جميع أفراد أسرته في اشتياق له، وتسأل عنه، تنتظر ساعة الفرج وانتهاء فترة الاعتقال ليعود الأب والأخ والزوج والصديق للأسرة والبلدة والعائلة.
إنه الأسير عاهد راتب سليم (أبو مقداد) ، 42 عاماً، من بلدة بدو قضاء مدينة القدس المحتلة، والذي تعاني أسرته من الغياب والفراق من ناحية، وثقل الحمل والمسؤولية التي تركها الأب وراءه للزوجة الصابرة.
أم مقداد، والتي ترعى ثمانية أبناء، أربعة من الذكور، وأربعة من الإناث، اثنين منهم هم طلاب في الجامعة، ويحتاجون لمصاريف كبيرة في كل يوم، كما أن بقية الأبناء هم طلاب في المدارس ويحتاجون لمستلزمات وحاجات يومية ومصاريف واحتياجات، هذا بالإضافة إلى ما تحتاجه التربية ومتابعة كل تفاصيل الأبناء التي تصبح غاية في الصعوبة في ظل غياب الزوج .
وتقول أم مقداد لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، أن اعتقال زوجها سبب لهم الكثير من الآلام والأوجاع، ففي الوقت الذي فيه لا تجد أم مقداد ما تفعله بسبب الوضع الصعب الذي تعيشه مع أبنائها، الذين بالكاد توفر لهم بعض الاحتياجات، إلا أنها تبذل كل جهودها لسد رمق العائلة.
وتضيف أم مقداد، إن زوجها اعتقل بتاريخ 14/11/2010 من المنزل، بعد مداهمته والعبث فيه، وكانت تهمة اعتقاله تمرير أموال لأعضاء في حركة حماس، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات، وهو الآن يقبع في سجن النقب الصحرواي، بعدما تنقل بين سجون عوفر ونفحة وريمون.
وتؤكد أم مقداد، أنها والأبناء يعيشون ظروفاً نفسية سيئة للغاية، نتيجة غياب الأب، ونتيجة للوضع الاقتصادي المتردي بعد غياب مصدر الرزق الوحيد لهم.
من جهة أخرى، تطرقت أم مقداد إلى مشكلة تواجهها مع الأبناء، لا سيما الذكور منهم، وتعجز في مرات كثيرة عن التعامل معهم فيها، وهي أنهم ما عادوا أطفالاً، فهم ينتقلون للفترة الأصعب وهي فترة المراهقة، والتي يتغير فيها جميع الشباب، وتزداد عصبيتهم، وتكثر متطلباتهم، وفي هذه المرحلة أيضاً، تسوء نفسياتهم ولا يعودوا يطيقون شيئاً.
وتشير أم مقداد، إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يتعمد اعتقال الأشخاص المسؤولين، والذين تقع كافة المسؤوليات على عاتقهم، في خطوة لضرب هؤلاء وأسرهم، محاولين هدم كثير من الأسر وتفكيكها، بادئ، واستغلال هؤلاء الناس.
من جهته قال فؤاد الخفش، مدير مركز "أحرار" إن الأسير عاهد إنسان حنون، وعائلته وأطفاله متعلقين به لأكبر حد، وهو كذلك يحب أسرته، ويشتاق لأطفاله وينتظر ساعة خروجه من الأسر ليعود لأحضان العائلة.
وتحدث الخفش عن معاناة كبيرة تواجهها عائلة الأسير عاهد، بسبب غيابه في سجون الاحتلال وبعده عن الأهل والأحباب، الأمر الذي يضع الأسير أيضاً في مهب عذابات الشوق والحرمان من رؤية الأحباب.
اضف تعقيب