أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا ***بنقودة حتى ينال به الضرر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى ***ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغرز خنجرا في صدرها ***والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى*** فتدحرج القلب المقطع إذ عثر
ناداه قلب الام وهو معفر ***ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟!
فكأن هذا الصوت رغم حنوه ***غضب السماء على الغلام قد انهمر
فارتد نحو القلب يغسله بما ***فاضت به عيناه من دمع العبر
حزنا وأدرك سوء فعلته التى ***لم يأتها أحد سواه من البشر
واستل خنجره ليطعننفسه طعنا***فيبقى عبرة لمن اعتبر
ويقول يا قلب انتقم مني *** ولا تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
ناداه قلب الام كف يدا ***ولا تذبح فؤادي مرتين على الأثر
بتلك الأبيات للشاعر أحمد شوقى اود ان ابدأ موضوعى عن الام، والام فى اللغة هى أصل الشئ و أساسه ، و الام هى ذلك المخلوق الحنون ،رمز العطاء بلا اى مقابل . ذلك المخلوق الضعيف الذى كرمه الله بتلك الصفة – الامومة- قال الله تعالى :-
"ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا , حملته أمه كرها ووضعته كرها , وحمله وفصاله ثلاثون شهراً"
"حملته امه وهنا على وهن وفصاله فى عامين"
و عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلكم البر كذلكم البر وكان أبر الناس بأمه .رواه إبن وهب في الجامع وأحمد في المسند.
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله : من أحق الناس بصحابتي ؟ قال :« أمك ». قال : ثم من ؟ قال : « أمك » . قال : ثم من ؟ قال : « أمك » . قال : ثم من ؟ قال : (أبوك).
و طاعة الام و برها له ثواب الجهاد فى سبيل الله ،فلقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله , أردت أن أغزو , وقد جئت أستشيرك , فقال :« هل لك من أم » ؟ قال : نعم . قال : فالزمها فإن الجنة عند رجليها.
و يمر بنا فى تلك الايام ما يسمى بعيد الام، و للدين وجهة نظر فى ذلك نعرضها خلال الكلمات التالية :-
في دين الإسلام فهذه كلها أعياد (وأيام) بدعية، وضلالات وهمية لكنها مباحة ، واختراعات لسد خلل هو بحمد الله غير موجود في شريعة الله، فلا مكان لهذا في الدين لأن الدين عظم حق الأم، وحق الأب وأمر بصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران.
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)
وفي الواقع هذا السلوك لا يعتبر مظهراً من مظاهر تكريم الأم، لأن الإسلام كرمها طوال حياتها وبعد موتها، ولم يخصص لها تاريخاً محدداً يحتفل به المسلمون، ولابد من التكريم لها والبر بها ورعايتها في كل لحظة تشهد عليه الأيام واللمسات الرقيقة الحانية.
ولقد كرم الإسلام الأم واعتبر لها مكانة عظيمة، فهي التي حملت وأنجبت وربت وضحت، وتحملت الكثير كي يسعد أبنائها، وحافظت على النعمة التي أنعم بها الله عليها "نعمة الأمومة" وعلّمت وقوّمت لتخرج جيلاً فاضلاً يشع بالإيمان والحب والخير والعطاء الغزير، والوفاء الكبير.
و يرى شيخ الأزهر ان هذا الاحتفال شئ مباح لكنه مؤلم للايتام الذين فقدوا امهاتهم و هو يقدم جبر خاطر هؤلاء عن الاحتفال بهذا العيد و اسعاد البعض الاخر .
فالأم غالية وشامخة في كل يوم، ولابد من تكريمها والبر بها في كل لحظة، سواء أكانت على قيد الحياة أم في رحاب الله.
اضف تعقيب