اكدت الناطقة باسم الحكومة الفلسطينية، نور عودة، صحة الانباء التي تحدثت عن تقديم وزير المالية، الدكتور نبيل قسيس، استقالته رسميا من منصبه.
وتأتي استقالة الدكتور قسيس، في ظل ازمة مالية خانقة تعانيها السلطة الوطنية الفلسطينية، الامر الذي انعكس على شتى المجالات المتصلة بالتزمات السلطة المالية، لا سيما على رواتب الموظفين التي لم تعد تنتظم، ما ترتب عليه سلسلة من الاحتجاجات النقابية شملت العديد من قطاعات الموظفين، فضلا عن تحركات نقابية تطالب بزيادة الاجور، وتحسين شروط العمل ما يترتب عليه مزيدا من النفقات.
وعزا مراقبون الاستقالة الى اسباب قد تكون متصلة بما تعهدت به الحكومة مؤخرا تجاه بعض النقابات، وما تنطوي عليه من التزامات مالية، لا توجد مصادر لتغطيتها على الاقل في المرحلة الراهنة، التي تعجز فيها الحكومة عن الوفاء برواتب الموظفين في مواعيدها.
ورأى المحلل الاقتصادي، الدكتور نصر عبد الكريم، أن استقالة قسيس "قد تعود لأنه لم يستطع أن يفي بتوقعات الجمهور، وشعر بحرج من عدم قدرته على تحسين الوضع المالي، وهذا يؤكد عمق الأزمة المالية التي تعانيها السلطة".
وقال عبد الكريم : " ربما تكون خلفية الاستقالة عدم قدرته على إنجاز الموازنة، بالحد الأدنى للمعقولية، ولم يستطع تمرير ما يراه مناسبا من أجل حل الأزمة المالية".
وعن انعكاسات وتداعيات الاستقالة، قال عبد الكريم: " لا اعتقد أن هناك تداعيات مباشرة، فالأزمة المالية في السلطة بنيوية، وليست فنية مقترنة بأداء وزير، لكن الوزير يتحمل فيها إرثا كبيرا، وربما آثر الاستقالة، خاصة بعد الاتفاقات التي وقعت مع النقابات في الفترة الأخيرة، والتي لها استخقاقات مالية، وستضاعف عجزا فوق عجز".
وأضاف أن الاستقالة قد تؤخر إقرار الموازنة، المقررة في هذا الشهر، لكنه قال بأن ذلك مقترن بقبول استقالة قسيس أو تأجيل ذلك أو رفضها إلى حين إقرار الموازنة، أو الى حين تعيين وزير جديد، كون هذا الوزير سيأخذ وقتاً في دراسة ملفات الوزارة والاطلاع على قضاياها.
وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية، الدكتور نافذ أبو بكر: "إن قسيس تبنى حلولا لمعالجة الأزمة المالية، مثل زيادة الإيرادات، وتقليص النفقات، لكن هذه الحلول لم تعجب كثيرين".
وأوضح، أن مشكلة الأزمة المالية التي تعانيها السلطة الفلسطينية "تتطلب حلولا بنيوية، وجذرية، مبعثها سياسي، وهذا ما يفوق قدرة الدكتور قسيس". وأشار إلى أن "الحلول التي اقترحها قسيس، تعتمد على تقليص النفقات، مثل العلاوات، وغلاء المعيشة، وغيرها، وهي حلول كلاسيكية، تصطدم بواقع الحال، حيث وجد نفسه ( قسيس) أمام مشاكل أكبر من قدرته".
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب