السكرتيرة: أستاذ مجاهد.  قلت على التو: لعله الأستاذ مجاهد عبد المنعم مجاهد؟
عندما سمع ذكري اسمه كاملاً تعانقنا وكأننا صديقان التقيا بعد فراق. عجب مجاهد من تتبعي لكتابته، حتى أني ذكرت له مسألة قراره التوقف عن الكتابة، والعودة إليها، و كنت على علم بهما. 
قدم لي مجاهد كتابه الجديد" علم الجمال" وكتب عبارات رقيقة، كما قدم نسخة أخرى للشاعر صلاح مما كان في حوزته. 
 
 
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل