الحلقة الثانية من سلسلة الفتور السياسي على الساحة السياسية أسبابه ومسبباته

الحلقة الثانية من سلسلة الفتور السياسي على الساحة السياسية .... أسبابه ومسبباته

في هذه السلسة من التقارير سنتطرق إلى المرشحين الثلاثة , وقد بدأنا هذه السلسة من عائلة عيسى اكبر العائلات في كفر قاسم , ,واليوم مع ثاني عائلات كفرقاسم عائلة صرصور . وسوف نتناول في التقرير القادم عائلة بدير ومرشحها المحامي عادل بدير  ...

انتظرونا وشاركونا بآرائكم وتعليقاتكم . والتي سنأخذها في صياغة التقارير القادمة شريطة أن يكون الطرح والانتقاد موضوعي .

عائلة صرصور ثاني اكبر العائلات في كفرقاسم . لها تاريخها الحافل في المعترك السياسي كما لعائلة عيسى . فهي دائما كانت تطمح لقيادة كفرقاسم من خلال كرسي البلدية . وإذا تعثر عليها الامر كانت تدعم من تراه مناسبا لان يقود ويترأس هذا البلد .

عائلة صرصور وبإجماع شيوخها ومرجعيتها , وعلى رأسهم عميد وشيخ عائلة صرصور المرحوم الحاج احمد عفيف صرصور كان من صادق ووافق على قبول ترشيح المحامي نادر صرصور لدورة 2008  . مع العلم ان هناك كان من الصعاب والجبال لاستيعاب المحامي نادر صرصور داخل عائلته بعد قطيعه سياسية دامت اكثر من عشرين عاما كان يغرد فيهن خارج الصف الصرصوري .

ومع هذا كان للمحامي نادر صرصور صعاب جم في ترتيب  اوراقه داخل عائلته الجديدة سياسيا , لكن استطاع وبحنكة سياسية من استقطاب عائلة صرصور اجمعها وبمساعدة اقرباء ورفقاء دربه في هذه العائلة . في الوقت نفسه تمرد من تمرد في عائلة صرصور وعملوا بالخفاء معنويا وماديا  ضد مرشح مرجعية وشيوخ عائلة صرصور . هم ممن طمحوا النيل بقيادة العائلة في الوقت الحاضر والمستقبل , وكما هو واضح ان من تعود على التمرد لا يمكنه تركه فهو كالسمك في الماء لا يستطيع العيش بدون التمرد  .استمر نادر بالعمل ونال ثقة الشيوخ والمرجعية . لكن شريطة ان يثبت وعلى ارض الواقع ان بمقدوره بناء تحالف قوي ومتين من كل عائلات كفرقاسم .

استمر مشروع المحامي نادر صرصور , وبدا يعمل ليل نهار من اجل بناء تحالف واسع . من خلاله يستطيع اقناع شيوخ عائلة صرصور بأنه يستطيع كسب المعركة الانتخابية بتحالفه الجديد للانتخابات 2008 . وبالفعل تجيشت الجيوش من حول نادر النادر في ذلك الوقت . وبدأت اسهم شراكته تزداد يوما بعد يوم فارتفعت اسهمه في البورصة السياسية المحلية  . الى ان اصبح الطفل داخل روضته يردد " ابو شكري  ابو شكري الرئيس القادم لكفرقاسم  " .

ان الطرح السياسي البديل الذي طرحه المحامي نادر صرصور في دورة 2008 كان كالماء للظمئان في واد غير ذي زرع  . فاستقبلوا الطرح الجديد وكأنه المنقذ لكفرقاسم . ورفع شعار التغيير في كل شارع وفي كل حارة  , وبدا يصرح من على المنصات ويصرخ بأعلى صوته انه ا ن الاوان لدحر الخوف , ان الاوان لتحمل المسؤولية , ان الاوان للعمل بجدية وسويه , اّن الاوان لننقذ جهاز التربية والتعليم , ان الاوان لان نحمي اراضي كفرقاسم من السماسرة والتجار , ان الاوان لنصرة المظلوم والمسكين وذوي الحاجات الخاصة , ان الاوان لكنس الاضطهاد  المتمثل في شركة الجباية . وان ... وان .... وان ... حتى وصلنا الى خطاب النصر , خطاب سلامات .. سلامات , " والباب الي بيفوت جمل لكل اولئك المتمترسون خلف مكاتبهم في البلدية , وكل من لم يلبي نداء التغيير من هؤلاء .... اتذكرون ذلك ؟؟؟!!!!

هذه الروح التي تحدت عشرون عاما من حكم الحركة الاسلامية وتحت هذه الشعارات التف الشارع القسماوي من حوله وبجانب تحالفه الذي سمي بتحالف " كل البلد " وبصدق !!!!!  . ونتيجة ذلك شهدنا تحركا سياسيا غير مسبوق في الشارع القسماوي قبل عام ونصف العام من موعد الانتخابات . وبات المشهد السياسي واضحا وامن الجميع ان الرئاسة باتت محسومة لابو شكري وتحالفه . وبالفعل جاءت النتيجة حتى اقنعت خصومه السياسيين بان يتنازلوا عن الجولة الثانية للانتخابات على الرغم ان فرصهم في الفوز لم تكن معدومة تمام , إلا انهم استجابوا لنداء الشارع القسماوي , الذي امن وصدق شعار التغيير الذي لا بد منه . فكانت النتيجة ان حصل المحامي والمربي نادر صرصور على نتيجة لم تكن مسبوقة في تاريخ كفر قاسم السياسي . وهي النتيجة التي تجاوزت ال 70% من ناخبي كفرقاسم .

انتهى هذا المشهد وأصبح المحامي والمربي نادر صرصور رئيسا لكفرقاسم . وكما قال المثل الشعبي " يوم الامتحان يكرم المرء او يهان " .

بدا العهد الجديد , والشارع القسماوي بانتظار تنفيذ العهود التي قطعها على نفسه رئيس البلدية . وفي مقدمتها التغيير الاداري المنشود للمؤسسات . الا ان هذا التغيير المنتظر لم تسطع شمسه ولم يغمرنا نوره . فبقيت المؤسسات الادارية على حالها , والموظفون المتمترسون خلف مكاتبهم زادت شراستهم عما كانوا عليه , والمؤسسة التعليمية التي ارتبط بها مستقبل ابنائنا شهدت انهيارا لم يسبق له مثيل , وانفلات امني حتى بات المواطن لا يامن على نفسه وبيته .الا انه وبعد هذا الظلام الدامس كان هناك ضوء في اقصى النفق الذي تمثل باستقرار مادي للبلدية الذي ورثه من النظام السابق , وشهادة حق انه على الرغم من الوضع الصعب التي عانت منه البلدية , إلا ان رئيس البلدية استطاع بحنكته وإدارته للشؤون المالية , ان يقوم ببناء عدة مشاريع احتاجتها المدينة  تمثلت بفتح شوارع وبناء مؤسسات تعليمية وحماية البلدية من شبح اللجنة المعينة الذي راهن عليها الكثير من خصومه السياسية .

كل هذا لم يشفع للمحامي والمربي نادر صرصور الذي رفع سقف التوقعات منه الى اعلى مستوى إلا انه اصطدم بجدار الواقع مما ادى بالناخب القسماوي ان يكفر بكل الشعارات التي نادى بها رئيس البلدية . الامر الذي انعكس على عموده الفقري المتمثل بعائلته وتحالفه والمقربين منه , مما ادى بهم للبحث عن تغيير لرافع شعار التغيير . وبات من الصعب على رئيس البلدية تجميع  تحالفه , الذي لو تحالفت كل القوى السياسية وجهابذة السياسة لتشتيته لفشلوا جميعا . ولكن صدق المثل القائل " لا يقطع الشجرة الا فرع منها " فما بالك بجذعها !!! .

هذا الامر يعيدنا الى عنون هذه السلسة من المقالات التي تتناول هذا الفتور السياسي الذي جاء نتيجة خذلان وخيبة الامل من كل تلك الشعارات التي لم تطبق على ارض الواقع .

كل هذا الامر انعكس على عائلة صرصور , التي باتت تبحث لها عن بديل حتى لو كان هذا البديل من خارج هذه العائلة . فكان هناك مخرجا سياسيا رات فيه العائلة مخرجا مشرفا . الا وهو قطعها بالوعد لتحالفها الذي نص على ان يكون المرشح القادم هو من عائلة بدير , التي وفت بالتزامها في انتخابات 2008 . الا ان عائلة بدير الذي تاخر افاء العهد لها بان ينبت هناك مرشحا من خارج التحالف الا وهو مرشح الحركة الاسلامية . ونتيجة لذلك تم الاتفاق بين قائمة ال ( س ق ) صاحبة الحق في اتخاذ مرشحا لها بان تتبنى وتحتضن مرشح الحركة الاسلامية المحامي عادل بدير الذي لم يشفع له في هذا الموقف الا انتماءه لعائلة بدير .

هذا المخرج المشرف لعائلة صرصور وشيوخها التي ارتأت ان يكون المحامي عادل بدير هو البديل عن ابنها فلذت كبدها حتى لا يقال ان مشايخ هذه العائلة لم يوفوا بعهودهم وعلى حسب ما جاء في وصية عميد هذه العائلة الحاج احمد عفيف صرصور رحمه الله . وكل هذا لم يقنع رئيس البلدية بالتنازل عن موقفه في ترشيح نفسه لدورة انتخابية جديدة . وهذا الموقف بين رئيس البلدية وشيوخ عائلة صرصور ادى وللمره الاولى في تاريخ عائلة صرصور ان يخيم الانقسام على وحدة هذه العائلة ,  التي انقسمت بين محاولات الكر والفر بين القطبين , الشيوخ من جهة ورئيس البلدية وفريقه من جهة اخرى. الا انه وجد هناك مخرجا يتمثل بقائمة النهضة قائمة صرصور العريقة والتي اعلن الطرفان على انها القائمة الشرعية  والوحيدة . والامل المتبقي لوحدة هذه العائلة , على الرغم من الانقسام الواضح في مشروع الرئاسة . الى ان الصراع لم ينتهي عند هذه النقطه فكل من الطرفين يحاول السيطرة على رئاسة هذه القائمة والتي سيكون لها كلمة الفصل في هذا الصراع .

الطرفان في هذه العائلة يدعي انه صاحب الحق في قائمة النهضة . والغريب في الامر ما تم الاعلان عنه قبل يوم واحد . الشيوخ والمرجعية يفتحان باب الترشيح ويعلنان عن اقامة الانتخابات التمهيدية في 31.05.2013 . وفريق نادر صرصور يعلن ان الانتخابات التمهيدية لقائمة النهضة في تاريخ 14.06.2013 . وان اي بيان يخرج من اي طرف فهو غير شرعي ولا يمثل النهضة وعائلة صرصور .

وما زالت علامات السؤال لم تجد لها اجابات في هذه العائلة العريقة . وسوف تبدي لنا الايام القليلة القادمة ما نجهله . والسؤال لمن ستكون الغلبة ؟؟؟

هل سيكون31.05.2013  يوم الشيوخ والمرجعية والتي تجتمع عائلة صرصور من حولهم . ام ان 14.06.2013 سيكون من تجتمع حوله عائلة صرصور بقيادة نادر صرصور وفريقه .

هذا الصراع لم يقتصر على عائلة صرصور فحسب , بل انعكس على تحالفه الذي بات يتساءل : كيف لنا ان ندعم رئيسا يخوض صراع البقاء في بيته ؟؟؟

والأمر لم يقتصر على تحالفه , بل انعكس على الشارع القسماوي جميعا , مما اصاب الجميع بفتور سياسي لم تشهد الساحة السياسية له مثيل . فبات امر الانتخابات شيء ثانوي . فقد المواطن القسماوي حماسه اتجاه ما يدور , حتى بات لعنوان مقالنا شيئا يستند اليه .