سؤال:
أنا أم لطفل وحيد عمره 3 سنوات. هو يضرب أطفال روضته. ضربه غير موجع. تعامله هذا يزعجني جداً. لماذا يتعامل معهم بالضرب؟ هل هذا عنف؟ أرجو أن تساعديني لأني أخاف أن يستمر على مثل هذا السلوك بتعامله مع الآخرين. كيف التعامل معه وما هو الأسلوب المناسب؟
الجواب:
لا للقلق. يمكنك معالجة الموضوع وبسهولة.
هل هو عنف؟
بالتأكيد لا، بل هي عادة غير مستحبة اكتسبها يوما بعد يوم. كيف؟
في بداية تعامل طفلك الاجتماعي مع أطفال الروضة لجأ لاستخدام الضرب كوسيلة للتعبير عن رغباته وكرد فعل لانفعالاته. ويوما بعد يوم أصبح الضرب بالنسبة إليه هو الوسيلة الوحيدة للتعامل مع أطفال حضانته. لجوء طفلك للضرب بمثل هذا الجيل هو ليس عنفا مقصودا بل هو وسيلة اتصاله التلقائية للتعبير عن انفعالاته ورغباته. إحتلت وسيلة الضرب مكان اللغة فأصبحت عادة. هذه الوسيلة سوف تتلاشى حين يكتسب طفلك لغته ويغني رصيده بمفردات متنوعة والتي سوف تدفعه لاستخدامها عند وقوعه في حالاته الانفعالية الصعبة. ولاحقا سوف تصبح اللغة هي أداته التلقائية والطبيعية بدل عادة الضرب الآنية والعفوية. لذا يلزمه تطوير لغته اليومية.
كيف يطور الطفل لغته؟
اللغة هي قدرة طبيعية مكتسبة. تعمل البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها طفلك وبشكل تلقائي على تطوير لغته. الأهل والحاضنة بالروضة هم الوسيط اللغوي الطبيعي. هذا عدا عن معاشرة الأطفال اليومية. يكتسب الطفل لغته عن طريق تقليد ألفاظ بيئته الاجتماعية. كلما احتاج لأية خدمة وكان قد عرف مفرداتها سوف يستخدمها عفويا وبشكل تلقائي. مع كل تجربة اجتماعية يخوضها ستغني مفرداته الخاصة بتلك التجارب. يوما بعد يوم يتطور رصيده اللغوي. كلما اكتسب ثروة لغوية أوسع كلما سهل عليه طلب حاجاته وتغلب على معظم صعوباته. هنا على المربين التركيز على الاهتمام وبقصد مسبق لكسبه اللغة في الوقت المناسب وبالظرف المناسب خاصة بعدما احتل الضرب مكان لغته.
هل ينفع تطوير لغته قبل حدوث الضرب؟
بالتأكيد. تلك هي المناسبة للعمل على اكسابه مفردات الظرف الذي تعقدت فيه لغة تواصله. هو يحتاج لمفردات كي يوصل رسالته الآنية. لذا فكلما لاحظت المربية حالة طفلك الضاغطة التي سوف تدفعه لضرب طفل آخر كوسيلة تواصل عليها استباق الحدث بالتوجه إليه بسؤاله: (هل أنت تحتاج ل...؟ هل أنت زعلان عشان...؟ هل أنت مش راضي لأنو...؟) كل عبارة تستخدمها الحاضنة هنا هي التي ستصف حالته الانفعالية الآنية والتي بواسطتها سوف يكتسب مفردات الظرف المناسب والآني. مراقبته بهدف استباق لجوئه لضرب الأطفال الآخرين وتدريبه على العبارة المناسبة في الوقت المناسب سوف تقوي ثقته بنفسه وتدفعه للتعاون بداخل المجموعة الاجتماعية اليومية. يوما بعد يوم سيتمكن من التعبير عما يضايقه فوريا ويتنازل تلقائيا عن وسيلة تعبيره عن ضيقه بالضرب.
كيف التعامل بعد لجوئه للضرب؟
أحيانا سوف لا تتمكن الحاضنة من استباق الحدث وسوف يلجأ طفلك لضرب أحد أصحابه. هنا يلزم تعامل الحاضنة بلغة واضحة ومفهومة. تتوجه الحاضنة أولا لطمأنة الطفل المضروب بعبارات تعزية وعلى مسمع من طفلك بسؤاله: (بالتأكيد أنت تضايقت! هل توجعت؟ تعال أبوس، أين يوجعك). ثم تنتقل لطفلك بسؤاله: (ماذا ضايقك؟ إنتي زعلان عشان...؟) الهدف هنا طمأنة طفلك وجعله يعي حالته الانفعالية التي دفعته للضرب ولمضايقة صاحبه. من المهم الحذر من أية عبارة لغوية تعني له التوبيخ، المحاسبة أو التحقيق... من المهم أن تختم الحاضنة بالقول: (أنا حابي أعتذر لفلان لأنو توجّع. وإنتي بتحب تقول شي؟) لا لانتظار مبادرته بالاعتذار ولا لإجباره. المهم بأنه عرف من نموذجه العاطفي ( الحاضنة) الأسلوب المناسب وسمع لغتها الراقية بالتعامل وبالتوفيق.
اضف تعقيب