بينما كان الفلسطينيون ومن خلفهم النشطاء و"أحرار العالم" يستعدون لإسناد الأسرى المضربين عن الطعام بشكل خاص وكافة الأسرى في سجون الاحتلال بشكل عام، وذلك مع التحضيرات لفعاليات كبيرة داخل وخارج السجون؛ إذا بالأسير عرفات جرادات (30 عامًا) يقضي نحبه داخل سجن مجدو الإسرائيلي بعد ستة أيام فقط من اعتقاله.
تأهب إسرائيلي
الدولة العبرية أخذت كافة احتياطاتها ورفعت حالة التأهب خشية اندلاع مواجهات عقب الاعلان عن استشهاد جرادات، في حين اتهم الفلسطينيون الاحتلال بإعدام جرادات سواء من خلال التعذيب او المرض، لتخرج مسيرات جماهيرية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة غضبًا واحتجاجًا على ما يتعرض له الاسرى في سجون الاحتلال.
وذكرت مصادر عبرية أن رئيس أركان جيش الاحتلال، بيني غانتس أصدر تعليماته إلى قادة الجيش في مناطق الضفة الغربية، باستكمال كافة الاستعدادات الضرورية تحسبا لاستمرار المظاهرات والاحتجاجات، واندلاع انتفاضة جديدة يقوم بها الفلسطينيون وتدهور الأوضاع أمنيًا في الضفة الغربية، وذلك على خلفية استشهاد أسير فلسطيني من الخليل في سجن مجدو، واستمرار عدد من الأسرى في الإضراب عن الطعام منذ أكثر من 217 يومًا.
وقد حذرت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، من تدهور الأوضاع الأمنية مع تصاعد المواجهات في مناطق مختلفة من المناطق الفلسطينية. وأشارت إلى تضرر عدد من السيارات للمستوطنين قرب الخليل جراء رشقها بالحجارة، وتضرر سيارة أمن للشرطة الإسرائيلية جراء إلقاء "قنبلة بدائية" اتجاهها في حي سلوان بالقدس المحتلة.
وفي السياق ذاته؛ قالت صحيفة "هآرتس": إن المسؤولين في إسرائيل مقتنعون بأن المنطقة على أبواب "انتفاضة جديدة" نتيجة الأحداث المتراكمة، والمواجهات العنيفة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.
وأضافت أن "الفلسطينيين والإسرائيليين في نقطة هي الأقرب للمواجهة منذ سنوات، وأنها للمرة الأولى منذ عام 2007 التي ترغب فيها أيضاً السلطة الفلسطينية بإشعال الأوضاع"، على حد قولها.
انتفاضة تحرير الأسرى
وتوقع عطية البسيوني أمين سر لجنة الاسرى في القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة اندلاع انتفاضة جديدة (ثالثة) هي انتفاضة تحرير الأسرى.
وقال البسيوني لوكالة "قدس برس": "إن الجماهير الفلسطينية وخلال الفترة السابقة ومنذ بدء الاسرى الاضرابات الفردية عن الطعام واستمرارهم لشهور طويلة كانت ولا زال كبركان يغلي في الضفة الغربية وقطاع غزة وأرسلوا عدة رسائل أنهم لن يصمت في حال تعرض أي من هؤلاء الاسرى للضرر".
وأضاف: "بعد استشهاد جرادات نتوقع اندلاع انتفاضة ثالثة تكون انتفاضة تحرير الاسرى من سجون الاحتلال". ودعا البسيوني المقاومة الفلسطينية الى أخذ دورها تجاه ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال من تعذيب وتنكيل وإهمال طبي وعزل، متسائلًا: هل سننظر المقاومة حتى يسقط أسرى اخرون؟
وأشار إلى أن مسيرات حاشدة انطلقت منذ الاعلان عن استشهاد جرادات، وأن هذه المسيرات رغم أنها جاءت عفوية، إلا أنها تراكمات الفترة السابقة من التحضيرات لهذه الهبة الكبيرة لإنقاذ الاسرى.
