يطمح ملقا الإسباني إلى مواصلة مغامرته في دوري أبطال أوروبا وتعويض خسارته ذهاباً خارج ملعبه أمام بورتو البرتغالي بهدف دون رد، وذلك عندما يستضيف الفريق البرتغالي في إياب الدور ثمن النهائي غداً الأربعاء على ملعب "لا روزاليدا" الذي يتسع لقرابة 29.000 متفرج.
وتمثل المباراة القادمة لملقا فرصة ذهبية لتحقيق إنجاز تاريخي لأنها ستكون المرة الأولى للفريق التي يتأهل فيها إلى ربع نهائي دوري الأبطال، كما أنها ستكون استمراراً للإنجازات الرائعة التي حققها الفريق الأندلسي في البطولة خاصة بعد أن تصدر المجموعة الثالثة في دور المجموعات برصيد 12 نقطة متقدماً على ميلان الإيطالي صاحب المركز الثاني بأربع نقاط كاملة، وذلك عقب أن فاز بثلاث مباريات وتعادل في ثلاث وسجل لاعبوه 12 هدفاً ودخل مرماه خمسة.
مهمة عسيرة لملقا
وعلى الرغم من كل هذا البريق الذي بدا عليه ملقا في مسيرته في دوري الأبطال إلا أن مدربه التشيلي المخضرم مانويل بيليغريني يعلم جيداً أن فريقه ليس في أحسن أحواله حيث أنه لم يحقق أي انتصار منذ قرابة الشهر، وتحديداً منذ السادس عشر من شباط/فبراير الماضي عندما تغلب الفريق على ضيفه أتلتيك بلباو بهدف دون رد ضمن المرحلة الرابعة والعشرين من الدوري الإسباني، إذ إن الفريق خسر بعدها أمام بورتو تحديداً (0-1) في دوري أبطال أوروبا، ثم سقط سقوطاً مدوياً أمام ضيفه ريال بيتيس بثلاثية نظيفة في الدوري الإسباني قبل أن يتعادل خارج ملعبه من دون أهداف مع أتليتيكو مدريد ثم أهدر المزيد من النقاط بتعادل جديد في عقر داره مع بلد الوليد مساء السبت الماضي بهدف لهدف، فأصبح الفريق الأندلسي مهدداً بفقدان مركزه الرابع في الليغا وهو المركز الذي يبذل بيليغريني قصارى جهده للحفاظ عليه هو ولاعبو الفريق كونه مؤهلاً إلى النسخة القادمة من دوري أبطال أوروبا.
أدى ملقا مباريات بالغة القوة على ملعبه في البطولة الأوروبية وهو ما يجعل لاعبوه يتفاءلون بإمكانية تخطيهم عقبة بورتو إذ إن الفريق استغل لعبه في "لا روزاليدا" أحسن استغلال ففاز على باناثينايكوس اليوناني في ذهاب الدور التمهيدي بهدفين دون رد، كما اكتسح زينيت الروسي في المرحلة الأولى ضمن دور المجموعات بثلاثية نظيفة قبل أن يُسقط ضيفه ميلان الإيطالي العريق (الفائز بلقب البطولة سبع مرات) بهدف دون رد في الجولة الثالثة وكانت آخر مباريات الفريق على ملعبه في دور المجموعات أمام أندرلخت البلجيكي ويومها اكتفى أبناء الأندلس بالتعادل (2-2) وسجل هدفي الفريق الدولي السابق البرتغالي سيرجيو دودا (32 عاماً).
ويبدو دودا واثقاً من تألق ملقا حيث قال: "يملك مدربنا بيليغريني كل الأوراق اللازمة لتحقيق الفوز، وسنقدم كل شيء لنبلغ ربع النهائي مستفيدين من دعم جمهورنا لنا".
بورتو لاستعادة أمجاد 2004
من جانبه، يسعى بورتو سعياً حثيثاً لاستعادة أمجاد نسخة عام 2004 التي أحرز لقبها بالفوز على موناكو الفرنسي بثلاثية نظيفة، ويعلم لاعبو الفريق البرتغالي ومدربهم فيتور باريرا أن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق في مباراة الإياب أمام ملقا، وأن فارق الهدف من الممكن تعويضه، إلا أن ما يصب في مصلحة البرتغاليين هو صلابة خط دفاعهم، حيث اهتزت شباكهم مرة واحدة فقط في آخر خمس مباريات.
