X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      29/08/2025 |    (توقيت القدس)

نشطاء بأراضي48: الصحافة الإسرائيلية تشكل امتدادًا للوحدات المقاتلة في الجيش الإسرائيلي

من : قسماوي نت - الجرمق
نشر : 28/08/2025 - 10:15

في مطلع الأسبوع ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس، أسفرت عن ارتقاء 14 فلسطينيًا بينهم 5 صحفيين وضابط إسعاف، إثر قصف مباشر استهدف مبنى الاستقبال والطوارئ في المستشفى.

المجزرة التي بُثّت مشاهدها على الهواء مباشرة، وثقت استهداف قوات الاحتلال لطواقم الدفاع المدني والمنقذين خلال محاولتهم إسعاف الجرحى وانتشال الضحايا، في جريمة مركّبة أكدت حجم الفاشية التي تحكم سلوك المؤسسة الإسرائيلية.

ومن بين الشهداء الصحفيين: حسام المصري، محمد سلامة، ومريم أبو دقة، إلى جانب ضابط الإسعاف عبد الله الشاعر، الذي ارتقى أثناء محاولته الوصول للضحايا. هذه الجريمة لم تكن حدثًا منفصلًا، بل امتدادًا لسياسة ممنهجة تسعى إسرائيل من خلالها لإسكات كل الأصوات التي توثّق جرائمها في قطاع غزة بحسب نشطاء بأراضي48.

ولم يكتفي الاحتلال الإسرائيلي بمجزاره في غزة، فخرج الصحافي الإسرائيلي "تسفي يحزكيلي" وحرض علنًا على قتل جميع الصحفيين في غزة، معتبرًا أنّ "قتل الصحفيين عمل جيد تقوم به إسرائيل"، حيث اعتبر خبراء سياسيون هذا التصريح يعكس بوضوح النهج المؤسسي داخل الإعلام الإسرائيلي، الذي لا يكتفي بالتواطؤ مع رواية الاحتلال، بل يشرعن ويشجع على استهداف الصحفيين بشكل مباشر.

هذه الأحداث والتحريضات دفعت ناشطين وسياسيين فلسطينيين للتأكيد على أنّ الإعلام الإسرائيلي يمثّل وحدة مقاتلة متقدمة تخوض حربًا موازية على الفلسطينيين، وأنّ استهداف الصحفيين يهدف قبل كل شيء إلى إسكات الحقيقة ومنع العالم من رؤية الجرائم اليومية في غزة.

ويوضح عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد لؤي خطيب في حديثه مع الجرمق أنّ الصحافة الإسرائيلية شكّلت تاريخيًا امتدادًا للوحدات المقاتلة في جيش الاحتلال، إذ تبني الرأي العام الدموي داخل المجتمع الإسرائيلي، وتقود التحريض على الفلسطينيين.

ويشير خطيب إلى أنّه خلافًا للادعاءات التي تروّج بأن الصحافة الإسرائيلية ذات توجه يساري، فإنها بعد كل حدث أمني تدعو بشكل مباشر إلى الانتقام والقتل، ولا تعترف بحقوق الفلسطينيين، بل تدفع نحو مزيد من التطرف.

ويؤكد أنّ الصحافيين الإسرائيليين لا يتعاملون مع الصحفي الفلسطيني كزميل مهنة، بل كعدو يجب إسكات صوته، موضحًا أنّ الإعلام الإسرائيلي يمثل وحدة مقاتلة شرسة تؤدي دورًا دعائيًا شبيهًا بما مارسته ماكينة الإعلام النازي.

ويشدّد على أنّ الخطاب الإعلامي في إسرائيل يشرعن قتل الفلسطينيين، بما فيهم الصحفيون والأطفال، ويعتبر دمهم مباحًا، وهو ما يعكس عمق الفاشية المتجذّرة في المجتمع الإسرائيلي.

ويعتبر خطيب أنّ ما يحدث اليوم ليس مفاجئًا، مشيرًا إلى أنّ الأصوات النادرة في إسرائيل التي تدعو إلى مراجعة الذات تكاد تكون معدومة، في ظل تغوّل التيار الدموي المتطرف.

ويهاجم في السياق ذاته الصحافة الغربية وأباطرة الإعلام العالمي، مؤكدًا أنّهم شركاء في سياسة إسكات الصوت الفلسطيني ومحاولة طمس الحقيقة، عبر تبنّي رواية الاحتلال وتجاهل الجرائم بحق الفلسطينيين.

ويضيف أنّ استمرار الصمت الدولي والعربي منذ سنوات على الجرائم الإسرائيلية، بما فيها قتل الصحفيين والأطفال وتدمير الحياة الفلسطينية، يؤكد تواطؤًا واضحًا، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك حقيقي يتجاوز بيانات التنديد الشكلية.

ويؤكد الناشط السياسي والاجتماعي سامي ناشف لـ الجرمق أنّ استهداف الصحفيين بصورة مباشرة لا يُعدّ إلا جريمة حرب وجريمة بحق الإنسانية، مشددًا على أنّ الهدف الوحيد من هذه السياسة هو إسكات الحقيقة التي لا تريد إسرائيل أن يراها العالم.

ويشير ناشف إلى أنّ إسرائيل تحاول دومًا الظهور كضحية أمام العالم، لكنها في المقابل تسعى لطمس مشاهد القتل والدمار والتجويع بحق الشعب الفلسطيني، موضحًا أنّ الاحتلال بدأ يدرك أنّ سيطرته الإعلامية العالمية تتآكل بسبب الحرب على غزة، لذلك يحاول إسكات الأصوات والصور المناوئة له عبر اغتيال الصحفيين.

ويضيف أنّ الاحتلال يبعث من خلال استهداف الصحفيين برسالة إلى العالم مفادها أنّه فوق أي قانون دولي ولا يبالي بالقوانين التي تحمي الصحفيين، معتبرًا أنّ كل من يوجد داخل قطاع غزة مستهدف إن لم يكن يوافق الرواية الإسرائيلية.

ويشدّد ناشف على أنّ استهداف الصحفيين والمسعفين يكشف غطرسة الاحتلال على القانون الدولي والمجتمع الدولي بأسره، لافتًا إلى أنّ هذه السياسات تعكس حجم الفاشية التي تتجذر في العقلية الإسرائيلية، ومحاولتها الدائمة لكسر كل القوانين والأعراف.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل