X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      25/11/2024 |    (توقيت القدس)

مشعل بعد الربيع العربي أكثر ابتعادا عن إيران وسوريا وأكثر اقترابا من مصر وتركيا وقطر

من : قسماوي نت
نشر : 06/04/2013 - 15:56

مع انطلاق الاحتجاجات الشعبية ضد أنظمة الحكم في تونس ومصر ، كان رئيس المكتب السياسي السياسي خالد مشعل قريبا من الرئيس السوري بشار الأسد.

ولقد توجه مشعل، الذي أعيد انتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحماس، وفي أكثر من مناسبة واحدة إلي الرئيس السوري بالنصح "عليك أن تقوم ببعض الإجراءات الإصلاحية فالشارع يتململ وسوريا ليست ببعيدة عن ما يجري في الوطن العربي""، حسبما أفادت مصادر من حركة حماس لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء.

وقالت إن الإجابة التي كان يتلقاها من الرئيس السوري كانت "سوريا ليست مصر ولا تونس ونظام الحكم في سوريا ليس كما في المناطق العربية الأخرى".

تلك النقاشات أسست لواقع جديد، عززه فوز الإخوان المسلمين في عدد من الدول العربية على رأسها مصر وتونس، وقاد بمشعل بعيدا عن سوريا وإيران ومنظمة حزب الله اللبنانية ليصبح الأقرب من تركيا وقطر، اللتين دعمتا بوضوح وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في عدد من الدول العربية، وأيضا مصر التي كنت الدولة الأبرز التي ينجح فيها الإخوان في الوصول إلى الحكم

لربما كان مشعل يأمل بأن يتدارك بشار الأسد نفسه، خاصة وان سوريا وفرت على مدى سنوات طويلة الملجأ لحركة (حماس) وهو ما يصر مشعل على عدم نكرانه بل ويشكر سوريا عليه دائما، ولكن شرارة الأحداث في سوريا والتي انطلقت من درعا دفعت مشعل رويدا رويدا إلى خارج سوريا التي وضعته لاحقا على قائمة المستهدفين بحملتها الإعلامية.

وتشير مصادر مطلعة لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء إلى انه مع بدء الأحداث في درعا السورية حاول مشعل الوصول مجددا إلى الأسد لإسداء النصح له باتخاذ إجراءات عاجلة لتدارك الأحداث غير انه لم يتمكن من ذلك وهو ما دفعه للتوجه إلى المقربين من الأسد ومن بينهم علي مملوك وآصف شوكت وفاروق الشرع ووليد المعلم.

كانت رسالة مشعل إلى هؤلاء "قولوا له (الأسد) أن الوضع لا يحتمل وان عليه اتخاذ إجراءات فورا وبخاصة إقالة محافظ درعا ومسؤول الأمن فيها".

بحسب المصادر، فان صرخات مشعل "لم تجد آذانا صاغية" وعلى ذلك فقد استقل سيارته وتوجه فورا من العاصمة السورية دمشق إلى الضاحية الجنوبية في بيروت حيث تواجد الأمين العام لمنظمة حزب الله اللبنانية الشيخ حسن نصر الله. توجه مشعل إلى نصر الله بالقول ليبدأ اجتماع بدأ في الساعات الأولى من الليل ولم ينته إلا في الساعات الأولى من الفجر.

وتشير المصادر إلى أن مشعل توجه إلى نصر الله بالقول: "صديقك (الأسد) لا يريد الاستماع وهو يصر على مواقفه بإمكانية الحل الأمني للازمة وهذا غير ممكن، حاولت الاجتماع معه ولكن دون جدوى واقترح أن تقوم أنت بالاتصال معه وان تقنعه بوجوب القيام بإجراءات إصلاحية".

كان سبق ذلك أن قام مشعل بنقل رسالة من الإخوان المسلمين في سوريا إلى الأسد ومفادها انه "إذا ما قمت بإجراءات إصلاحية فان الوضع سيختلف" ولكن الأسد لم يستجب.