وعلى الرغم من أن بورتو حل في المركز الثاني في المجموعة الأولى، إلا أن مسيرته كانت جيدة بكل المقاييس حيث حصد 13 نقطة في ست مباريات (أكثر من عدد النقاط التي حققها ملقا)، وذلك بعد فوزه في أربع مباريات وتعادله في مباراة وخسارته أخرى، وأحرز لاعبو الفريق عشرة أهداف واهتزت شباكهم أربع مرات.
تبدو نتائج بورتو خارج الديار متباينة على نحو واضح في البطولة، إذ إن الفريق فاز خارج ملعبه على دينامو زغرب الكرواتي بهدفين دون رد أحرزهما لوتشيو غونزاليس وستيفن ديفور، فيما فرض التعادل السلبي على مضيفه دينامو كييف الأوكراني، وسقط في آخر مبارياته في دور المجموعات أمام باريس سان جيرمان (1-2) وسجل لبورتو وقتها هدافه الكولومبي جاكسون مارتينيز.
وانتقل فيتور بيريرا مدرب بورتو إلى إسبانيا لمواجهة ملقا مدججاً بتشكيلة من 19 لاعباً، لكن الشك يحوم حول مشاركة الفرنسي الشاب الياكويم مانغالا المصاب في كتفه وهداف المباراة الأولى جواو موتينيو الذي يتلقى علاجاً لإصابة عضلية، علماً بأن اللاعبين غابا عن آخر مواجهات بورتو في الدوري المحلي.
أبرز اللاعبين
بوجه عام فإن ملقا يعتمد بوضوح على أصحاب الخبرة في الفريق لحسم مواجهاته الصعبة وفي مقدمتهم المدافع الأرجنتيني مارتين ديميكيلس (32 عاماً) الذي خاض ست مباريات مع الفريق في البطولة بمجموع دقائق بلغ 496 دقيقة ولاعب الوسط الرائع خواكين (31 عاماً) الذي شارك في خمس مباريات أحرز خلالها هدفين وأهدى تمريرة حاسمة لزملائه، ولاعب الوسط التشيلي مانويل إيتورا (28 عاماً) الذي خاض ست مباريات مع الفريق بمجموع دقائق بلغ 467 أهدى خلالها تمريرة حاسمة لزملائه.
وتبدو الورقة الرابحة في الفريق هي اللاعب الشاب إسكو (20 عاماً) الذي شارك في خمس مباريات بمجموع دقائق بلغ 441 دقيقة وسجل هدفين وأهدى تمريرتين حاسمتين.
أبرز ما يميز بورتو في الفترة الأخيرة هو ثبات التشكيل حيث يعتمد بيريرا على نحو متوازن أصحاب الخبرة والشباب ويبدو أن العبء في المباراة القادمة سيكون بشكل كبير على قلبي الدفاع، الشاب مانغالا إذا ما تمكن من اللعب وقد شارك في جميع مباريات بورتو في البطولة، إضافة إلى المدافع البرازيلي الآخر دانيلو الذي خاض ست مباريات كاملة في البطولة بمجموع دقائق بلغ 540 دقيقة، وبالتأكيد سيكون قلب الفريق وعقله المفكر الأرجنتيني لوتشيو غونزاليس حاضراً بقوة ولم لا وهو من أكثر لاعبي الفريق مشاركة في البطولة؟ (7 مباريات بمجموع دقائق بلغ 606 دقائق) أحرز خلالها هدفين وأهدى تمريرتين حاسمتين.
ويعلم بيريرا تماماً أن فريقه سيكون بإمكانه الحسم إذا ما نجح في هز شباك ملقا في معقله، وهو ما سيجعله يعتمد بقوة على الثلاثي البرتغالي الدولي فاريلا الذي شارك في سبع مباريات أحرز خلالها هدفين، والظهير الأيسر الطائر أليكس ساندرو البالغ من العمر 22 عاماً والمشارك في خمس مباريات أهدى خلالها تمريرة حاسمة إضافة إلى مهاجم المنتخب الكولومبي وهداف الدوري البرتغالي جاكسون مارتينيز الذي خاض مع فريقه سبع مباريات بمجموع دقائق بلغ 618 دقيقة سجل خلالها ثلاثة أهداف، وبالتأكيد فإن الأخير يمثل أمل الفريق البرتغالي في مباغتة ملقا على أرضه بهدف قاتل.
اضف تعقيب