مقال إسرائيلي: لماذا تغير أسلوب نتنياهو في الآونة الأخيرة؟

قال الكاتب الإسرائيلي مايير سويسا في مقالٍ نشره موقع "واينت" إنّ شيئًا ما يحدث داخل بنيامين نتنياهو، الذي اعتاد أن يبني قوته السياسية على الولاء لقاعدته اليمينية، وعلى خطاب الانقسام والتحريض، لكنه في الأشهر الأخيرة بدأ يُرسل إشارات مغايرة تمامًا: أقلّ عدوانية، وأكثر ميلًا إلى “الرسمية” و”المسؤولية الوطنية”.

وأضاف الكاتب أنّ كل ذلك تجلّى في جملة واحدة قالها نتنياهو في الكنيست: "القاضي يتسحاق عميت هو رئيس المحكمة العليا، هذه حقيقة. وبنفس النبرة، أنا أيضًا رئيس الحكومة، وهذه حقيقة".

وأشار سويسا إلى أنّ هذه العبارة القصيرة كانت محمّلة بكل الصراع السياسي الذي عاشته إسرائيل في السنوات الأخيرة، ففي الوقت الذي يعمل فيه شركاء نتنياهو في الحكومة على تقويض شرعية المستشارة القانونية وإضعاف مكانة رئيس المحكمة العليا، اختار نتنياهو أن يسلك الاتجاه المعاكس، ويعترف رسميًا بعميت وبموقعه القضائي.

وتابع الكاتب أن نتنياهو بات يوازن بين المسؤولية والشعبوية، مشيرًا إلى قراراته الأخيرة مثل تجميد مشروع قانون الضمّ والسيادة رغم الضغط من اليمين، معتبرًا ذلك خطوة تُعبّر عن “العقلانية قبل المغامرة السياسية”.

ويرى سويسا أن نتنياهو يُدرك أن الجمهور الإسرائيلي سئم الصراعات الداخلية، ويبحث عن قيادة أكثر اتزانًا، ولهذا بدأ يعتمد على رسائل هادئة ومواقف رمزية تظهره كزعيم يوحّد بدلًا من أن يُفرّق.

وأشار إلى أنّ حتى “الإيماءات الصغيرة” باتت تحمل دلالات على هذا التغيير، مثل تحيته للصحفية يولان كوهين التي هاجمها في الماضي، وابتسامته الودية لخصمه السياسي يائير لابيد خلال لقاء رسمي، ومصافحته القاضي عميت بحرارة على هامش مناسبة رسمية.