مقال إسرائيلي: نتنياهو يحاول إعادة كتابة التاريخ استعدادًا لحملته الانتخابية المقبلة

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت في مقال رأي للكاتبة ليرون روديك أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يخوض منذ اندلاع الحرب معركة موازية، ليست فقط في الميدان، بل على الرواية التاريخية.

وأشارت الكاتبة إلى أنّ نتنياهو، الذي بدأ مؤخرًا اعتماد خطاب "تصالحي" نسبيًا، يسعى لتثبيت اسم جديد للحرب هو "حرب النهوض"، في محاولة لترسيخ سردية تُظهِره كمن قاد إسرائيل من "الانكسار إلى التعافي"، تمهيدًا لحملة انتخابية جديدة.

وأضافت روديك أنّ هذا النهج ليس جديدًا على نتنياهو، إذ اعتادت حكوماته على "هندسة الوعي" وإعادة صياغة الوقائع التاريخية بما يخدم مصالحه السياسية، معتبرة أن محاولته الحالية تمثل "ذروة إعادة كتابة التاريخ الإسرائيلي الحديث".

وضربت الكاتبة مثالًا بوزيرة المواصلات ميري ريغيف، التي تنكر الحقائق الميدانية وتعيد صياغة الأحداث وفق رواية دعائية، كما حدث عندما أنكرت وجود "فوضى مرورية" رغم تعطل حركة القطارات بشكل واسع، مكتفية بالقول: "لا يوجد فوضى، لأنني قررت ذلك".

وترى روديك أن نتنياهو يستخدم نفس المنهج، إذ يسعى لتثبيت رواية "النهوض بعد الكارثة" بدلًا من "كارثة 7 أكتوبر"، ليُحمّل خصومه مسؤولية الفشل الأمني ويظهر هو بمظهر المنقذ.

وختمت بالقول إنّ محاولات نتنياهو لتغيير اسم الحرب ولغتها السياسية ليست مجرد تفاصيل لغوية، بل جزء من "حملة منظمة لطمس الحقائق، وتلميع صورته تمهيدًا لمعركة انتخابية جديدة، بينما لا تزال الحرب مستمرة ولم تُحاسب القيادات على إخفاقاتها".