مع انتهاء الاجتماع بين مشعل ونصر الله كان استقر القرار على توجه مشعل على رأس وفد من (حماس) إلى درعا والجلوس مع السكان هناك والاستماع إلى مشاكلهم ونقلها إلى القيادة السورية.

كان ذلك هو الاجتماع الأخير ما بين مشعل ونصر الله، إذ اعتاد مشعل أن ينتقل برا بين دمشق وبيروت للقاء نصر الله أو في دمشق إذ وصل إليها نصر الله ولكنه أبدا لم يستخدم مطار بيروت لاعتبارات وصفتها مصادر بأنها "أمنية". وعلى ذلك فان مشعل لم يزر لبنان منذ خروجه من دمشق.

قبل مشعل بهذا الاقتراح على مضض إذ لم يكن مقتنعا بأن هذا هو الحل ومع ذلك فقد عاد برا من بيروت إلى دمشق وابلغ المقربين من الأسد بأن هذا ما استقر عليه الرأي بينه وبين نصر الله.

وجد مشعل السعادة والقبول على وجه من تحدث إليهم ولكنه أردف بأنه يريد موافقة الأسد على قيامه بهذه المهمة وعلى تنفيذ ما يتم التوصل إليه من تفاهمات بينه وبين السكان.

اعتقد مشعل آنذاك بأن هذا سيفتح الطريق أمام إصلاحات سورية حقيقية ولكن لم يطل الوقت حتى جاءه الجواب بعد أسبوع بمعارضة الأسد لقيام مشعل بهذه الخطوة.

مع وصول هذا الرد السوري كانت القوات الأمنية السورية قد بدأت باستخدام السلاح الخفيف والشديد ضد الشعب السوري وقد أدرك مشعل حينها أن الأمور وصلت إلى نقطة اللاعودة.

مع انطلاق أول رصاصة سورية على المواطنين السوريين كانت مسيرة رحيل مشعل وقيادة (حماس) قد بدأت من سوريا ولكن أيضا بدأت رحلة الابتعاد بين الحركة وإيران التي تدعم نظام الرئيس السوري بشكل كبير ولا محدود.

وفي هذا الصدد تشير المصادر إلى أن إيران طلبت من مشعل الحديث مع الإخوان المسلمين في سوريا ولكنه رفض بدون وجود ضمانات بموافقة الأسد على هذا المسعى وأيضا موافقته على ما يصل إليه من نتائج.

ولكن مطالبة إيران وسوريا من مشعل توجيه الانتقاد إلى تصريحات أطلقها الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي ضد الأسد ونظامه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.

وبحسب المصادر، فإن مشعل رد على هذه الدعوات بالقول: "هذا داعية إسلامي نقدره ولا يجوز أن نوجه الانتقادات له ومن هم في مقامه يجب حوارهم وليس انتقادهم".

وعلى ذلك فقد رفض مشعل توجيه الانتقاد للقرضاوي ولم يطل الوقت حتى غادر سوريا بهدوء إلى قطر وهو البلد الذي كان استقبله وقادة (حماس) عند إبعادهم من الأردن.

وترى المصادر عدم صحة التقديرات التي تقول أن الأسد مضلل من قبل المحيطين به وتقول: "الأسد عنيد ومعتد بنفسه ويعتقد انه على صواب ولا يستمع إلى الآخرين".

بهذا فقد تميز مشعل بمواقفه تجاه الشعب السوري عن مواقف الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله. وتقول المصادر: "لم تعد العلاقة بين (حماس) وحزب الله كما كانت في الماضي..صحيح أن الاتصالات واللقاءات مستمرة ولكنها اختلفت عن الماضي".

وتضيف: "صحيح أن سوريا تعني الكثير جدا بالنسبة لحزب الله، غير أن الطريقة التي يتعامل فيها حزب الله مع الأمور ذهبت بعيدا جدا عن ما هو مطلوب منها ولذلك فهو يخسر الكثير في العالم العربي ولم تعد شعبيته كما كانت بين العرب بل أن عداء برز في أوساط الكثير من العرب ضد حزب الله بسبب مواقفه من الأزمة السورية".

