
شهدت بلدة جسر الزرقاء حادثة وصفها الأهالي بأنها مأساوية، وتمثلت بمقتل الشابة روزيت جربان البالغة من العمر 23 عاماً، إثر تعرضها لإطلاق نار أثناء عودتها إلى المنزل، وتوفيت في مستشفى هيلل يافه بالرغم من محاولة الإنعاش.
وكشفت التحقيقات الأولية عن أن الجريمة كانت نتيجة خطأ، وأن المستهدف كان شخصاً آخراً من البلدة، واعتقلت الشرطة مشتبه به من سكان البلدة.
وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة الشعبية في جسر الزرقاء الشيخ وافي عماش في مقابلة مع الجرمق: "إن ظاهرة القتل في المجتمع العربي ظاهرة سيئة جداً ومقلقة، تقطف زهرات شبابنا وشاباتنا كما تقتل الرجال والنساء والأطفال"، وأكد أن هذه الجرائم نتيجة لـفوضى السلاح المنتشر في أراضي ال ٤٨ الفلسطينية ولنشاط منظمات الإجرام، مشدداً على أن الأمر ليس مجرد رصاصة طائشة وإنما حصد متزايد لحياة الشباب.
وأضاف عماش أن المؤسسة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية مباشرة في مواجهة هذه الظاهرة: "نحن لا نريد مركز شرطة فقط، بل نريد قراراً قانونياً على مستوى الدولة لاجتثاث هذه الظاهرة".
وأشار إلى أن الجريمة الحالية ليست الأولى في المنطقة بل الثالثة خلال سنوات قليلة جداً، داعياً إلى تحرك عاجل لمنع تكرار الجرائم.
كما وجه رسالة مباشرة إلى الشباب والشابات الذين يحملون السلاح قائلًا: "انتبهوا، إذا ظننتم أنكم تعيشون في غابة حيث يفعل كل إنسان ما يشاء، فالله عز وجل حرم قتل النفس وتوعد بإنزال أشد العقاب على القاتل، عودوا إلى حياتكم الرزينة"
وقال شهاب شعبان، قريب الضحية روزيت جربان للجرمق: "ما يحدث من قتل بالمجتمع العربي يوجع قلوبنا، ولا أعلم لماذا نصل إلى هذه المرحلة، روزيت كانت مع صديقاتها قرب البحر، وعند عودتها تعرضت لإطلاق نار وتوفيت، وحسب ما رأيت بالفيديوهات، إطلاق النار كان عشوائياً فأصابتها رصاصة وأودت بحياتها."
وأوضح أن غياب الدور الفعّال للشرطة والجهات الرسمية يجبر الأهالي على مواجهة مصيرهم بأنفسهم: "لو أنّ كل شخص ينتبه لأولاده، ولو كان هناك رقابة من الآباء، لما كنا وصلنا إلى هنا، لأنه لا شرطة لمساعدتنا ولا أي طرف آخر، نحن من علينا مساعدة أنفسنا."
تحدثت شقيقة روزيت، مرام جربان مع الجرمق عن لحظة الحادث قائلة: "كنت في المنزل وسمعت صوت رصاص، فجأة بدأ الناس بمناداتي قائلين: أختك مقتولة، ذهبت ركضاً ووجدتها ملقاة على الأرض، كانت الشرطة والإسعاف يحاولون إنعاشها وأنا أنادي عليها لكنها لم ترد، ثم توفيت"
وأوضحت أن روزيت، أصغر شقيقاتها الثلاثة، كانت تعمل وتتعلم السياقة وحلمها أن تشتري سيارة، وأضافت: "في المستشفى لم يسمحوا لنا برؤيتها، وبعد أن عدنا اتصلوا بنا، وحين عدت للمستشفى وجدتها جثة، المشهد كان صعب جداً".
وتابعت، "حسبي الله ونعم الوكيل، كل من لديه سلاح فليسلمه، لماذا هذا العنف، أختي كانت شابة صغيرة تبلغ من العمر 23 سنة، لم تر شيئاً من الحياة بعد، كانت تحب الضحك وتحب الخروج، في يوم الحادث اشترت هدايا لأولادي ولأمي، ضحكنا معاً، خرجت من المنزل وعادت جثة".
وعبّرت والدة روزيت، ملكة جربان عن الصدمة التي تلقتها عند سماع خبر وفاة ابنتها وقالت في حديثها مع الجرمق:"تلقيت خبر الوفاة مساءً، كانت روزيت تعمل، وكانت حنونة، تحب الجميع، في يوم الحادث كانت قرب البحر مع صديقاتها، وأثناء عودتها أُطلق عليها الرصاص"
وأفصحت الأم عن استيائها الشديد من الانتشار الكبير للجرائم في أراضي ال ٤٨ ، مضيفةً أن هذه الجرائم يجب أن تتوقف، وأن الشرطة الإسرائيلية عليها إيجاد حل عاجل: " لا يجب أن يكون هناك يومياً قتل، لقد ربيتها بصعوبة وهو يقتلها بكل بساطة".
وختمت حديثها بعبارة: "أتمنى أن لا يضيع حقها"
هذه الجريمة ليست حادثاً فردياً، بل تأتي ضمن موجة متزايدة من حوادث القتل في المجتمع الفلسطيني بأراضي48، وتعكس حادثة مقتل روزيت أزمة يعيشها الفلسطينيون أهمها: انتشار السلاح، وتقصير المؤسسة الإسرائيلية في توفير الأمن للمواطنين لفلسطينيي48.
اضف تعقيب