تتّجه الأنظار إلى ملعب "أليانز أرينا" حيث يسعى يوفنتوس إلى ردّ الاعتبار للكرة الإيطالية عندما يحلّ ضيفاً على بايرن ميونيخ الألماني في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وتعدّ هذه المواجهة الأقوى على الإطلاق في الدور ربع النهائي، ويبحث فيها يوفنتوس عن العودة بنتيجة إيجابيّة تمهِّد الطريق أمامه لاستعادة هيبة الأندية الإيطالية التي خسرت الموسم الماضي مقعدها الرابع في المسابقة لمصلحة نظيرتها الألمانية، وهي قمّة بكل ما للكلمة من معنى لأن الفريقين يتوجّهان إلى حسم لقب بطولتي بلادهما خصوصاً النادي البافاري الذي سيُتوَّج بطلاً للمرة الثالثة والعشرين في تاريخه قبل ستّ مراحل من نهاية الموسم حال فوزه في نهاية الأسبوع الحالي على مضيفه إينتراخت فرانكفورت، فيما يتصدَّر فريق "السيدة العجوز" بفارق 9 نقاط عن أقرب ملاحقيه قبل ثمانية مراحل من نهاية الموسم.
كما يملك بايرن فرصة الفوز بلقب مسابقة الكأس المحلية التي وصل إلى دورها نصف النهائي على حساب بوروسيا دورتموند حامل لقبي الدوري والكأس، وهو سيواجه فولفسبورغ في اختباره التالي.يدخل الفريقان إلى مباراة الغد بمعنويات مرتفعة بعد أن اكتسح بايرن ضيفه هامبورغ (9-2) أمس الأول السبت، فيما تغلّب يوفنتوس على غريمه إنتر ميلان في عقر دار الأخير (2-1).
وتصبّ الإحصائيات في مصلحة يوفنتوس الذي لم يسبق له أن خسر في الدور ربع النهائي في خمس مواجهات جمعته سابقاً بالأندية الألمانية، كما أن "بيانكونيري" لم يذق طعم الهزيمة في مبارياته الـ 18 الأخيرة على الصعيد القاري (من ضمنها الأدوار التمهيدية).
وتقابل الفريقان في ستّ مواجهات سابقة وجميعها في دور المجموعات، ففاز يوفنتوس في المباراتين الأوليين عام 2004 بنتيجة واحدة (1-0)، ثم خسر في ذهاب عام 2005 (1-2) وفاز إياباً (2-1) قبل أن توقعهما القرعة في المجموعة ذاتها خلال موسم 2009-2010 فعاد الفريق الإيطالي بالتعادل السلبي من ميونيخ قبل أن يسقط إياباً على أرضه بنتيجة كبيرة (1-4) ما تسبّب بخروجه من الدور الأول، وذلك يجعل المواجهة ثأرية بامتياز.
ويخوض بايرن غمار الدور ربع النهائي للمرّة الرابعة في المواسم الخمسة الأخيرة، وهو لم يخسر سوى مرّتين على أرضه من أصل المباريات الـ 19 الأخيرة، الأولى كانت أمام إنتر ميلان (2-3) في الدور الثاني من موسم 2010-2011 والثاني هذا الموسم في الدور الثاني أيضاً أمام آرسنال الإنكليزي (0-2) بعد أن فاز ذهاباً في لندن (3-1)، وذلك دون حساب نهائي الموسم الماضي الذي خاضه على أرضه وخسره بركلات الترجيح أمام تشلسي الإنكليزي بعد أن تعادلا (1-1).
أما يوفنتوس فيُشارك في ربع النهائي للمرّة الثامنة والأولى منذ موسم 2005-2006 حين خرج على يد آرسنال الإنكليزي (0-0 ذهاباً و0-2 إياباً)، علماً أنه لم يصل إلى نصف النهائي منذ موسم 2002-2003 حين تغلّب في ربع النهائي على برشلونة (1-1 على أرضه و2-1 خارجها).
ويتمتّع يوفنتوس الذي تُوِّج باللقب للمرّة الثانية والأخيرة عام 1996 على حساب أياكس أمستردام الهولندي (خسر نهائي 1997 و1998 و2003 إضافة إلى 1973 و1983)، بسجلّ مميَّز خارج قواعده على الصعيد القارّي إذ لم يخسر بعيداً عن جمهوره منذ 18 آذار/مارس 2010 حين سقط أمام فولهام الإنكليزي (1-4) في إياب الدور الثاني من مسابقة "يوروبا ليغ" بعد أن فاز ذهاباً (3-1)، وقد حقّق منذ تلك الخسارة أربعة انتصارات وخمسة تعادلات في مبارياته التسع بعيداً عن معقله.
لكن هذه الإحصائيات قد لا تعني الكثير في كرة القدم، إذ إن أرضية الملعب تحدِّد من الأفضل، والهولندي أريين روبن من النجوم الذين يأملون أن يكون بايرن الطرف الأفضل: "لأنني أريد الفوز بدوري أبطال أوروبا من كلّ قلبي، وصلت إلى النهائي مرّتين مع بايرن، لكن في مرحلة ما تريد بكلّ بساطة الفوز باللقب".
وستكون المواجهة بين الهجوم الذي كرّسه بايرن في مباراته أمام هامبورغ حين رفع رصيده إلى 78 هدفاً في الدوري حتى الآن مقابل 18 في دوري الأبطال، والدفاع الذي يميِّز يوفنتوس الذي لم تتلقَّ شباكه سوى 19 هدفاً في 30 مباراة في الدوري و4 في المسابقة الأوروبية.ويعوِّل يوفنتوس على نجوم المنتخب الإيطالي، ثنائي خط الوسط (أندريا بيرلو وكلاوديو ماركيزيو)، وثلاثي خط الدفاع (ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي وجيورجيو كيلليني)، لإيقاف الترسانة الهجومية لفريق المدرب يوب هاينكيس الذي يعتمد على جبهةٍ هجوميّة رائعة مكوَّنة من الفرنسي فرانك ريبيري وروبن والكرواتي ماريو ماندزوكيتش وماريو غوميز وتوماس مولر وتوني كروس إضافة إلى الهدّاف البيروفي كلاوديو بيتزارو الذي سجَّل رباعية في مرمى هامبورغ.
اضف تعقيب