اقتحمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين صباح الاثنين باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة بابي المغاربة والسلسلة، وتجولوا في باحاته وسط حراسة مشددة من قبل عناصر الشرطة الإسرائيلية.
وقال المختص في شؤون القدس جمال عمر إن نحو 150 مستوطنًا يتواجدون الآن داخل الأقصى بحماية مكثفة من جنود الاحتلال، حيث يتجولون في ساحاته ويقومون بأداء بعض الصلوات التلمودية، كما يتلقون بعض الإرشادات حول "الهيكل المزعوم".
وأوضح أن جنود الاحتلال اعتدوا بشكل همجي على أحد الشبان داخل الأقصى وتم سحبه وإخراجه عنوة إلى خارج المسجد، ما أدى لإصابته في إحدى عينيه، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تواصل تضييقها على المصلين ومصاطب العلم، لافتًا إلى أن أعداد المستوطنين تتزايد وأن هناك تدفقًا غير مسبوق من قبلهم للمسجد الأقصى.
وأكد أن المسجد الأقصى يشهد الآن توترًا شديدًا وتخوفًا من حدوث مواجهات عنيفة بين المصلين المقدسيين وقوات الاحتلال ومستوطنيه خلال الساعات المقبلة، مشيرًا إلى تواجد مكثف للمصلين المسلمين داخل الأقصى، وكذلك لشرطة الاحتلال.
وشدد عمر على أن المطلوب فعليًا وضع برنامج وحدة وطنية شامل من أجل منع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى والتواجد بداخله، والعمل على إزالة الاحتلال من الوجود.
من جانبها، أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين، ولا حق لغيرهم فيه ولو بذرة تراب واحدة.
وحيت المؤسسة في بيان جميع المصلين والمرابطين من أهل القدس والداخل، الذين يتواجدون في المسجد الأقصى وساحاته رغم حملة التضييق الإسرائيلية عليهم منذ أمس.
وطالبت المؤسسة الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني بالوقوف عند مسؤولياتهم أمام ما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاك لحرمته.
وأفادت أن قوات الاحتلال واصلت لليوم الثاني على التوالي منع من هم دون الـ 45 عامًا من طلاب "مصاطب العلم" من دخول الأقصى، وهم يرابطون عند بواباته، فيما تحاصر طلاب وطالبات العلم المنتشرون على عدد من المصاطب في ساحات الأقصى.
بدورها، أكدت "مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الاقصى" و"مؤسسة عمارة الأقصى" أنهما ستواصلان رفد الأقصى بأكبر عدد من المصلين، كعادتها في كل يوم، عادة أن الرباط الدائم والباكر هو الطريق الأمثل في مثل هذه الأوقات لحماية المسجد من المعتدين والمدنسين لحرمته.
وكانت منظمات إسرائيلية ومستوطنين أعلنوا عن استعدادات لحملة من الاقتحامات والتدنيس لحرمة المسجد الأقصى في الأيام والأسابيع القادمة، بمناسبة ما يطلقون عليه الأعياد اليهودية.
ونشرت وسائل إعلام اسرائيلية ذات الصلة بالمستوطنين دعوة إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى اليوم في ، من ضمنهم مستوطنين من " كريات أربع"، بمناسبة ما أسموه "سوسنة البوريم" العبري، وهو مقدمة لما يعرف بعيد "المساخر".
وذكرت مؤسسة الأقصى أن عدة منظمات احتلالية دعت في الأيام الأخيرة إلى تصعيد حدة الاقتحامات للمسجد الأقصى، كخطوة في تسريع بناء الهيكل المزعوم.
اضف تعقيب