لم يكن هذا هو السبب الوحيد لشبه القطيعة بين مشعل وإيران.

وتقول المصادر انه عند وصوله إلى طهران للمرة الأخيرة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 رحب بالخطاب الذي وجهه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وطلب من خلاله حصول فلسطين على العضوية الكاملة للأمم المتحدة.

وتضيف المصادر: "الإيرانيون توجهوا إلى مشعل بالقول: "ليست هذه هي المواقف التي يمكن أن تقولها في طهران تحديدا" وكان رد مشعل "حسنا، هذه قناعاتي".

مع هذه المواجهة الكلامية تقلصت تدريجيا علاقة مشعل مع إيران ولم يزرها منذ ذلك الحين وان كان عدد من قادة الحركة قاموا منذ ذلك بزيارة طهران ومنهم رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية والقيادي في الحركة محمود الزهار.

هذه التطورات وإقامة مشعل في العاصمة القطرية الدوحة وتطورات الربيع العربي دفعت بمشعل أكثر فأكثر باتجاه قطر ومصر وتركيا وابتعد كليا عن سوريا وكذلك عن إيران ولم تعد العلاقة مع حزب الله كما كانت.

الدعم القطري لـ"حماس" لم يكن قد بدأ مع هذه التطورات وإنما تعزز أكثر فأكثر معها إذا تشير وثائق (ويكيليكس) إلى أن امير قطر كان أكد في أكثر من اجتماع مع مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى وجوب إعطاء الحركة الفرصة والتعامل معها باعتبارها طرفا أساسيا في المعادلة الفلسطينية

وتقول المصادر: "في اجتماعات مع مسؤولين خليجيين كان مشعل يطرح قطر كنموذج مفضل للتعامل مع حماس". وأضافت "مشعل كان يقول للمسؤولين من الدول الخليجية: نحن لسنا تابعين لقطر أو غيرها ولكن المسؤولين في الدوحة يستمعون لنا ويتفهمون مواقفنا وينقلونها إلى المسؤولين الأميركيين وغيرهم من المسؤولين الغربيين ويقولون لهم: نحن مقربون من "حماس" وبإمكاننا نقل الرسائل إلى قادتها ونقل الرسائل من قادتها إليكم".

وتابعت المصادر: "مشعل كان يقول للمسؤولين الخليجيين: تعاملوا معنا كما تعاملنا قطر وبالاثناء نحن لسنا تبعا لسوريا ولا لإيران والدليل على ذلك تطورات الأحداث". ولكنها اضافت: "لم يجد مشعل آذاناً صاغية من قبل بعض الدول الخليجية".

وتؤكد المصادر انه "إذا كانت هذه الدول تدعي أنها بذاك تضر علاقاتها مع أميركا فهي مخطئة والدليل على ذلك علاقة حماس مع تركيا التي تعتبر حليف للولايات المتحدة وهي عضو في حلف "ناتو" ومع ذلك فهي تلتقي مع قادة "حماس" وتستقبلهم وتنقل مواقفها إلى الغرب".

وعلى الرغم من هذا التقارب الكبير بين "حماس" من جهة ومصر وقطر وتركيا من جهة أخرى، فإن المصادر تقول: "هناك تقدير كبير وتفهم كبير لموقف (حماس) في هذه الدول من دون أن تحاول أن تفرض على الحركة أي مواقف".

وقالت: "الدليل على ذلك هو المفاوضات التي جرت حول وقف إطلاق النار في غزة والتي جرت برعاية مصرية وبمشاركة تركية وقطرية..ففي أثناء المفاوضات عرضت إسرائيل وقف إطلاق النار على مرحلتين وبالمقابل فقد رأى مشعل ان ليس بالإمكان الثقة بإسرائيل ولذلك فانه يتوجب أن يتم وقف إطلاق النار على مرحلة واحدة وقد كان رد المسؤولين من مصر وتركيا وقطر: أبو الوليد (مشعل) معك حق ومن ثم جاءت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى القاهرة وتم الاتفاق حسب ما طلب مشعل".

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل