مشاكلنا وصلت المساجد وخطب الجمعة

خلافنا على ما يحدث في سوريا ينتقل للمساجد. في صندلة، محتجون يوقفون الصلاة وفي دبورية، قوميون يتذمرون من خطب امام المسجد

لم تعد هي فقط قضيّة تمسّنا ونتعاطف معها، ولم تعد أيضاً مجرد أحداث نسمعها بنشرات الأخبار ونتابعها، بل أصبحت الأزمة التي تعيشها سورية جزء من حياتنا اليومية، أو من حياة معظم أبناء شعبنا الفلسطيني.

هذه القضية قسمت المجتمع العربي في الداخل ايضا، ليصبح بهذا دعمنا لسورية أكثر من مجرد عواطف، هو مواقف، ورأينا في العديد من المناسبات جدالات وتنافس برفع الأعلام وغيرها هذا بالإضافة إلى "الحرب" القائمة في مواقع التواصل الإجتماعي يوميا.

من المرفوض أن ينتقل الخلاف لأماكن العبادة

مع ذلك، فإن الإختلاف بالرأي وقراءة الواقع وتحليله هو أمر عادي، حيث أن الإعلام يلعب دوره بإقناع الناس، وكل إعلام يحاول أن يقنع الناس بوجهة نظره، ولكن الأمر المستهجن والمرفوض أن يتسبب هذا الخلاف بشجارات ومشاكل في أماكن العبادة ، في المساجد .

إختلاف بالموقف بين الشيوخ ، و"جماعة" الحركة الإسلامية طبعا ضد النظام !!

وفقًا لقراءة فإن معظم الشيوخ وأئمة المساجد في البلاد هم متدينين وفكرهم قريب من فكر "الإخوان المسلمين" ولذلك ترى رأيهم مشابه لرأي الإخوان، وهو أن الثورة السورية هي ثورة حقيقية ونظيفة، وأن النظام هو نظام مستبد وخائن، مع العلم أن هنالك بعض الشيوخ الذين لهم مواقف مخالفه فيدعمون النظام ويشككون بمصداقية الثورة.

خطبة الجمعة توقفت في صندلة !!

وربما هذا الواقع المُشار إليه بشكل عام أدى إلى نشوب شجار في صندلة بين المصلين، ووقف الصلاة!

ففي قرية صندلة الواقعة بمرج إبن عامر وبعد تهجم الشيخ أمين عمري على النظام السوري ومن يؤيده في خطبة الجمعة الأخيرة أثار الأمر حفيظة عدد من مؤيدي النظام والذين يصلّون في المسجد لتحصل مشاحنات بين الطرفين أفسدت الخطبة واوقفتها.

إمام صندلة يرفض التعقيب !

وفي محاولة لإستيضاح الموضوع، قامت بعض وسائل الاعلام العربية  بالإتصال بالشيخ أمين عمري وسأله عما حصل في صندلة بخطبة الجمعة وطلب تعقيباً منه إلا أن الشيخ فضّل عدم الحديث عن الموضوع وقال أنه موضوع "محلي" ولا يريد أن يتكلم للإعلام عنه .

تذمر أيضاً في دبورية وفي بلدات أخرى ..

ولم تكن صندلة الحالة الوحيدة، ففي دبورية أيضا يتذمّر البعض من خطب الجمعة في أحد مساجد القرية حيث قال بعض المواطنين في حديث خاص "الشيخ في المسجد يتهجم بكل خطبة جمعة، ليس فقط على النظام السوري، إنما على العروبيين وعلى رأسهم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر"!.

وكحال دبورية وصندلة هنالك العديد من المساجد في البلدات العربية تشهد مشاحنات مشابهة وتذمرات من المصليين بسبب تحيَّز الأئمة لطرف من طرفي الأزمة السورية، ونستذكر ما حدث في طمرة قبل عدة أشهر.

الشيخ ضياء أبو أحمد :" الأمور في سورية غير واضحة ويجب التحلي بالحكمة"

لإستكمال الموضوع، حاولنا الحديث مع بعض أئمة المساجد ونجحنا بتحصيل تعقيب من الشيخ نمر سلفيتي إمام مسجد قرية أم الغنم والشيخ ضياء أبو احمد إمام مسجد السلام في مدينة الناصرة.

وقال الشيخ أبو أحمد :" لا أحد منا لا يتألم على القتل الذي يحصل في سورية، وكلنا نتألم على دمار بلد شقيق مثل سورية، وأنا شخصياً في كل خُطب الجمعة التي ألقيها أذكر موضوع سورية، وأدعو لأهلها وأدعو الله أن يكف الظلم ويعاقب الظالمين، ولكن لا أستطيع أن اجزم وأن أدعو على النظام مثلا أو على الثوار، فما يحصل في سورية غير واضح والإعلام يلعب دوره كثيراً.

وأضاف: من جهة لا أحد ينكر أن النظام السوري هو نظام مستبد وأكتسب السلطة بطريقة غير شرعية ولكن من جهة أخرى لا ننكر أن هذا النظام دعم المقاومة وله مواقفه الوطنية لهذا فإن ما يحصل في سورية فعلا غير واضح وعلى الأئمة أن يكونوا حكماء بما فيه الكفاية وأن لا يساهموا بتفرقة مجتمعنا أكثر ما هو مُفرّق".

الشيخ نمر سلفيتي :" التعامل بعقلانية وليس بعاطفة مجردة"

أما الشيخ الشيخ نمر سلفيتي إمام مسجد قرية أم الغنم فقال :" مما لا شك فيه أن النظام السوري هو نظام مستبد وقاتل وكل من ينظر للموضوع بعقلانية يعرف مدى إجرام هذا النظام والحديث في المساجد عن القضية السورية هو قضية حساسة، لذلك اتوقع من الأئمة أن يتصرفوا بحكمة بالغة في هذا الأمر وأن يقدر تنوّع واختلافات الرأي في الجمهور الذي يخطب فيه.

وأضاف: اتوقع من أئمة المساجد التعامل في القضية السورية بعقلانية وليس بعاطفة مجردة، ويعذر المخالفين له في الرأي، ويحتويهم، ويتوقع ان من بينهم من ضلله الإعلام، ومن بينهم من بنى رأيه على معلومات ناقصة او من طرف واحد ، فأنا اعتبر فضح جرائم النظام الظالم هو أمانه من باب : إن الله لا يحب الجهر بالسوء إلا من ظلم ،لا سيما وأننا لا نستطيع تجاهل هذه القضية ".