أرسلت "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" بواسطة محاميها محمد سليمان اغبارية رسائل متعددة لعناوين هي القائمة او لها صلة بالأعمال او المخططات التي تنتهك حرمة مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية في القد. واعتبرت المؤسسة في رسائلها ان الاعمال التي تنفذها او التي تنوي تنفيذها مؤسسات او شركات اسرائيلية على أرض مقبرة مأمن الله تمس حرمة المقبرة ومشاعر ملايين المسلمين . وبعث المحامي اغبارية نسخا من هذه الرسائل لعشرات العناوين المحلية والعالمية،في حين طالبت المؤسسة في رسائلها الجهات المعنية ذات الصلة بوقف هذه الاعمال فوراً.
هذا وبعثت رسالة الى رئيس البلدية العبرية في القدس " نير بركات"، بخصوص تنفيذ او تخطيط مشاريع على أرض المقبرة وجاء بالرسالة :" كما هو معروف فان مقبرة مأمن الله هي من أعرق المقابر الاسلامية ، دفن فيها الاف المسلمين ، من ضمنهم عدد من صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وجمهور من العلماء والأعيان المسلمين على مر العصور"، وتابعت الرسالة:" ان مساحة المقبرة كانت تصل الى 154 دونما، لكنها بعد عام 1948 تم مصادرة أغلب مساحتها، واقيمت عليها "حديقة الاستقلال" ، الامر الذي أدى الى انتهاك حرمتها وشكل انتهاكاً متواصلا للقبور فيها . ملف انتهاك مقبرة مأمن الله ليس جديداً، اذ ان الانتهاكات ما زالت جارية منذ سنين ، بل ان هذا الملف وصل الى المحكمة العليا الاسرائيلية في قضية بناء "متحف التسامح".
وتابع المحامي رسالته:"علمنا في هذه الأيام ان البلدية بادرت بمشاريع جديدة، بالتعاون مع شركة "موريا" و"عيدن"، مثل اقامة مقهى، متحف، حمامات عامة، مركز بستنة، بنى تحتية لإقامة المناسبات، زيادة اشجار ومقاعد جلوس، وكل هذه المشاريع ستقام على أرض المقبرة دون مراعاة المشاعر او العقائد الدينية ووجود القبور".
وختمت الرسالة:" كل هذه الأنشطة او المشاريع المنفذة أو المخططة، على أرض المقبرة الاسلامية، تشكل مساً خطيرا بمشاعر المسلمين في البلاد وفي العالم، وتعتبر انتهاكاً صارخاً لمكان مقدس لدى المسلمين قاطبة، ولذا لقد آن الأوان لوقف الاعتداء والانتهاك المتواصل للمقبرة، ولذا نطالب بوقف فوري لجميع الأعمال التي تشكل انتهاكاً لحرمة المقبرة، واعتبار كل مساحة المقبرة موقعا يجب حفظ حرمته ، واعتباره جميعا مقبرة اسلامية تاريخية ذو أهمية خاصة ".
في نفس السياق وجه المحامي محمد سليمان اغبارية رسالة الى وزير القضاء " يعقوب نئمان" جاء فيها:" ابلغنا بأن هناك مخطط لإقامة مجمع للمحاكم يحوي جميع المحاكم سوى المحكمة العليا، سيقام على أرض مقبرة مأمن الله، بما يعني أن مجمع المحاكم هذا سيقام على قبور لمتوفين مسلمين، ويعرض الأمر وكأنه ليس هناك مكان بديل لبناء مجمع المحاكم، ويكأنه لا يمكن إقامة القانون الاّ على جماجم موتى المسلمين، ناهيك عن اقامة مشاريع أخرى على أرض المقبرة، وكل ذلك يشكل مساً بمشاعر المسلمين في البلاد والعالم، ويشكل كذلك انتهاكاً لموقع مقدس للمسلمين بكل أنحاء العالم، والأمر كذلك فإني أطلب منكم العمل على وقف الاعتداء والانتهاك الواقع على مجمل مساحة مقبرة مأمن الله، وكذلك اصدار التعليمات لإلغاء كل مشروع يشكل اعتداءً او انتهاكاً لحرمة المقبرة "، هذا وقد ارسلت نسخ الى اكثر من ثلاثين عنواناُ محليا وعلميا لنص هذه الرسالة، من ضمنها بعض السفارات العربية والاسلامية، والقضاة الشرعيين في البلاد.
وفي السياق نفسه نظم وفد من "مؤسسة الاقصى" في مقدمته نائب رئيس المؤسسة الحاج سامي رزق الله ابو مخ، ومديرها المهندس أمير خطيب، ووفد من المحامين من "مركز ميزان لحقوق الانسان"، ضم كل من المحامي خالد زبارقة – مدير مؤسسة القدس للتنمية-، والمحامي محمد سليمان، جولة ميدانية لمقبرة مأمن الله للاطلاع على آخر المستجدات وللتباحث في سبل وقف الاعتداءات المتكررة عليها ".
اضف تعقيب