التعليم بين الصورة والجوهر - مونولوج تربوي - بقلم : الاستاذ محمود قطيط عامر
                                  
                                نشر : 03/11/2025 - 10:30                                
                            
                        
                                            
		التعليم بين الصورة والجوهر
	
		- مونولوج تربوي -
	
		بقلم : الاستاذ محمود قطيط عامر
	
		كنت أتردد كثيرا قبل أن أكتب في هذا الموضوع…ليس لأنني أخشى أحدا مع احترامي للجميع ، بل لأنني لا أريد أن يفهم كلامي على أنه اتهام أو تجريح. فأنا على يقين أن أغلب من يعمل في الحقل التربوي يفعل ذلك بحب وإخلاص . لكن شيئا ما تغير… تغير كثيرا ، حتى كدت لا أعرف وجه التعليم الذي عرفناه يوما ما...
	
		منذ أن أصبحت لكل مدرسة صفحة إلكترونية، وحساب “إنستغرام” يضج بالصور و”الستوريهات”، تغير المشهد التربوي في مدارسنا...تغير كليا , صار التعليم يبدو أجمل في الصورة، لكنه أضعف في جوهره ، واقعه ونتائجه ...
	
		من يتجول بين الصفحات الالكترونية لمدارسنا يظن أننا نعيش نهضة تربوية غير مسبوقة ... ابتسامات مرتبة، لافتات ملونة، مشاهد محسوبة بعناية… لكن خلف العدسات ، شيء ما يفلت من بين أيدينا ؛ المعنى ...معنى التعلم والتعليم.
		أجلس أحيانا وأسأل نفسي...
	
		هل تحولت مدارسنا إلى استوديوهات لإنتاج المحتوى؟
	
		هل صار المعلم يعيد الحصة ليصور من زاوية أفضل ؟
	
		هل صار الطالب ينتظر الكاميرا أكثر مما ينتظر الفكرة ؟
	
		ربما لا أحد يقصد السوء ، ولكننا انزلقنا جميعا في سباق الصورة.
	
		للأسف..صار التوثيق هدفا بحد ذاته ، والمشهد أهم من المضمون...
	
		بل إن بعض الإدارات – في زمن التعليم و”الستوري” – أصبحت أسيرة للتوثيق الشكلي،
	
		حتى خصصت معلما مركزا ليدير “الستوري المدرسي” وينشر الفيديوهات ، بينما تراجعت مكانة الطاقم التربوي إلى الصفوف الخلفية في مدارسنا ليتصدر المشهد بالمكانة المرموقة مركز الستوريهات .
	
		نعم ، تبدلت الأدوار ، وأصبح النشر هو الأصل ، والمضمون هو التابع.
	
		ألهذا الحد تغيرنا؟
	
		أنا لا أعارض التوثيق، بل أراه ضروريا ومفيدا...
	
		لكنّي - في الوقت نفسه - أخشى اللحظة التي يصبح فيها “الستوري” غاية لا وسيلة ،
	
		حيث نختصر كل جهد تربوي في “بوست”، ونقيس نجاحنا بعدد الإعجابات واللايكات بدل عدد العقول التي نضجت واصبحت مهيئة لخدمة مجتمعها .
	
		أقولها لنفسي قبل أن أقولها لغيري: "التعليم ليس مشهدا نصوره، بل أثرا نتركه."
	
		هو ضوء في فكر الطالب ، لا فلاش في كاميرا .
	
		والمعلم – مهما تغيرت الوسائل – يظل صاحب رسالة ، لا مدير محتوى كما تريده "الادارات التسويقية الحديثة" في مدارسنا ونراه اليوم في واقعنا...
	
		نعم ، يمكن أن نوثق، ويمكن أن نشارك لحظاتنا الجميلة ، لكن لنتذكر دائما....أن الجمال الحقيقي ليس في الصورة ، بل في الفكرة التي تبقى بعد أن تختفي الصورة .
	
		كفى تلميعا للمشهد…
	
		فلنعد إلى الجوهر ، إلى الدرس الصادق ، إلى التربية التي تبنى على الاصغاء والفهم والقدوة ، لا على زاوية التصوير الأفضل .
	
		فالتأثير الحقيقي لا يقاس بالمشاهدات واللايكات وعددها ، بل بالجيل الصاعد الذي ينهض بفكره في مجتمعه...
                                لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net 
                            
                                                    
                        
                         
                         



                

                        الاسد                    
                        السرطان                    
                        الجوزاء                    
                        الثور                    
                        القوس                    
                        العقرب                    
                        الميزان                    
                        العذراء                    
                        الحمل                    
                        الحوت                    
                        الدلو                    
                        الجدي                    
اضف تعقيب