راهن برشلونة على الحرب النفسية... فخسر المباراة

 يكون في مستطاع محبي ومؤيدي فريق برشلونة لكرة القدم ان "يهضموا" الخسارة الثقيلة التي مني بها فريقهم في ميونيخ اما بايرن ميونيخ في ذهاب نف نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم. اربعة اهداف نظيفة كانت الحصيلة النهائية للمباراة التي وقف فيها برشلونة متفرجاً معظم الوقت.
ولن تسعف مسألة انتقاد الحكم المجري وتحميله مسؤولية الاهداف الاولى الثلاثة في مرمى الفريق الكتالوني، كما لن تسعف ايضاً التبريرات بأن الفريق يحتاج الى خط دفاع اقوى. فحتى الاسبان انفسهم اعترفوا ان اداء برشلونة كان دون المستوى، والارقام اظهرت ان الفريق سدد على مدى 90 دقيقة تسديدتان فقط على المرمى البافاري، فهل هناك من يلام ايضاً على هذا الامر سوى برشلونة فقط؟
اعتمد الفريق الاسباني على الحرب النفسية، فكان اشراك الارجنتيني ليونيل ميسي حجر الاساس فيها، وبقي حتى ساعتين من بدء المباراة دون تأكيد لمشاركته، وراهن برشلونة على هذا الامر عله يزعزع خطط بايرن الموضوعة لان ميسي من الوزن الكروي الرفيع وبطبيعة الحال على الفرق التي تواجهه ان تضع خطة وهو على ارض الملعب وخطة اخرى وهو خارجها.
لكن اشراك ميسي لم يكن له الوقع المرجو، فهو بدا منذ اللحظة الاولى خائفاً من اصابة جديدة قد تبعده فترة طويلة جداً عن الملاعب، كما انه لم يقس على نفسه (بسبب طلب الاطباء ربما)، فكان خيالاً لميسي الحقيقي.
ويلوم محللون كثيرون تيتو فيلانوفا وجوردي رورا على النقص التام في الخطط الاستراتيجية، وهؤلاء اكدوا ان هذا الموقف لازمهم طوال الوقت رغم كل الاحصاءات التي تحدثت عن تحطيم فيلانوفا لارقام المدربين خلال عهده مع برشلونة، واصروا على ان الانجاز ملك للفريق واللاعبين وسط غياب الاستراتيجية المحكمة والتي من المفترض ان تتطور وفقاً للاحداث التي يشهدها ارض الملعب.
وكان من الممكن الحكم على الاداء الفعلي لبرشلونة لو كان بيب غوارديولا لا يزال على رأس الجهاز الفني، عندها كان يمكن الحديث عن تغيّر الفريق البارافري وتذبذب مستواه، ولا شك ان الحضور الفعلي لغوارديولا (لو حصل)، لكان افضل بكثير من حضور شبيهه (جيرار بيكيه) الذي بدا حليق الرأس في حلة جديدة لم تغير شيئاً في المعادلة الميدانية.
لم يعد يفيد برشلونة الرهان على الحرب النفسية والتسلح باسم ميسي فقط للفوز، بل عليه اذا ما اراد العودة الى امجاده، البحث عن استراتيجية فعلية كفيلة بمواجهة الاخصام وفقاً لحالة كل منهم، ليس فقط في الدوري الاسباني انما ايضاً خارج اوروبا.