مرة تلو مرة تثبت "مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الاقصى المبارك" والتي تقوم بشكل اساسي على مشروعين أولهما "مسيرة البيارق" وثانيهما "صندوق طفل الاقصى" أنها رافعة وداعمة مميزة للمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، وكان لها باع طويل بتسيير أكثر من 200 حافلة من كل قرى ومدن الداخل الفلسطيني الى المسجد الاقصى، وحملت الأهالي رجالاً ونساءً وأطفالاً للمشاركة في مهرجان طفل الاقصى الـ 11 ، هذا المهرجان السنوي الذي أشار الكثير اليه هذه السنة بالثناء كونه تضمن فقرات إبداعية مميزة.
في ساعات الصباح الباكرة من يوم أمس السبت أنطلقت عشرات الحافلات تقريباً بنفس التوقيت متوجهة الى مدينة القدس المحتلة، وبطبيعة الحال فإن أغلب هذه الحافلات تمر عبر الشارع السريع الموصل الى القدس، ورأيت بعيني ما حدثني به أخواني، ذلك المنظر المهيب، وأنت تمرّ عن حافلات "مسيرة البيارق"، أو هي تمر عنك خلال سفرك الى القدس، وينطلق لسانك بكلمة الحمد والثناء لهذا التوفيق، لمثل هذا المشروع الريادي المهم جداً في أحرج الأوقات التي تمرّ على القدس والاقصى.
بطبيعة الحال تتجمع أغلب هذه الحافلات في منطقة الصوانة /حي وادي الجوز، وهناك صعوبة بالغة لإيجاد مواقف متزامنة لمثل هذه الأعداد من الحافلات، في موقع قريب على المسجد الأقصى، كوْن الاحتلال صادر أو أغلق الكثير من الساحات والأراضي ومواقف الحافلات والسيارات القريبة من المسجد الاقصى، ضمن خطواته لحصار الأقصى وتصعيب الوصول اليه والى البلدة القديمة بالقدس، لكن هيهات .. هيهات، فمن اجل القبلة الأولى تهون الصعاب .
من أروعه من مشهد، العائلة بأكملها، تسير بخطة بطيئة لكنها ثابتة نحو المسجد الاقصى، وتزدان، طريق طلعة الاسباط بالوفود، أكثر من عشرة آلاف شخص، تتنوع أعمارهم يرفدون المسجد الاقصى، ويزدان المسجد الاقصى، ويفرح فرحاً شديدا بهذه الوجوه النيّرة التي اختارت ان تعمّر المسجد الاقصى وتشدّ الرحال اليه، بعد أن اختارت أن توفر جزءً من مصروفها اليومي- خاصة الأطفال، اكثر من 16 ألف منتسب- على مدار أيام السنة عبر مشروع "صندوق طفل الاقصى" وتتبرع به صدقة جارية دعماً للمسجد الاقصى.
القدس المحتلة ( البلدة القديمة ومحيطها)، تتلوع بأنواع من العذابات والآلام التي يسببها الاحتلال البغيض، يجثم على صدرها، يحاول خنقها، إفقارها، وجرح كرامتها وكرامة أهلها، حصار اقتصادي، ومحاولة تخريب وتفكيك الأسرة، تجويع الأطفال، ومحاولة نشر الفساد، هذه القدس القديمة الجميلة بعمائرها وتاريخها الاسلامي العريق، هذه القدس بأهلها القابضين على الجمر، تنفرج أساريرهم، وتخفف آلامهم، يوم يرون الآلاف من أهلهم من الداخل ، يتعمدون ويقصدون زيارتها وزيارة أسواقها – بعد أن، أو قبل أن يصلي في المسجد الاقصى-، يشترون من دكاكينها، يأكلون في مطاعمها، يحملون منها الألعاب، والكعك، والهدايا، مقصدهم دعم اقتصاد القدس وثبات أهلها، كيف لا؟! وهم طليعة وأول المدافعين عن المسرى.
هكذا هي "مسيرة البيارق" المباركة، منذ أن أنطلقت قبل أكثر من عشر سنين، وحتى يوم أمس ظلت وما زالت، وستستمر كل يوم من ايام السنة، عنوان شد الرحال الى المسجد الاقصى، تمسح دمعة الحزن عن المسجد الاسير، لكنها تعده دائما بالبسمة الدائمة القريبة بإذن الله، ألم يقترح مديرها ألاستاذ وفيق درويش- ووافقه أخوانه في باقي المؤسسات الراعية لمهرجان طفل الاقصى- أن يكون شعار المهرجان هذا العام ".. وللتحرير أقرب" ، وقد اقترح علي أخ آخر أن يظل هذا الشعار المعتمد ،حتى يتحرر المسجد الاقصى من ربقة الأحتلال الاسرائيلي الغاشم.
اضف تعقيب