اعتبر الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، بأن إبعاد الأسير " أيمن الشراونة " الى غزة ، وبغض النظر عن ظروفه ودوافعه ، هو بمثابة جريمة مرفوضة تستوجب الملاحقة والمحاكمة الدولية وفقا للقانون الدولي ، وتستدعي العمل الجدي لضمان عودة الأسير الى أهله ومكان سكناه .
وأعرب عن خشيته بأن تشكل سابقة لابعاد المزيد ممن تم اطلاق سراحهم في اطار صفقة التبادل " وفاء الأحرار " لا سيما " العيساوي " وممن تم اعادة اعتقالهم من هؤلاء المحررين .
وقال فروانة أن إصرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على استمرار النفي القسري وإبعاد مواطني الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو إلى خارج الأراضي الفلسطينية ، إنما يشكل جريمة ضد الإنسانية وعقاباً فردياً وجماعياً لهم ولذويهم ، ويعكس استهتارها بحقوق المدنيين الفلسطينيين باعتبارها من أقسى العقوبات المحظورة وغير المشروعة وغير القانونية .
طالب بطرحها في اجتماع مجلس حقوق الإنسان اليوم
وأضاف : بأنه وفي الوقت الذي ينعقد فيه مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بجنيف لمناقشة البند السابع الخاص بأوضاع حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية المحتلة ، فان " اسرائيل " تصر على مواصلة انتهاكاتها لأبسط حقوق الإنسان أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع ن في تحدي صارخ للمجتمع الدولي ودعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان .
وفي هذا الصدد طالب فروانة سفير فلسطين بالأمم المتحدة الى ضرورة طرح قضية الابعاد بشكل عام وابعاد الشراونة و بشكل خاص على جدول أعمال المجلس المنعقد اليوم في جنيف ، والعمل من أجل وضع حد لها وضمان عودة كافة المبعدين الى ديارهم وأماكن سكناهم في الضفة الغربية .
وأوضح فروانة بأن الإبعاد القسري ووفقاً للتفسير الدولي يعني نقل الشخص رغما عنه داخل أو عبر الحدود الوطنية، ويشكل بذلك ممارسة قسرية غير قانونية للأشخاص المحميين، ويمثل انتهاكاً خطيراً وخرقا فاضحاً لاتفاقية جنيف الرابعة، لاسيما المادة 147 منها التي تعتبر الإبعاد جريمة حرب .
وشدد فروانة على أن " الإبعاد " هو إجراء غير شرعي وغير قانوني حتى وان نفذ في اطار اتفاق بين طرفين على ابعاد أحدهما وموافقة الشخص أو الجماعة المنوي ابعادها ، حيث ان الموافقة على ما يخالف اتفاقية جنيف أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي الإنساني وفقاً للمادة الثامنة ( لا يجوز للأشخاص المحميين التنازل في أي حال من الأحوال جزئيا أو كليا عن الحقوق الممنوحة لهم بمقتضى هذه الاتفاقية ).
ورأى فروانة بأن الانتصار الحقيقي يتمثل بتوحيد كافة الجهود الرسمية والقانونية والحقوقية والجماهيرية ، والعمل على كافة الصعد والمستويات لإنهاء سياسة النفي القسري وإبعاد المواطنين عن ديارهم ووضع حد لمعاناتهم وضمان عودتهم جميعا الى بيوتهم وأسرهم ومكان سكناهم .
اضف تعقيب