أقامت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة الأحد خيمة اعتصام تضامنية مع الأسرى المرضى داخل السجون الإسرائيلية، خاصة الأسير علاء الهمص الذي يعاني أمراضا عدة تهدد حياته بالخطر.
وشارك بالوقفة العشرات من عوائل الأسرى وأسرى محررون وشخصيات اعتبارية مختلفة، وعائلة الأسير المريض الهمص، ورفعت يافطات تطالب بإنهاء معاناتهم، وصورا للأسرى المرضى والمضربين عن الطعام وعلى رأسهم محمد التاج وسامر العيساوي وجعفر عز الدين.
وطالب عائلة الأسير الهمص كافة المنظمات والهيئات الرسمية وعلى رأسها السلطة الفلسطينية، ومؤسسات حقوق الانسان، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الأوروبي وباقي المؤسسات المعنية بشئون الأسرى للتدخل لإنقاذ حياة ابنهم المريض.
أمراض خطيرة
وقال شقيق الأسير سامي الهمص : "جئنا اليوم لكي نرفع صوتنا عاليا أمام العالم وكافة الجهات المسئولة، ونستصرخهم بما تبقى لديهم من ضمائر حية، كي يقفوا بجانب أخي المريض، الذي باتت حياته مهددة بالخطر، في ظل اهمال متعمد من قبل إدارة السجون".
وأضاف الهمص "أخي علاء مسجون منذ نحو خمس سنوات بسحن نفحة الصحراوي، ويعاني من ضعف بنسبة 80 % بالنظر وتزيد النسبة عن ذلك يومًا بعد يوم، ويعاني من مرض السل، والتهابات بالغدد، وهو المرض الأخطر على صحته، حيث كان أصيب به الشهيد الأسير ميسرة أبو حمدية وأدى لاستشهاده".
وتابع "أخبرتنا منظمة أطباء بلا حدود قبل نحو عامين بأنه يعاني من الأمراض المذكورة، وإدارة السجون تتعمد عدم علاجه، وقبل عدة أيام هاتفنا مسئول بالمنظمة وأبلغنا بأن وضعه الصحي متدهور جدًا وإدارة السجون لا تولي اهتمامًا بحالته الصحية".
واستطرد أن "هذا ما أكده الأسير المحرر أيمن شعت للعائلة فور الإفراج عنه قبل نحو شهر، إلى جانب عرضه على طبيب السجن مكبل اليدين، ورفض تحويله لمستشفى هداسا للعلاج"، مشيرا إلى أن مطلبهم فقط توفير علاج له حتى لا يخرج جثة هامدة كمن سبقوه من المحررين".
والأسير الهمص من سكان محافظة رفح، وهو أب لـ 6 أطفال، ومعتقل منذ نحو خمس سنوات ومحكوم عليه بالسجن 29 عامًا، بتهمة القيام بعدد من العمليات والنشطات العسكرية، كأحد العاملين في الذراع العسكري لحركة فتح كتائب شهداء الأقصى.
أما نجلة الأسير الطفلة حلا (7 أعوام) فتقول: "جئت لكي أقف بجانب والدي المريض والذي لم أره منذ سنوات ولم أسمع صوته، حتى يعود لي حيًا وليس ميتًا"، مطالبة بتوفير العلاج اللازم له، والوقوف بجواره من قبل كافة المؤسسات.
أسرانا بشر
بدوره، قال المحرر بصفقة وفاء الأحرار تيسير البرديني: إنّ "الرسالة التي يجب أن تصل بهذا اليوم للعالم هو أن أسرنا بشر ولهم حقوق وواجبات، إدارة السجون حرمتهم إياها، ويجب أن تنظروا لمعاناتهم ومعاناة أطفالهم".
وشدد البرديني "من حق الأسير أن يعالج، ولكن للأسف هذا الحق الشرعي له مفقود، فالعشرات من الأسرى المرضى يعانون، منهم حوالي 25 مصابين بمرض السرطان والكلى، ومنهم مضربين عن الطعام منذ 270 يوما كسامر العيساوي، ولم يحرك أحد ساكن".
ولفت إلى أن شعبا بكافة أطيافه لن يقبل ببقاء الأسرى يعانون، وسيعمل على تحريرهم وإنهاء معاناتهم بشتى السبل، داعيًا إياهم للتحرك وإعلان انطلاقة انتفاضة ثالثة لتحرير الأسرى ونصرتهم، مستنكرًا الهبات الخجولة والتحركات المحدودة مع قضيتهم.
وتوقع البرديني في ظل استمرار معاناة الأسرى والتهميش المتعمد لكافة حقوقهم خاصة الصحية، أن يستشهد أي واحد منهم كما حدث مع أبو حمدية وجرادات، قائلا: "نحن لا نتمنى ذلك ولا ننتظره، بل نحن بحاجة لهؤلاء الشباب أن يخرجوا أحياء وليس أموات، من خلال العمل على تحريرهم من قبل الجميع".
اضف تعقيب