المستوطنون يشنون موجة اعتداءات بالضفة وجيش الاحتلال يزودهم بالاسلحة

في جلسة عاصفة للجنة التشريعات في الكنيست، واجه النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، نواب من اليمين قائلاً: "ليس للمستوطنين الحق بالدفاع عن النفس وعن املاك ليست لهم. هم غزاة معتدون سرقوا الأرض واستوطنوا عليها، ويجب طردهم منها".

عقدت الجلسة بناء على طلب من عضو الكنيست يريف ليفين، رئيس كتلة "الليكود بيتنا"، وأوريت ستروك من "البيت اليهودي"، لبحث موضوع تطبيق قانون درومي في الضفة الغربية. ويسمح هذا القانون بإطلاق النار، وحتى قتل كل من يجتاز حدود مزرعة او ساحة بيت، وليس بالضرورة دفاعاً عن النفس بل دفاعاً عن الأملاك أيضاً. وادعى أعضاء الكنيست من اليمين بأن "المستوطنين يتعرضون لما اسموه اعتداءات ويحق لهم إطلاق النار دفاعاً عن أنفسهم وعن املاكهم".

الجيش وزع الاسلحة على المستوطنين

حضر الجلسة قائد العمليات في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يعقوب بنجو، الذي شرح بأن الجيش وزع الاسلحة على المستوطنين وهم ملزمون بالعمل وفق أوامر اطلاق النار التي يحددها الجيش، لكنه استطرد بأن الذين يخرقون هذه الأوامر لا يحاسبون إذا عملوا، كما ادعى، "دفاعاً عن النفس والأملاك". 

وهاجم النائب جمال زحالقة، نواب اليمين، الذي حضروا الجلسة قائلاً بأنهم يطلبون "رخصة للقتل", واتهم الجيش بأنه لا يعطي المستوطنين اسلحة فقط، بل يحمي اعتداءاتهم على الفلسطينيين، وتساءل: "هل تعترفون بحق الفلسطيني في اطلاق النار على المستوطنين الذين يعتدون على كروم الزيتون؟ هل يحق للفلسطيني إطلاق النار على كل من يدخل أرضه وساحة بيته؟". وأضاف: "كل المستوطنين هم غزاة ودخلوا أرضاً ليست لهم, ولو طبق القانون بنزاهة لحمى كل من يطلق النار عليهم." ووجه زحالقة كلامه الى اعضاء الكنيست الذين يمثلون المستوطنين وقال: "أنتم غزاة ومستعمرين، سرقتم الأرض، وفرضتم استيطانكم بالقوة، وتتباكون بوقاحة على انكم ضحايا اعتداءات. كفاكم عبثاً، اخرجوا من أرضنا! وإذا لم تخرجوا فأن الشعب الفلسطيني سيطردكم من ارضه."

وعبر عضوا الكنيست يريف ليفين وأوريت ستروك عن رضاهما لموقف الغالبية في لجنة التشريعات الداعمة لموقفهما ولتطمينات الجيش بأن كل من يطلق النار وفق قانون درومي فأنه لن يقدم للمحاكمة، مما يعني أنه يمكن لكل مستوطن ان يطلق النار حتى في حالات هي ليست معرفة "دفاعاً عن النفس", بل يكفي أن تكون هناك حالة "اجتياز لحدود المزرعة أو ساحة البيت.

المستوطنون يصعدون بالجرائم ويشنون موجة اعتداءات واسعة في نابلس

شن المستوطنون سلسلة هجمات واعتداءات واسعة، عقب مقتل احد المستوطنين جنوب نابلس، اليوم الثلاثاء، ما اسفر عن اصابة عدد من المواطنين بينهم طالبات مدارس، فضلا عن اضرامهم النار في حقول زيتون للفلسطينيين. وتركزت اعتداءات المستوطنين في محيط مدينة نابلس، لاسيما جنوب المدينة وعلى امتداد شارع نابلس رام الله حيث قتل المستوطن. واصيبت عدة طالبات بجروح متفاوتة جراء تعرض حافلتين كانتا تقلانهن لاعتداء من قبل مجموعات من المستوطنين جنوب نابلس صباح اليوم.

الاعتداء على حافلات مدرسية

وافادت مصادر محلية ان عشرات المستوطنين هاجموا بالحجارة حافلتين من بلدة نعلين قضاء رام الله، كانتا في طريقهما لرحلة مدرسية، اثناء مرورهما قرب مفترق مستوطنة "يتسهار" جنوب نابلس، مما ادى الى تحطم زجاج الحافلتين، واصابة عدد كبير من الطالبات، واحد سائقي الحافلتين. ووصفت اصابة السائق بانها بليغة. وذكرت المصادر ان سيارات الاسعاف الفلسطينية لم تتمكن من الوصول الى المكان لاسعاف المصابين.

وكان المئات من المستوطنين قد انتشروا في الشوارع الرئيسية المحيطة بمدينة نابلس، في اعقاب مصرع احد المستوطنين طعنا على يد احد الفلسطينيين صباح اليوم. وذكر شهود عيان ان المستوطنين رشقوا المركبات الفلسطينية بالحجارة، خاصة على الطريق بين نابلس ورام الله.

كما اقدموا على احراق اشجار في العديد من المناطق، وهاجموا بعض المنازل وحاولوا احراقها.

وانتشر عشرات المستوطنين عند مدخل بلدة بيت دجن شرق نابلس، فيما أغلقت قوات الاحتلال البوابة الموجودة على مدخل البلدة، وشرعت بتفتيش المركبات الداخلة والخارجة من البلدة، ودققت في بطاقات ركابها. وذكر شهود عيان ان مستوطنين هاجموا العديد من السيارات الفلسطينية قرب حاجز زعترة حيث قتل المستوطن.

وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في الضفة: ان حافلات تقل طالبات من مدراس نعلين، تعرضت للاعتداء من قبل المستوطنين بالقرب من مفرق مستوطنة "يتهسار"، المقامة جنوب نابلس. وأفادت مصادر محلية أن عددا من المستوطنين حطموا مسجد الرباط في قرية عوريف.

اغلاق معظم الطرق المؤدية لنابلس

وأغلقت معظم الطرق المؤدية إلى نابلس بسبب اعتداءات المستوطنين ، عقب مقتل مستوطن على حاجز زعترة. وقال شاهد عيان، بان الطريق الذي يربط بين نابلس ورام الله اصبح شبه خال من حركة السير والمركبات الفلسطينية بسبب اعتداءات المستوطنين التي استهدفت السيارات.

وأفاد شهود عيان ان عددا من المستوطنين اضرموا النار في أشجار زيتون في اراضي قريتي مادما وبورين جنوب نابلس، فيما يمنع المستوطنون والجيش المواطنين الوصول لاطفاء الحرائق، كما يعتدي المستوطنون على سيارات الاسعاف في حوارة ويمنعوها من الوصول على مفرق يتسهار، حيث كان هاجم المستوطنون عدة حافلات وسيارات.