على كل زوجة أن تعرف كيف تعين الحدود بينها وبين زوجها، الخضوع للرجل أصبح لا وجود له في هذا الوقت، ولكن الطاعة واجبة في كل الأحوال حتى لا نخالف شرع الله وندخل في المحظور، ولكن الطاعة لا تعني الخضوع التام للرجل، وقول نعم في كل الأحوال، فأحياناً تحتاج الزوجة لقول "لا" حينما لا يعجبها أمر ما، أو في إدارة أمور زواجها وحياتها الخاصة، الأمر الذي يخلق الكثير من المشاكل بين الزوجين، ولهذا علينا أن نتعلم أولاً كيف نقول "لا".
لماذا يجب وضع الحدود
يجب في البداية أن نعترف أنه في حالة إذا كان الزوج مسيطراً تماماً، متفرداً بكل القرارات، فإن الزوجة في هذا الوقت تشعر أنها لا تحصل على قدر كافي من الحرية والاختيار، كما ستشعر بالاستياء من حياتها الزوجية، فضلاً أن شعورها بالاطضهاد الذي سوف يؤثر على حالتها المزاجية، وبالتالي لن تستطيع أن تعطي لزوجها القسط الكافي من الحب والراحة التي يحتاجها كل رجل من زوجته.
ولا شك أن الزوجين الذي يتدفق بينهما الحب لن يكون بينهما طرفاً مسيطراً وآخر مجبوراً، بالعكس الحب بين الزوجين يخلق الرضا والمساواة، فالشراكة في الحب تعني الشراكة في الاحترام والاهتمام وكذلك الشراكة في اتخاذ كل القرارات المصيرية.
المرأة كائن له اختيار
في ثقافتنا المجتمعية الذكورية يستشعر الرجل دائماً أنه صاحب السلطة، المتفرد بصناعة مصير الأسرة، متناسياً أن زوجته كائن لها حريتها وحكمها الذاتي، واستقلال لشخصيتها، وغيرها من الاحتياجات الأخرى التي يحتاجها أي إنسان، فالإنسان إن لم يشعر بالحرية بالتأكيد سوف يتمرد، وإلا لماذا يكره الناس السجون؟، ولماذا يرفض البشر العبودية؟!
إذاً، للحفاظ على التوازن الأسري والزوجي بين الطرفين يجب على الرجل أن يحترم وجود المرأة في حياته، ويقتنع منذ البداية أنها لها الحق في الاعتراض وإبداء الرأي، والحوار والمناقشة في كل ما يخص الحياة الزوجية، فالمسؤولية لا يشترط أن تكون منفردة، بالعكس فإن المسؤولية المشتركة تؤتي ثمار أنضج وأسرع.
صداقة المرأة
يجب على الزوج أن يتخذ أحياناً من زوجته صديقاً يشاركه حياته، في الخير والشر، في السر والعلن، خطوة بخطوة.
إن أخذ زمام المبادرة في إشراك الزوجة في صناعة القرار أولى خطوات نجاح أي زيجة، الأمر الذي سيحقق التوازن والاستقرار للحياة الزوجية المتقلبة بطبعها، وبالتالي فإن أي إنسان في هذه الحياة يحتاج لمن يشاركه ويخفف عنه إذا ما انتهكت قواه، وضعفت إرادته.
6 مبادئ
ولهذا هناك ستة مبادئ على كل من الزوجين اتباعها من أجل خلق روح الشراكة والتعاون بينهما، وهي
1- أن يترك الشريك مجالاً للآخر في فتح مواضيع مختلفة للتعبير عن رأيه وأفكاره، لأن الصمت لن يكون في مصلحة أحد منهما.
2- التركيز فيما يقوله الشريك، لأن تجاهل الحوار يعني العودة للنقطة صفر، التي فيها يشعر الطرف الآخر بالانهزامية والضعف.
3- الاستجابة للحوار، والرد على الفكرة أو الرأي الذي يطرحه الشريك، سيكون ذلك مؤشر على اهتمام الشريك برأي الطرف الآخر، وأيضاً استيعابه لما قال، وربما سيتكون مجالاً للشريك لطرح أفكار مشابهة أو تجارب وثيقة، سوف تجعل للحوار معنى وهدف.
4- يجب عدم مجادلة أو مقاطعة الطرف الآخر حينما يعرض وجهة نظره، حرصاً على عدم تشتيت أفكاره واحتراماً لقواعد وشروط الحوار الفعال.
5- يجب على الشريك الذي يطرح رأيه ألا يفرضه فرضاً، بل يجب إنهاء الحديث بكلمة "ما رأيك؟"، أو "هل هذا أعجبك" أو "هل لديك اقتراح آخر"، هكذا تكون المناقشة المثمرة الخلاقة.
6- يجب اعطاء الشريك الوقت الكافي للتعبير عن رأيه، وعرض فكرته للنهاية، وإذا فشل في توضيح الفكرة، لا مانع من إعطائه المزيد من الوقت لاستعراض أفكاره بشكل أفضل.
متى تقولين "لا" ؟
يجب أن نعلم أن قول "لا" أو رفض فكرة الزوج لن تأتي إلا عن طريق الستة شروط التي وضعناها سابقاً، فيجب أولاً أن يتعلم الزوج والزوجة قواعد الحوار البناء، وفي النهاية يمكن أن تأتي كلمة "لا"، أو "أرفض"، أو "أعترض".
ولكن احذري أن تعترضي على أفكار زوجك، أو تبدي رفضك لموقف أو فكرة ما في حالة إذا ما كان شديد الغضب، انتظري حتى يهدأ تماماً ثم قومي بالمناقشة مرة أخرى.
كما يجب عليكِ أن تتعلمي ثقافة الاعتذار، إن كلمة "أنا أسفة"، كلمة تهدأ حالات الغضب التي يمر بها الزوج في أوقات الشجار العنيف مع زوجته.
كما يجب أن ترفضي فكرة أو قرار زوجك باحترام، بدون استهزاء به، أو استهانة بكرامته وعقله.
هكذا تستطيعين أن تقولي لزوجك "لا" بدون مشاكل، بدون شجار، وبدون انفعالات يمكن أن تؤدي لنتائج عكسية.
اضف تعقيب