X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      02/11/2025 |    (توقيت القدس)

مخاوف "إسرائيلية" من دخول الصحفيين لغزة.. "كشف الإبادة قد يفاقم العزلة"

من : فسماوي نت -عربي 21- جيتي
نشر : 02/11/2025 - 13:00

تترقب الأوساط الـ"إسرائيلية" دخول وسائل الإعلام العالمية إلى قطاع غزة، وما سينتج عن ذلك من توثيق مشاهد قاسية بسبب جرائم جيش الاحتلال، مما يدفع لظهور المزيد من التساؤلات حول ما ستقدمه دولة الاحتلال من تفسيرات ومبررات حول طبيعة الحرب.

دان بيري، الرئيس السابق لرابطة الصحافة الأجنبية في "تل أبيب"، ذكر أنه "في الأيام الأخيرة، قضت المحكمة العليا بأن الحكومة يجب أن تفكر في السماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة، لكنها منحت أيضًا تمديدًا لمدة شهر آخر بسبب استمرار الوضع غير الواضح تمامًا في القطاع، لكن في النهاية سيحدث ذلك، وعلى الجيش أن يستعد، لأنه مع دخول الصحفيين ستندلع معركة أخيرة، بقوة عالية جدًا، حول رواية الحرب، ونقطة البداية، بالنسبة للاحتلال، ستكون كارثية".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "هناك طريقان محتملان للمضي قدما في هذه القضية، أولاها أن العالم سيستمر في الاعتقاد بأن الاحتلال قصف الفلسطينيين في مخيمات النزوح في غزة لمعاقبتهم على ما فعلته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وهذا من شأنه أن يؤسس لتصور مفاده "عقاب جماعي" كجزء من حرب تنطوي على جرائم خطيرة وفق أساس يومي، وإذا كانت هذه هي الرواية التي ستترسخ في ذاكرة العالم، فإن دولة الاحتلال ستحاكم بقسوة، وسوف تتضرر مكانتها لأجيال عديدة".


وأشار إلى أن "الطريقة الثانية تتمثل في أن العالم سيبدأ في فهم أن الاحتلال سيواجه منظمة مسلحة تسعى عمداً لمعاناة الإسرائيليين من أجل تحقيق مكاسب دعائية، وأنها تركت للجيش ساحة معركة، ولكل خيار ثمن باهظ، مع العلم أن الخيار الأول سيؤدي لاتهامات الاحتلال، والمقاطعة، والعودة للإجماع الأخلاقي للعالم ضده، مع أن منعه باستمرار لوسائل الإعلام من دخول غزة بات مركز الدراما الإخبارية اليوم, لأن إبعادها للصحافة الدولية عن المجال النقدي لفترة طويلة، يعرضها لهجوم دولي بسبب طرق إدارتها للحرب، وهذا كان فشلًا ذريعًا"


وأوضح بيري، أن "الاحتلال يخشى أن يُقتل صحافيون، ويقع اللوم عليه، مع أنه كان ممكنا، على سبيل المثال، السماح للصحفيين بدخول غزة في وقت سابق من الحرب، شرط التوقيع على تنازل يعفيهم من أي مسؤولية تلحق به، وكان الأمر أفضل بكثير من الظهور كما لو كان يحاول إخفاء شيء ما، كما أن قرار إغلاق القطاع بشكل كامل فتح لنفسه مجال الرسائل المرئية، وتقديم المعلومات القادمة من غزة كصحافة صحيحة".

وأكد أن "قرار منع الصحفيين من دخول غزة شكل فشلا إسرائيليا أساسيًا في العلاقات العامة، مما فتح الباب أمام عدد لا يحصى من المواد الإعلامية التي تنتجها حماس، ويضطر المراسلون الفلسطينيون العاملون في وسائل الإعلام الغربية لتقديم التقارير في ظل ظروف مستحيلة، ولا شك أن أياً منهم ليس من دعاة الدعاية، والمفارقة أن معظمهم يعتقد أن الاحتلال الذي يقف العالم كله ضده، على الأقل في بداية الحرب، كانت معظم الحكومات والنخب في الغرب تدعم أهدافه".


وأشار إلى أن "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برمّته، بما فيه الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، أيدت هدفي الحرب: القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس، واستعادة المختطفين، وحتى اليوم، فإن أغلب دول العالم الغربي تؤيد الآن مطلب نزع سلاح حماس، لكن لا يوجد فهم تقريبًا لحجم الضرر، ومن الشائع الاعتقاد بأن الاحتلال قتل 70 ألف فلسطيني في غزة، بينهم عدد مروّع من النساء والأطفال، وأن الاحتلال نفّذ عقابًا جماعيًا على ما حدث؛ وهذا تصور أساسي بأن الحرب كانت انتقامية، وليست دفاعًا عن النفس".

وأوضح أنه "في الحرب الأخيرة لا يوجد بنية تحتية لعمل إعلامي دعائي موجه للعالم، وقريباً سيدخل الصحفيون والمصورون إلى غزة، وسيقومون بالتوثيق، وإجراء المقابلات، وسيجدون مشاهد صعبة، وسيكتشفون أن الاحتلال شنّ حرباً عقابية ضد الفلسطينيين، لأنه من ينتظر لجان التحقيق الدولية سيرتكب خطأً فادحاً، وإذا لم يقم بذلك من تلقاء نفسه، سوف يستمر النظر إليه على أنه يُخفي المعلومات، مما يعني خسارته لمعركة الرواية، وهذه المرة ليست معركة أخرى من أجل الصورة؛ بل معركة من أجل شرعية دولة الاحتلال العالمية".

وتكشف هذه المخاوف الإسرائيلية أن دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة قريباً، يعني مزيدا من الخسارة التي تنتظر الاحتلال، وصولا لتكثيف عمليات مقاطعته، ورفع الدعاوى القضائية ضده، والاستبعاد من المسابقات الرياضية، والفعاليات الثقافية، والعزلة الاقتصادية، والدبلوماسية، وكل هذا يلوح في الأفق بالفعل.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل