بعد الكشف في وسائل الإعلام العبرية عن سحب كل من الأردن وفلسطين قرارات إدانه إسرائيل في منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة مقابل السماح بلجنة من قبل اليونسكو بزيارة القدس، نددت جهات رسمية وفصائلية فلسطينية هذا الإتفاق وأعتبره تخاذلا.
ويقضي هذا الاتفاق الذي جرى بوساطة أمريكية، بشطب مجموعة مشاريع قرارات كان من المقرّر التصويت عليها، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، والتي تدين الإحتلال.
وأوضحت الإذاعة العبرية، في نشرتها، أن الحديث يدور حول مشاريع قرارات فلسطينية وأردنية تهدف لإدانة السلطات الإسرائيلية على خلفية أنشطتها في المناطق الأثرية والتاريخية الفلسطينية، ومخططاتها الرامية لما وُصف بـ"محو الطابع العربي لمدينة القدس المحتلة".
وأفادت بأن الاتفاق تضمّن سحب هذه القرارات من على جدول أعمال منظمة "اليونسكو"، مقابل موافقة "تل أبيب" على السماح لوفد خبراء دولي من المنظمة الأممية بإجراء جولة تفقدية في عدة مواقع أثرية في البلدة القديمة في القدس المحتلة، منتصف الشهر القادم.
أمر خطير جدًا، حال ثبوته
في المقابل، اعتبر وزير العدل الفلسطيني د. عطا الله أبو السبح أن ما زعمته الإذاعة العبرية من إبرام الاتفاق الثلاثي "أمراً خطيراً جداً في حال ثبوت صدقه".
وأكد أبو السبح في تصريح له "أن أي تستر على دولة الاحتلال الذي يقوم بتغيير الطابع العربي للقدس، وطمس ملامح أصالتها وسلب هويتها، هو مشاركة فعلية في الجريمة وخيانة للأمة جمعاء".
وأدان أبو السبح الضغط الأمريكي الفاضح على المؤسسات الأممية ومن بينها منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة بسبب قبولها فلسطين عضواً فيها، مثمناً في ذات الوقت صمود المؤسسات الدولية التي تنتصر للحق الفلسطيني.
إدانه من قبل الجهاد الإسلامي
بدورها، طالبت حركة الجهاد الإسلامي الجماهير الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية برفض الاتفاق الثلاثي بين منظمة التحرير والاحتلال الإسرائيلي والأردن، بشط مشاريع قرارات في منظمة "اليونسكو" تدين الاحتلال لاعتداءاتها على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة.
ونددت الحركة بشدة بهذا الاتفاق الثلاثي، مشيرًا إلى أنه يراد تسويقه تحت عناوين "العمل على حماية القدس"، ووصفته بأنه اتفاق "العار الجديد".
واعتبرت الحركة أن الاتفاق بحد ذاته "استمرار لنهج التفاوض العقيم الذي وفر الغطاء وهيأ للاحتلال فرصاً ومناخاً مشجعاً لتهويد المقدسات ومزيداً من الانتهاكات للتراث الفلسطيني".
وأوضحت أن صدور قرارات إدانة للاحتلال من قبل منظمة "اليونسكو" لا يلغي تكليف المنظمة للجان مختصة لمتابعة الشكاوى المرفوعة لها والقرارات التي صدرت عنها، معتبرة خطوة سحب مشاريع القرارات غير مبررة على الإطلاق.
وأكدت على حق الشعب الفلسطيني في حماية مقدساته وتراثه، رافضة الرضوخ للضغوط والإملاءات، معربة عن استغرابها للصمت العربي والإسلامي تجاه هذه الخطوة المدانة والمرفوضة والتي تمت بالشراكة بين الأردن والسلطة الفلسطينية.
لجنة القدس والأقصى، تستنكر
من جانبها، استنكرت لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي مشروع الاتفاق بين الأردن والسلطة الفلسطينية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى بوساطة أمريكية.
وشددت اللجنة في بيان مكتوب على أن هذا الاتفاق يأتي ثمار لزيارة الرئيس الأمريكي أوباما لدولة الاحتلال ورام الله، ولحث الفلسطينيين على عدم التوجه للمؤسسات الأممية لإدانة الجرائم الإسرائيلية بحق المقدسات والآثار الفلسطينية.
كما شددت على أن هذا الاتفاق يعني توفير غطاء للاحتلال "الإسرائيلي" ليقوم بمزيد من الانتهاكات و"الجرائم العنصرية" بحق القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك
اضف تعقيب