الفتور السياسي على الساحة السياسية أسبابه ومسبباته
في هذه السلسة من التقارير سنتطرق إلى المرشحين الثلاثة , وقد بدأنا هذه السلسة من عائلة عيسى اكبر العائلات في كفر قاسم , وسوف نتناول في التقرير القادم عائلة صرصور ومرشحها نادر صرصور ...
انتظرونا وشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم . والتي سنأخذها في صياغة التقارير القادمة شريطة أن يكون الطرح والانتقاد موضوعي .
اعتدت الساحة السياسية في كفر قاسم على حراك سياسي من الدرجة الأولى في السنة الأخيرة للانتخابات من كل دورة انتخابية . وكان هناك تحركات على المستوى الشخصي للمرشحين وطاقمهم بشكل خاص والعائلات وقياداتها بشكل عام . لكن ما يميز هذه الدورة الانتخابية لهذا العام أنها تشهد فتورا سياسيا واضحا في جميع الأروقة العائلية , وحتى في ترتيبات المرشحين . فتجدهم قد سلموا للواقع , وباتوا دون اهتمام ومساعي , أو أنهم يحاولون العمل لكن هناك رادع يردعهم من العمل والاستمرار . وبات هذا الأمر من المسلمات الاعتيادية لكل واحد منهم . مما جعل هذا الفتور يطغى على العائلات التي لا يتواجد فيها مرشح للرئاسة , فهي أصبحت للفتور السياسي أسيره , فلا قرار يجمعها وهمها الأول الفرار من أي التزام سياسي مستقبلي .
هذه الحالة التي وصلت إليها الساحة السياسية المحلية في كفر قاسم لها أسبابها ومسبباتها . وللوقوف عند هذه الأسباب اعد قسماوي نت تقريرا شاملا مع بعض الشخصيات السياسية على الساحة السياسية والذي كان لهم مفاتيح التحرك السياسي في كفر قاسم .
نبدأ من العائلات التي أفرزت مرشح للرئاسة , وهي عائلة عيسى , عائلة بدير , عائلة صرصور . مع اختلافنا لطريقة الاختيار والفرز , لكن في نهاية المطاف كل مرشح سيحمل اسم عائلته .
بداية من عائلة عيسى ....
عائلة عيسى اكبر عائلات كفر قاسم عددا وصوتا , والتي اختارت السيد سامي عيسى في الانتخابات التمهيدية تحت مسجد صلاح الدين , والذي كان واضحا أن هذه العائلة قلبا وقالبا مع قرار الأغلبية في عائلة عيسى .
وتم الانتخاب ... وبدا رئيس بلدية كفر قاسم السابق السيد سامي عيسى بالعمل على توحيد أقطاب عائلة عيسى ( 45% ) ممن دعموا المهندس عدنان أمين عيسى . وبالفعل قام بجولة بطوطية في جميع بطون وفند عائلة عيسى , وحضر من حضر , وتغيب من تغيب , واعترض من اعترض . لكن الصورة النهائية كانت توحي أن عائلة عيسى مجتمعه من خلف مرشحها السيد سامي عيسى .
لكن .. كان هذا الهدوء الذي سبق العاصفة , فبدأت الرياح , وتحولت إلى ريح صرصرا صعبا . فخرجت القوائم وارتفعت الأصوات " كرامة عيسى أولا " . لتتبعها اجتماعات لمجموعات أخرى تنادي " نحن لسنا مخزون أصوات للقوائم الأخرى في العائلات , مصلحة عائلة عيسى وقوائمها أولا " .
هذه الأصوات والتي تطالب باستمرار قوائم عائلة عيسى ( آل عيسى الموحدة – وقائمة الزهرة ) . استمرت بالعمل والاجتماعات , مما صور تصويرا مخالفا للصورة البدائية لخروج السيد سامي عيسى .
هذا المشهد العيساوي المحلي لم يهدا . بل العكس ازدادت وتيرة التمرد على مرشح عائلة عيسى بعد أن تعثر على رئيس بلدية كفر قاسم السابق السيد سامي عيسى من إحراز أي تقدم في جمع تحالفه . فهذا المشهد الأهم على المستوى الخارجي لعائلة عيسى كان ينذر بالضوء الأحمر من استمرارية مرشح عائلة عيسى . ففقدانه لجمع تحالف اضعف أسهمه في البورصة الداخلية العيساوية . وارتفعت الأصوات وعقدت الاجتماعات . مما سهل الطريق لباقي المرشحين من اقتحام حصون عائلة عيسى . هذا الوهن فتح شهية الآخرين على تركيز العمل السياسي في عائلة عيسى .
أدرك السيد سامي عيسى هذا الوهن الذي أصاب عائلته , فعاد من جديد على العمل الميداني العائلي , وبدا مشوار المقاومة والإقناع من جديد , فأصبح يسخر جل وقته وليله في بيوت عائلة عيسى . وما زال مستمرا في العمل العيساوي ...
هذه الخلاصة الواقعية لهذا المشهد استدرجتنا إلى أن نحاور بعض الشخصيات المهمة في عائلة عيسى والتي لخصت لنا الوضع الحالي في عائلة عيسى .
س. في اعتقادك من وراء الفتور السياسي في عائلة عيسى ؟
ج. اعتقد أن عائلة عيسى اليوم تفتقد للشخصية القيادية , التي تقود العائلة إلى معادلة النجاح , نحن نفتقد شخصية أبو العبد . هذه الشخصية التي استطاعت أن تجمع 80% من عائلة عيسى في تاريخها السياسي . والذي أحبه كل بيت في عائلة عيسى . في اعتقادي السبب الرئيسي في الفتور داخل عائلة عيسى هو فقدان هذه الشخصية التي تجتمع من حولها عائلة عيسى .
س. هل السيد سامي عيسى في اعتقادك ليس بالشخصية القيادية لعائلة عيسى ؟
ج. الأخ سامي كان أمامه فرصتين من اجل أن يكون قيادي في عائلة عيسى , لكنه لم يغتنم هذه الفرص , ألفرصه الأولى كونه رئيسا لكفر قاسم على مدار 10 سنوات , والتي استثمرها خارج إطار عائلة عيسى . والفرصة الثانية كانت في الانتخابات السابقة . لم يكن الشخصية القيادية التي كان من واجبها مؤازرة مرشح ابن عائلة عيسى . أنا أتحدث معك عن مؤازرة بالصورة العميقة لمرشح الرئاسة . فالسيد سامي عيسى كان رئيسا لكفر قاسم , وأنت تعرف مدى قوة رئيس البلدية , كان من الواجب أن يستثمر هذه القوة من اجل مرشح عائلة عيسى . لكن الحقيقة كانت عكس ذلك والنتيجة كذلك . فهدر هاتين الفرصتين لا أرى في السيد سامي عيسى الشخصية القيادية القادمة لعائلة عيسى .
بهذه الكلمات بات واضحا أن الفتور السياسي في عائلة عيسى مصدره مرشح الرئاسة في عائلة عيسى . فهو في تحركاته الغير ملموسة فرض أجواء من العزوف السياسي على عائلة عيسى وناخبيها . والدليل أن تحركاتهم باتت واضحة في اتجاهات معاكسة وخارج إطار ما يسمى " تحالف الشركاء " .
اضف تعقيب