الكيد للاسلام
" فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه "
مشاهد مشوهة في رؤوس المستشرقين ومن والاهم, او لف لفهو من شبابنا , كانتشار الاسلام بالسيف والقهر والغلبة,
وفرضه على الشعوب فرضا. او تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم, وان القران الكريم من تاليف محمد او تعليم الكهان له ,
او تشويه الاسلام بزعم تناقض في القران واختلاق حكاية الغرانيق...
او اظهار الاسلام بالظالم للمراة , الهاضم لحقوقها غير المنصف لميراثها, المهدد لها بالطلاق... الى غير ذلك من شبه عديده.
والان ما احوج الاسلام الى قاض منصف, وحسبي بعقلنا قاضيا يناقش هذه التهم ناظرا بموضوعية في حقيقتها كما بينها الاسلام.
والانسان المنطقي الكامل من يقنع بشيئ بعد دراسته وتمحيصه, ثم يقوم لينقله الى كل مجلس هو فيه, فلا يكفي ان نقنع وحدنا بل علينا ان نبصر الاخرين بمواضع جهلهم, فان انصف القارئ الاسلام واقتنع بصفائه ووضوحه, وصلاحه للعصر , قام يوضح السبيل للاخرين, ولا يسكت عن حق توضح وبان له.
ونحن هنا في مقالنا هذا لانستطيع ان نبين جمال وصفاء وعذوبة الاسلام, لاننا لو اردنا ذلك الجمال التشريعي والخلقي والفكري والاجتماعي ... لاحتجنا الى مجلدات ووقت غير يسير كي نفي الموضوع حقه.
ان الانضواء تحت راية الاسلام نعمه , وهذه النعمه لا يعرفها الا اولئك الذين عاشوها وتذوقوا طعمها, ونحن قد من الله علينا بهذه النعمه ونرجو لشبابنا الذين فضل الله عليهم بالاسلام ولكنهم ابواعامدين او جاهلين –فابتعدوا عنها , ان يقطفوا ثمار هذه النعمه , اننا نرجو ان يرجعوا بخطوات ثابتة وعلمية الى عقيدتهم السليمة الناصعه, وان يسلكوا الطريق الصحيحه, والصراط السوي, الذي سينجيهم من متاهات الفكر والشقاء في الدنيا قبل الدار الاخرة.
الاسلام يواجه مواقف متشابهة , وأزمات واحدة, وتجارب متماثلة على مر العصور والازمان, انه يواجه البغي والحقد الاعمى والهجوم المستمر, فاعداء ديننا من المستشرقين والمبشرين يقفون لنا بالمرصاد , انهم يحسبون علينا كل حركة وسمنة لكي يزرعوا في افكار هذا النشئ الشك بدينه وعقيدته. وربما يجد هؤلاء اذان صاغية بين ظهرانينا , وذلك عائد بالطبع الى جهل شبابنا بدينهم وعقيدتهم , وبالتالي فان هذا النشئ يلتهي بمناقشات جانبية لا نصيب لها من الصحة, ويبقى الهدف منها التشكيك لاضعاف عقيدة الامة كي تسهل السيطرة عليها.
فلئن مكننا لهؤلاء المستشرقين والمبشرين من المضي في طريقتهم ودعوتهم للقضاء على عقيدتنا , فانهم سيمهدون السبيل لحكوماتهم لكي تضربنا تلك الضربه القاصمة التي لن نستطيع بعدها ان نقف على اقدامنا وما جرى في العراق وغيره اكبر دليل.
ووفاء منا لديننا وعقيدتنا ولامتنا العربيه, فاننا يجب ان نقوم جاهدين بتفنيد مزاعم هؤلاء المستشرقين المتعصبين, واننا نرى ان هؤلاء المستشرقين ومن تقبل فكرتهم , وسلك سبيلهم يرمون التهم على عواهنها بلا تفكر او ثاقب نظر.
وانني لاذهب الى ابعد من هذا فاقول : انه لو قدر لانسان ان يستشف نفوس هؤلاء , وان يسبر اعماق عقولهم وافئدتهم فانه سيخرج لا محالة بنتيجة مذهلة , وهي ان هؤلاء على يقين اكيد بان هذا الدين الذي يعادونه يصلح لكل زمان ومكان , لانه ثبت منذ مئات السنين لشبهاتهم وهجومهم المستمر عبر الاجيال, فكأنما هم ادركوا في نفوسهم انهم يحطمون طودا راسخا بمطارق من زجاج رقيق.
ولكن أنى لهم ان يعترفوا بفضل هذا الدين , وقد اعماهم الحقد , لانهم رأوه يخالف عقائدهم , فهم باعترافهم سيوجهون انظار مواطنيهم الى هذا الدين, وبالتالي يخافون عليهم من ان يجرفهم تيار الحق, وتيار النور , ليوصلهم الى شاطئ السلامة, انهم يركبون رؤوسهم عمدا, ويخالفون فكرهم قصدا , فيحاولون تأليب الناس على الاسلام, باثارة الشبهات حوله والصاق التهم به.
فعجبا لشبابنا الذين انجرفوا وراء افكار ودعايات هؤلاء وكأنهم نسوا قوله تعالى:
(( ومن يتولهم منكم فانه منهم , ان الله لا يهدي القوم الظالمين ))
اضف تعقيب