دمشق-قال الكاتب السوري نارام سرجون :' الثوار يطهون أخبارهم في قدور كبيرة من المبالغات والاستعراضات .. وينفخون في النار التي تم
طر عليها أجواء الصفقات زخات بعد زخات .. والشغل الشاغل لبعض الثوار في كواليسهم (بعد أن هربوا وانشقوا وهم يعتقدون أنهم عائدون على متن الدبابات الأمريكية ليحكموا دمشق) صار هو كيف يبقون في منافيهم بلا ثورة .. وكل رأس يفكر في أن يحمل رأس ثورجي آخر هدية إلى دمشق عربون ندم ووفاء .. سيحتار سيبويه وابن خلكان والثعالبي في نحت مفردات جديدة لهذه الحالة الغريبة بعدما فشلت كل المفردات في أن تكون على مقاس خيبة الثوار وبعد أن فشلت المصطلحات في أن تطفو على سطح مياه الكلام .. كلام الثوار الآن وانتصاراتهم وثورتهم يركبون قوارب النجاة ..ويمسكون أطواق النجاة فيما حيتان السياسة تحوم وتسبح بهدوء حول الغرقى .. أما سفن أحلامهم فلم يعد يرى منها إلا أخشاب المراكب المتحطمة ..
اضف تعقيب