X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      18/04/2024 |    (توقيت القدس)

الشعب السوري الأبي.. بقلم :الدكتور ابراهيم ابو جابر

من : قسماوي نت - ابراهيم حسن أبوجابر
نشر : 04/02/2015 - 19:41

الشعب السوري الأبي..

الدكتور ابراهيم ابو جابر

تعثّرت الثورة السورية ,بل دوّلت ,وكثر الفاعلون فيها بين مبدئي عقائدي ,واخر طائفي مقيت, بين طامعين منتفعين, ومتفرّجين ساخرين؛ اذن جعلوا منها لا ثورة, بل ساحة تنافس وصراع عرقي وطائفي وتجارب للأسلحة الغربية المتطوّرة, والخاسر فيها هو الشعب السوري اولا واخيرا, فهو من دفع ولا يزال يدفع فاتورة هرطقات البعض ,ونزوات اخرين من اصحاب المشاريع والمنظّرين من سكان الفنادق والشاليهات ,ومدخني السيجار والشيشة.

صحيح ان الشعب السوري ضاق ذرعا بالنظام الطائفي الظالم, والمتمثّل بحكم عائلة واحدة لأكثر من عقود متواصلة, عانى جرّاءها السوريون المر والمر, وقتل وغيّب ونفي وسجن الالاف من ابنائه, غير انه في ظل "الثورة" حمّل ما لا يحتمل ايضا, وقتل منه مئات الالاف, واصيب اكثر من ذلك ,وشرّد منه الملايين غدوا بين عشيّة وضحاها لاجئين اما في وطنهم او خارجه, يعيشون اوضاعا لا انسانيّة في البرد الشديد والحر الحارق, واستغل في المخيمات واهينت كرامته ,ووظّف من قبل من يرفعون شعار الثورة من قوى علمانية وقومية وليبرالية لصالح منظماتهم ومؤسساتهم ومدارسهم الفكرية, ولكسب ود الغرب الحاقد ودفعهم للتدخّل للحسم.

هؤلاء, من تاجروا بالأزمة او الثورة السورية ,مستجدين الغرب للتدخّل , اظنّهم يدركون انه ينطبق عليهم المثل  القائل "استبدل الرمضاء بالنار", فأي نظام بديل لنظام الاسد المجرم, لن يكون الا مواليا للغرب, ومرضيّا عنه في دوائر صنع القرار في الغرب ايضا بخاصة في واشنطن, لان حظوظ وصول القوى الاسلامية للحكم في دمشق قليلة جدا في ظل المعادلة الحالية في سوريا, العسكرية والسياسية .

لكن امرا واحدا يجب ان لا يغفل عنه الفلسطينيون بعيدا عن التجاذبات السياسية والامنية على الساحة السورية, الاشبه بطبخة فسدت تقريبا بمجرد توجّه السوريين طالبين المساعدة من الغرب كما فعل ثوار ليبيا؛ نعم امر واحد على الفلسطينيين عدم اغفاله ,فالشعب السوري الابي يشهد الجميع على مواقفه المشرّفة من القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين في سوريا خاصة ,ومد يد العون لهم في محنتهم منذ عام نكبة 48, فلا يجب ابدا تجاهل ازمة  السوريين, بخاصة وان فصولا منها تشبه حالة الشعب الفلسطيني, ومعاناتهم اليوم في المخيمات ايضا هي نفس معاناة الفلسطينيين في مخيمات اللجوء.

اذن, وبغض النظر عن مألات الثورة السورية ونتائجها والاطراف الفاعلة فيها ,فالوقوف الى جانب الشعب السوري الجريح ودعمه بكل السبل والوسائل لا خلاف عليه, بل واجب الامة كلها, لان غالبية المواطنين السوريين لا ناقة لهم ولا جمل فيما حصل, وما ألت اليه الاوضاع من جرّاء الحرب الاهلية او الثورة, وضياع البلد وتحويل سوريا الى ساحة صراع بين قوى اقليمية ودولية, وركوب امريكا للموجة وحرفها للثورة السورية تطبيقا  لنظرية الفوضى الخلاّقة ومشروعها المشئوم "شرق اوسط كبير".

والسؤال الملح بعدما حصل من مذابح ودمار, وخراب ولجوء وتشريد, وانتهاك لحقوق الانسان والاعراض وتدنيس للمقدسات , حتّام يستمر هذا المسلسل, وهذه المآسي والمعاناة؟ وهل ستبقى الاراضي السورية  اخيرا موحّدة ام ستقسّم عرقيا وطائفيا؟

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل