الضفة تنتفض نصرة للأسرى بجمعة "كسر الصمت"

انتفضت الضفة الغربية المحتلة ظهر الجمعة تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام بسجون الاحتلال الإسرائيلي في جمعة "كسر الصمت"، بتنظيم عدة فعاليات ومسيرات دعا إليها ناشطون شباب تخللها مواجهات مع قوات الاحتلال.

ففي رام الله، أصيب نحو 160 مواطناً فلسطينياً وجنديين إسرائيليين بجروح طفيفة في مواجهات اندلعت بينهم أمام حاجز "عوفر" الإسرائيلي.

وذكر شهود عيان أن عشرات الشبان نظموا مسيرة بعد صلاة الجمعة باتجاه الحاجز، ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة، في حين أطلق الجنود العشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع، مبينين أن المواجهات لا تزال متواصلة.

وأعلنت قوات الاحتلال في وقت لاحق عن محيط سجن عوفر كمنطقة عسكرية مغلقة وأمرت الصحفيين بإخلائها فوراً.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر عسكرية قولها إن جنديين من قوات الاحتلال أصيبا بجروح طفيفة خلال المواجهات قرب عوفر، مشيرة إلى أن الطواقم الطبية استفتهما في المكان.

وأصيب عشرة مواطنين بحالات اختناق مساء اليوم بمواجهات مع جنود الاحتلال على حاجز حوارة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقال شهود عيان لـ"صفا":إن المواجهات مستمرة بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال بعد قيام نشطاء بتنظيم مسيرة تضامنية مع الأسرى باتجاه الحاجز.

وأضاف الشهود أن الشبان أشعلوا الإطارات ورشقوا الجنود بالحجارة قبل أن يرد الاحتلال بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في شارع القدس جنوب المدينة.

فعاليات متواصلة

وسبق ذلك مواجهات عنيفة بين شبان مخيم العروب شمال الخليل وجنود الاحتلال في شوارع وأزقة المخيم بعد تصدي الاحتلال لمسيرة تضامنية مع الأسرى.

وأفادت مصادر محلية من المخيم لوكالة "صفا" أن قوّات كبيرة من جيش الاحتلال داهمت شوارع المخيم، وبدأت عمليات إطلاق للقنابل الغازية والصوتية صوب الشبان المتضامنين مع الأسرى.

وقالت إن قوّات الجيش طاردت الشبان داخل شوارع المخيم، وأطلقت القنابل الغازية والصوتية صوبهم، ما أوقع العديد من حالات الاختناق في صفوف المواطنين.

فيما أدّى عشرات المتضامنين مع الأسرى صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام التضامنية مع الأسرى بدوار ابن رشد وسط مدينة الخليل جنوب الضفة.

ودعا نادي الأسير بالخليل ولجنة أهالي الأسرى ووزارة شؤون الاسرى وحركة فتح وسط الخليل للمشاركة بالفعالية، التي حضرها عشرات المتضامنين مع الأسرى في معركتهم البطولية ضد سياسات الإحتلال القمعية بحقهم وعائلة الأسير المضرب عن الطعام أيمن الشراونة.

كما شارك بالصلاة محافظ الخليل كامل حميد، وممثلي القوى الوطنية واللواء محمد أمين الجعبري رئيس لجنة الدفاع عن الخليل الذي ألقى خطبة الجمعة، حاثا الجماهير على دعم قضية الأسرى العادلة، ومطالبا جماهير الشعب الفلسطيني بالانتصار للاسرى المضربين.

ودعا للمشاركة في المسيرة الجماهيرية التي يتم الاعداد لها ظهر يوم الاثنين القادم الموافق 18/2/2013، من أمام ستاد الحسين الدولي لدعم صمود الأسرى وتنديدا بصمت المؤسسات الدولية اتجاه ما يتعرض له أبطال الحركة الاسيرة.

وطالب محافظ الخليل عقب انتهاء صلاة الجمعة كافة جماهير المحافظة للمشاركة في مسيرة التضامن مع الأسرى التي دعا ليها نادي الأسير ظهر يوم الاثنين القادم دعما للاسرى المضربين عن الطعام.

نصرة للأسرى

ودعا نشطاء فلسطينيون في الضفة وغزة عبر موقع التواصل الاجتماعي إلى حملة لدعم الأسرى والأسرى المضربين عن الطعام، وفي مقدمتهم الأسير سامر العيساوي، الذي تجاوز إضرابه الشهر السابع.

وأطلق النشطاء على أول جمعة لهذه الحملة "جمعة كسر الصمت"، مشيرين إلى أنه سيكون يوما للغضب الشامل في كافة المدن الفلسطينية".

وحثوا الجميع على ضرورة الخروج إلى كافة الميادين العامة ونقاط التماس مع جنود الاحتلال بعد صلاة الجمعة؛ "لإيصال رسالة بأن استشهاد أي أسير في سجونه سيفتح عليه أبواب جهنم".

ويضرب عدد من الأسرى عن الطعام منذ فترات طويلة من بينهم الأسيرين أيمن الشراونة وسامر العيساوي المضربين منذ أكثر من نصف عام.

وأشاد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزَّت الرَّشق بهذه الفعالية، ودان تصعيد الاحتلال جرائمه ضد الأسرى، والتي كان آخرها الاقتحام الوحشي لسجن نفحة وإجبارهم على التفتيش العاري والعزل الانفرادي وعدم الإفراج عن الأسرى المضربين.

وحذر الرشق في تصريح له الجمعة الاحتلال من مغبّة الاستمرار في ممارسة جرائمه ضد أسرانا وخصوصاً المضربين عن الطعام منهم، محملاً إياه المسؤولية الكاملة عن سلامتهم وحياتهم.