هآرتس": القضية الفلسطينية يجب ان تكون الاولى على جدول اعمال اسرائيل لتجنب انتفاضة جديدة

نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم الاثنين مقالاً افتتاحياً تقول فيه ان القضية الفلسطينية يجب ان تكون الاولى على جدول اعمال اسرائيل اذا لم ترد التعامل مع انتفاضة اخرى. وهنا نص الافتتاحية:

"كان التحذير واضحاً منذ بعض الوقت. ذلك ان الاضطرابات والمظاهرات الاخيرة التي اندلعت في الايام القليلة الماضية في الاراضي المحتلة ما كان ينبغي ان تفاجىء اي أحد. فبعد سنوات من الاستعصاء، وحملة انتخابات تجاهلت الاحتلال الى حد كبير، وتصريحات من شخصيات سياسية اسرائيلية اثبتت تقاعسها الخطير بوضع "الموقف" في ادنى مكان على قائمة اولوياتهم – تُرِكَ الفلسطينيون في يأسهم ومعاناتهم من دون اي افق سياسي.

ولم تؤد تطورات عديدة الا الى تعميق اليأس: نية اسرائيل البناء في المنطقة "اي 1"، واعادة اعتقالها لـ14 اسيراً اطلقوا بموجب صفقة اطلاق غلعاد شاليط، وقتل الجيش محتجين غير عنيفين والوسائل القاسية التي يحاول بها منع المظاهرات، واخفاق قوات الامن في عمل اي شيء لكبح المضايقات للفلسطينيين من جانب المستوطنين الذين صاروا اكثر تجرؤاً في الآونة الاخيرة، ونجاح "حماس" النسبي في عملية "عمود الدفاع" بثني ذراع اسرائيل من خلال نيران الصواريخ.

وبالنظر الى هذا الوضع، فان اندلاعاً جديداً للعنف من جانب الفلسطينيين في الضفة الغربية ليس سوى مسألة وقت وفرصة. اذ ان اضراب العديد من الاسرى عن الطعام لفترات طويلة وموت سجين أمني آخر يمكن ان يكونا عود الثقاب الذي يشعل النار.

ووفقا لوجهات نظر معقولة، فانه لا توجد قيادة ولا نية ولا طاقة لاثارة انتفاضة اخرى في الاراضي المحتلة، ولكن يمكن ان تندلع تلقائيا في اعقاب احداث تخرج عن نطاق السيطرة. لذلك فان على الجيش الاسرائيلي ان يحجم عن اطلاق النار ما أمكن وان يشدد تنفيذ القانون ضد عنف المستوطنين الذين يواصلون اطلاق النار على الفلسطينيين ويدمرون ممتلكاتهم ويعمدون الى استفزازهم.

وعلى اسرائيل ان توقف فورا الاستمرار في عمليات اعادة القبض على السجناء الذين اطلق سراحهم وفق صفقة شاليت ممن لم يستأنفوا انشطتهم الارهابية وان تخفف من القيود المتبعة ضد السجناء المدانين في قضايا أمنية.

ولن يكون اي من هذا كافيا. فاذا فشلت الحكومة المقبلة في وضع قضية الفلسطينيين على قمة جدول اعمالها، فان المظاهرات لن يمكن كبتها. اذ ان الفلسطينيين اثبتوا بالفعل ان من المستحيل التهرب من مناقشة ما يتعلق بمصيرهم، حتى وان حاولت اسرائيل تركيز اهتمامها على شؤون اخرى تعتبر ثانوية في جدول الاهميات.ولا بد ان تكون القضية الفلسطينية الان المسألة الاولى على جدول اعمال اسرائيل، اذا كانت ترغب في عدم مواجهة انتفاضة اخرى".