شهداء الحركة الأسيرة
ومن جهته؛ أعرب مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة عن اعتقادها بأن يكون التعذيب هو السبب الرئيسي لوفاة الأسير جرادات، لا سيما وأنه موقوف منذ اعتقاله قبل بضعة أيام بتهمة الانتماء لحركة "فتح" ومقاومة الاحتلال واخضع خلال تلك الفترة لصنوف مختلفة من التعذيب المميت والمشرَّع قانونا في سجون الإحتلال بالإضافة للإهمال الطبي .
وقال بأن عشرات من الأسرى استشهدوا بعد اطلاق سراحهم بأيام وأسابيع وشهور قليلة متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون". وأكد أن "اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير جرادات والأسرى كافة الذين استشهدوا داخل سجونها ومعتقلاتها سيئة الصيت والسمعة، ليكشفوا باستشهادهم عن جرائم الإحتلال وفظاعة السجان تجاههم وتجاه الأسرى كافة، كما وأنها تتحمل المسؤولية عن حياة جميع الأسرى الذين يقبعون في سجونها، ويجب عليها حمايتهم من خطر الإصابة بالأمراض وخطر الموت وفقًا لكافة المواثيق والأعراف الدولية.
وأفاد أن قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة ارتفعت باستشهاد جرادات إلى 203 شهداء، لافتًا النظر إلى أن استشهادهم يعود لأربعة اسباب رئيسية هي: التعذيب حيث استشهد جراء ذلك (71) أسيرا، والإهمال الطبي حيث استشهد جراء ذلك ( 51) أسيرًا، والقتل العمد (الإعدام) بعد الاعتقال حيث استشهد جراء ذلك 74 اسيرا في حين استشهد سبعة أسرى بعدما أصيبوا بأعيرة نارية وهم داخل المعتقلات.
"الطبيب" الاسرائيلي
واتهم رياض الأشقر مدير مركز اسرى فلسطين للدراسات الطبيب الاسرائيلي الذي يعمل في السجون بالمشاركة في تعذيب الأسرى وإعدامهم.
وقال في بيان له "إن ما يسمى بالطبيب الإسرائيلي داخل السجون ما هو إلا حلقة ضمن منظومة التعذيب والإجرام التي تمارسها إدارات سجون الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي تساهم بقتل الأسرى في السجون".
وأوضح أن "استشهاد جرادات نتيجة التعذيب في سجون الاحتلال، يسلط الضوء مرة أخرى على دور هذا الطبيب المجرم في السجون ، والذي كان له دور كبير في اغتيال الأسير جرادات عبر تقديم توصية لمجرمي التحقيق الإسرائيليين بعد يومين من اعتقاله بأن الأسير لا يعاني من أي مشكلة صحية ويمكن استمرار التحقيق معه ، وأن جسده يتحمل جولات تحقيق جديدة، الأمر الذي دفع المحققين إلى مزيد من وسائل التعذيب بحق الأسير جرادت مما أدى إلى استشهاده نتيجة هذا التعذيب".
وأشار الأشقر إلى أن "دور الطبيب لا يختلف عن دور المحقق والجلاد، حيث يمارس أدوار تتنافى مع أخلاقيات المهنة ، ويشارك المحققين في تعذيب الأسير وانتزاع الاعترافات منه، وابتزازه لتقديم معلومات مقابل تقديم العلاج له".
واستعرض الأشقر ابرز الأدوار اللاأخلاقية التي يقوم يمارسها الأطباء في المعتقلات، والتي قادت إلى وفاة الكثير من الاسرى تحت التعذيب بفضل دورهم في هذا المجال.
وناشد الأشقر منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود، أن يكون لها كلمة في هذه الممارسات الإجرامية من قبل أطباء السجون بحق الأسرى، وتصنيفهم كمجرمي حرب وليسوا أطباء مهنيون، والضغط على الاحتلال لتقديم العلاج اللازم للأسرى قبل انعدام الأمل في شفائهم، ووقف سياسة التعذيب المميتة بحق الأسرى.
اضف تعقيب