
في وقت تتسارع فيه الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، يبدي الاحتلال مزيدا من المخاوف، مدعيا أنها تمثل تهديدا وجوديا لا حلا، وهو ما دفعه إلى طرح بدائل وحلول مضادة.
الجنرال يتسحاق غيرشون، الذي تولى مناصب عسكرية بارزة بينها نائب قائد المنطقة الشمالية وقائد الجبهة الداخلية وقائد فرقة الضفة الغربية، زعم أن "أكثر من ثلاثين عاما من المحاولات والهجمات التي لا تُحصى وآلاف القتلى من الجانبين، لم تُنه طرح فكرة الدولة الفلسطينية"، مدعيا أن الوقت حان للقول بوضوح إنها "ليست حلا سلميا بل وصفة لكارثة".
وأضاف غيرشون في مقال نشرته القناة 12 العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "التاريخ والجغرافيا يثبتان أن من يسيطر على قمم الجبال في فلسطين يسيطر على الدولة، وأن تسليم هذه السيطرة لكيان معادٍ يمثل ضربة قاضية لأمن إسرائيل ووجودها"، معتبرا أن ذلك يستدعي "تكثيف البناء الاستيطاني في مناطق E1، وفي الوقت المناسب، تطبيق سياسة الضم على كامل المنطقة (ج) وغور الأردن في الضفة الغربية".
وأشار أن "الدولة الفلسطينية تشكل تهديدًا وجوديًا لأنها تعني كيانا معادياً سينشأ بين نهر الأردن والبحر في قلب الفضاء الاستراتيجي لدولة إسرائيل، وستضع ملايين الإسرائيليين تحت تهديد فوري بإطلاق الصواريخ والهجمات والتسلل، وستسمح لإيران ووكلائها بإنشاء مواطئ قدم خطيرة على بُعد دقائق بالسيارة من قلب الدولة، وإن تجربة غزة بعد الانسحاب منها دليل حي على ما يمكن أن يحدث في الضفة الغربية، لكنه أكثر خطورة بكثير".
وزعم أن "الحقائق تتحدث عن نفسها، فقد قُتل 1300 إسرائيلي في الانتفاضة الثانية خلال خمس سنوات، فيما قُتل 1200 في يوم واحد، واختُطف 251، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، في هجوم لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وأودت عشرات الآلاف من الهجمات في العقود الأخيرة بحياة الآلاف".
وأوضح غيرشون أن "البديل عن إقامة الدولة الفلسطينية يتمثل في حكم ذاتي ضمن رؤية كونفدرالية إسرائيلية-فلسطينية"، معتبرا أنه حل واقعي يقوم على منح الفلسطينيين إدارة ذاتية في المنطقتين (أ) و(ب) حيث يعيش أكثر من 95% منهم، تحت سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة، مشيرا إلى أن الفلسطينيين سيديرون شؤون حياتهم واقتصادهم وتعليمهم وصحتهم، مع الحفاظ على هويتهم، في حين يستفيدون من البنية التحتية والخدمات واقتصاد متكامل مع دولة "إسرائيل".
وأشار غيرشون إلى أن "تطبيق هذا الحل مشروط بوقف المقاومة المسلحة، وإجراء إصلاح جذري للنظام التعليمي، وقيام سلطة موحدة بسلاح واحد وقانون واحد، إلى جانب برامج حوكمة وأمن مشتركة، وتنمية اقتصادية وبنية تحتية موحدة. كما يتطلب التخطيط لشبكة طرق ذكية في الضفة الغربية تمنح الفلسطينيين أكبر قدر من حرية الحركة، مع الحد الأدنى من الاحتكاك مع الجيش والمستوطنين".
وزعم غيرشون أن "البناء الاستيطاني يشكل خطوة أساسية لخلق تواصل إقليمي إسرائيلي يمتد من القدس المحتلة إلى مستوطنة معاليه أدوميم، على أن يتبع ذلك تطبيق الضم في المنطقة (ج) وغور الأردن"، معتبرا أنها "إجراءات تكمل الدفاع الاستراتيجي للاحتلال"، مضيفا أن الخطة تشمل مستقبلا "ربط مناطق الضفة عبر أنفاق وقطارات، برؤية تقوم على التعاون وفرصة لتحسين حياة الفلسطينيين".
اضف تعقيب