احتمالات بأن يصدر رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو مبادرة لتهدئة الفلسطينيين قبل زيارة اوباما
تقول صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية على موقعها الالكتروني اليوم انه مع اقتراب موعد الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى اسرائيل والضفة الغربية، فان تصاعد الاضطرابات نتيجة اضراب الاسرى الفلسطينيين عن الطعام يعرض للخطر ما تصفه الصحيفة الاسرائيلية بانه توازن حرج وهدوء نسبي.
وفيما يلي نص المقال الذي اعده مراسلها آموس هاريل:
وضعت احداث نهاية الاسبوع في الضفة الغربية كلا الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني في موقف اقرب الى نفطة الغليان مما كان عليه الحال بينهما لسنوات عديدة.
ولا تنبئ بأي خير اعمال تصاعد العنف في المظاهرات الاسبوعية للتضامن مع الاسرى الفلسطينيين في اسرائيل.
وحملت انباء وفاة اسير فلسطيني في سجن مجدو مساء السبت، التحول نحو وضع أكثر خطورة.
وحسب ما جاء في التقارير الاولية لادارة الامن الاسرائيلية "شين بيت"، فان الاسير عرفات جرادات وهو من قرية سعير قرب الخليل، لم يكن مشاركا في الاضراب عن الطعام السائد في السجون، والذي اثار الغضب في الضفة الغربية طوال الاسابيع القليلة الفائتة.
وسيجري تحقيق مفصل في حادثة وفاة جرادات.
غير ان التوقيت شديد الحساسية وان الاسلوب التي تعمل كل الاطراف بموجبه في الايام القليلة المقبلة سيكون حرجا في تقرير ما اذا كان ذلك ايذانا بانطلاق انتفاضة ثالثة.
وللمرة الاولى منذ العام 2007، يبدو ان السلطة الفلسطينية تجد ان من مصلحتها تحريك المياه الراكدة حتى وان كانت القيادة في رام الله لا ترغب في ان ترى اشتباكات دموية طويلة المدى.
وذلك اولا ان تحويل الانتباه بعيدا عن فشل السلطة الفلسطينية في التوصل الى اتفاق مصالحة مع حركة "حماس"، نحو مأساة الاسرى الفلسطين يخلق قضية للتفاهم تدعو اليها الحاجة الماسة.
وهذا كما يبدو هو السبب في ان جماعات مرتبطة بالسلطة الفلسطينية مثل نادي الاسرى وكبار المسؤولين الفلسطينيين من امثال قدورة فارس وجبريل الرجوب ينشطون خلف الكواليس في الاحتجاجات الحالية.
وثانيا، على ضوء الوضع الاقتصادي للسلطة، فان اشتباكات محدودة مع اسرائيل قد تقنع العالم العربي الذي تشغله الحرب الاهلية في سوريا والازمات الاخرى، تجديد التبرعات للسلطة.
وثالثا ما يتعلق بالزيارة المتوقعة للرئيس الاميركي باراك اوباما.
فما تسرب من انباء واشنطن يفيد بان ايران وسوريا ستكونان الموضوعين الرئيسيين في المحادثات.
وقد تقنع مظاهرات واسعة الادارة على التواصل من جديد في محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.
وكان احد كبار المسؤولين في الجهاد الاسلامي قد هدد قبل ايام قليلة في غزة من ان الحركة ستفتح النار اذا مات فلسطيني اسير بسبب الاضراب عن الطعام.
وربما لا يرغب حكام غزة في "حماس" في اقلاق الهدوء غير المسبوق منذ العدوان الاسرائيلي الاخير.
غير ان الاحداث في الضفة الغربية قد تحمل تداعيات لها في غزة ايضا.
ولعل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يقدم مبادرة الى الفلسطينيين تؤدي الى تهدئة الامور قبل زيارة اوباما.
ومن بين الاحتمالات اطلاق سراح الاسرى الذين مضت عليهم فترة طويلة في السجن.
والمشكلة في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي انها لا تسيطر على كل شيء.
ولعل اشتباكات الامس بين المستوطنين والفلسطينيين في قصرة حيث قام المستوطنون باطلاق النار، تحمل ما يُذكر بهذه الاحتمالات.
اضف تعقيب