رغم الأمطار الغزيرة، أعلنوا أن: "هذه السنة سنة قحط"!

عندما سُئِل برنارد شو مرة عن حالة الاقتصاد العالمي قال "لحيتي كثيفة ورأسي أصلع كالاقتصاد العالمي، غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع"، وهذا الجواب نفسه يمكن أن نقوله في وصف حال شتاء هذا العام، فالمطر كان وفيرًا وفاق معدله العام، إلا أن توزيع المياه كان ضعيفًا بسبب شُح الأمطار في شهري شباط، أذار وغزارتها في باقي أشهر الشتاء، وذلك على الرغم من ارتفاع بحيرة طبريا 2.5 متر لهذا العام.

إن شُح الأمطار في شهري شباط وأذار قد أضر بالمحاصيل بشكل كبير، وفي حديث لنا حول هذا الموضوع مع الخبير الزراعي د. هشام يونس قال: " إن السوء في توزيع هطول الأمطار على أشهر فصل الشتاء قد أضر بالزراعة، وخصوصًا بالقَش وطعام الماشية، وهذا يعني أن طعام الماشية سيرتفع سعره بشكل كبير هذا العام، وبالتالي فإن المزارعين الذين يعتمدون عرى تربية المواشي سيدفعون أكثر مُقابل ثمن طعام دوابهم بينما سيصعب عليهم رفع أسعار المواشي واللحوم، ففي الحالة المُثلى يجب أن يهطل في الشهر ما معدله بين 70 – 80 ملمترًا من الماء وقد يصل ذلك إلى 100 ملمترًا، أمّا أن تهطل في أشهر معينة الكثير من الأمطار وفي أشهر أخرى لا تهطل فهذا يضُر، مع أنني أتمنى أن الأمطار التي هطلت خلال الأسبوع الماضي (شهر نيسان) يُخفف من الازمة قليلا.