الرئيس الإسرائيلي يرفض موقف نتنياهو ويتوقع سلاما بين إسرائيل وجيرانها خلال 5 سنوات
أعرب الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، عن قناعته بأن سلاما بين إسرائيل والفلسطينيين سينجز بعد خمس سنوات، عندما تحتفل إسرائيل بذكرى قيامها السبعين. وأضاف في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس، أن تفاؤله هذا لا ينبع من التمنيات فحسب، بل من خلال قراءة واقعية للأوضاع في المنطقة. وأكد أن المفاوضات التي جرت مع الفلسطينيين حتى الآن، أنجزت تفاهمات في معظم القضايا الكبرى المهمة.
ورفض بيريس موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وغيره من قادة اليمين الذين يشككون في قدرات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن). وقال: إن الرئيس الفلسطيني هو شريك حقيقي في عملية السلام، ولديه القوة والمقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة وليس كما يحاول البعض في الحكومة الإسرائيلية القول بأنه غير شريك، مستطردا "ليس صحيحا ما يشاع عن تراجع قوة الرئيس أبو مازن، وليس صحيحا ما تثيره الحكومة الإسرائيلية من مخاوف بسيطرة حماس عسكريا على الضفة الغربية كما حدث في قطاع غزة، على العكس من ذلك فإن حماس فقدت شعبيتها في غزة، والسلطة الفلسطينية والأردن لن يسمحا بسيطرة حماس عسكريا على الضفة، وفي أكثر من مناسبة أكد عباس على خيار الدولتين لشعبين واتخذ مواقف شجاعة حتى على الصعيد الشخصي، ومنها ما يهدد حياته بالخطر، مثل قوله إنه ابن مدينة صفد (في أعالي الجليل في الشمال الإسرائيلي)، لكنه لا يخطط للعودة إلى صفد عند التسوية، لأن التسوية ستقوم على أساس دولتين للشعبين وصفد ستكون جزءا من إسرائيل".
وفي رد على سؤال حول كيفية تعامل نتنياهو مع هذا الموضوع، قال بيريس، إن "الجميع يتحدثون عن مشكلة المستوطنات والحقيقة أن المشكلة هي المستوطنون البشر وليس الأرض، فقضية الأرض هي قضية مساحة، وتحديدا ما هو حجم الأرض التي يجب التنازل عنها. وهذه قضية يمكن التوصل إلى حلول بشأنها مع قليل من الخيال والإبداع".
وحول شروط استئناف المفاوضات، قال بيريس إن إسرائيل مستعدة للتجاوب مع شروط الفلسطينيين مثل الإفراج عن أسرى، والانسحاب من مناطق في الضفة الغربية وضمها إلى حدود السلطة الفلسطينية، ولكن هذا يجب أن يقابله خطوات فلسطينية أيضا مثل "الاعتراف بيهودية الدولة أو الموافقة على بقاء غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية". وأضاف: "إذا تجاوب الفلسطينيون فسيتغير الوضع تماما".
وجاءت تصريحات بيريس هذه في وقت خرج فيه الإسرائيليون بتصريحات حربية واستعراض عضلات عسكرية متواصلة، خلال نشاطات إحياء ذكرى القتلى في الحروب والاحتفالات بذكرى قيام إسرائيل. وبعد تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه، موشيه يعلون، أول من أمس، انضم رئيس أركان الجيش بيني غانتس، ليحذر من وصفهم بـ"الأعداء المحيطين في إسرائيل"، قائلا: "نحن قادرون على الوصول إلى أي هدف يهدد إسرائيل"، محذرا: "لا تنخدعوا من الهدوء الحالي الذي تشاهدونه".
وجاءت تصريحات غانتس هذه أمس، في الافتتاح الرسمي للاحتفالات بذكرى قتلى إسرائيل في الحروب التي شنتها منذ قيامها، وحضرها أيضا بيريس ونتنياهو. وعاد غانتس ليذكر بحرب أكتوبر (تشرين الأول) العام 1973 مؤكدا وجود "الأعداء المحيطين بإسرائيل، ويجب علينا عدم انتظار العدو بأن يطرق الباب علينا ويجب أن لا ننخدع بهذا الهدوء، لأن المنطقة تشهد تحركا مركبا قد يحمل في طياته الكثير من الأخطار على إسرائيل". وأشاد غانتس بقدرة الجيش الإسرائيلي وقوته التي وصفها بأنها في أحسن أحوالها هذه الأيام.
أما نتنياهو فقال لذوي القتلى: "لقد اضطرتنا الحاجة، منذ أن أصبحنا شعبا، للقتال من أجل حريتنا ووجودنا. إذ أقدم أعداؤنا في جميع الأجيال على تهجيرنا واضطهادنا والإثخان فينا ساعين إلى محو ذكرى إسرائيل عن وجه الأرض. ولا يزال هناك اليوم أيضا من يهدد بالقضاء علينا، غير أن هؤلاء لم ينجحوا في الماضي ولن ينجحوا أبدا. (رب إسرائيل جل جلاله لا يكذب) (عبارة توراتية مقتبسة أصلا من سفر صموئيل الأول، الفصل 15، الآية 29). فإذا فرض علينا الأمر فإننا سنمسك بسيفنا ونتوجه إلى ميدان المعركة لمواجهة أولئك الذين يضمرون لنا الشر. ولا نبتهج للقتال ولا نتعطش للدماء. إن يدنا ممدودة للسلام مع جميع الشعوب والدول قريبة كانت أم بعيدة، بيد أننا أدركنا على مر العصور أن القوة الدفاعية الشديدة كفيلة وحدها بعدم تعرضنا للشر".
الموضوع الإيرانيوكشف بيرس أن الحكومة الإسرائيلية مطمئنة اليوم أكثر للموقف الأميركي تجاه إيران من ذي قبل. وقال: "إنه حسب تقديره يعرف حقيقة الموقف الأميركي ويعرف أنه موقف حازم وصارم، لكن الأميركيين لا يعبرون عن موقفهم الصريح لأي كان. وهذا يعود لأسباب مفهومة مثل الاعتبارات الأمنية والإبقاء على عنصر المفاجأة".
وقال بيريس إنه عندما أعلن رفضه أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، كان قلقا بشدة من تبعات ذلك. ولكنه يرى اليوم أن رئيس الحكومة نتنياهو أيضا بات يتفهم أكثر الموقف الأميركي. وتابع: "الوضع الآن على الجبهة الإيرانية الإسرائيلية بات أقل قلقا لي. فهناك قناعة واضحة بأن ضربة إسرائيلية لإيران ستقود إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، فإما ينتج أعداؤنا السلاح النووي بأنفسهم أو يشترونه من آخرين".
اضف تعقيب