X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      24/11/2024 |    (توقيت القدس)

الاسلام والعصور الوسطى

من : قسماوي نت
نشر : 04/05/2013 - 18:46

                                                 الاسلام والعصور الوسطى

 

                    (( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا))الزخرف 32

من يقول بان الاسلام من نتاج العصور الوسطى فكلامه مردود عليه وكم نرثي لحال هؤلاء الشباب الذين يرددون هذا القول دون علم او بحث او تمحيص , فيثبتون بهذا جهلا وتردادا لشبه المستشرقين كالببغاوات وهم يظنون انهم يحسنون صنعا,

فما يكون عندهم لا ينطبق هنا, فاحتراما للعقول التي تردد دون علم , وتتقول دون مراجعة أي منصف, وتدعي دون قراءة... نقول: ان عصرنا الذهبي , عصر النور والعلم والمعرفة والبحث والتجربة واستقصاء الحقائق بكل الميادين... كان في العصور الوسطى.

وذلك اننا لم نعرف يومذاك ما عرفته اوروبا من الصراع بين العلم والدين . حيث يحض الاسلام على العلم بشتى ميادينه وفروعه, ولقد كانت كل من بغداد وقرطبة حاضرة العالم العلمية, بما فيها من جامعات ومكتبات وعلماء .. بينما كانت اوروبا في هذه الفترة غارقة في ظلام  تحاكم رجال الفكر والعلم على ما يعده رجال الدين مخالفا لاراء الكنيسة . ولقد هلك بسبب هذه المحاكمات الكثير من العلماء ورجال الفكر.

وقد كان قول رجال الدين للانسان(( ولكن اطع وانت أعمى)) وهذا لم يكن عندنا في العصور الوسطى بل كان يقابله في الاسلام :  ( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين )البقره 111 ( قل هل عندكم من علم فتخرجونه لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون ) الانعام 148

فشتان بين افتراءاتهم وبين الحقيقة التي تصفعهم, وما ابعد الفارق الذي بيننا وبينهم, وما ابعد الفارق بيننا وبينهم , لقد كانت بلادنا مصدر اشعاع فكري وعلمي حضاري الى اوروبا. فلو كانت بلادنا في عصور ظلام لما امها طلاب العلم من اقطار الدنيا كلها, وحسبنا ما قاله احدهم" لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتاخرت نهضة اوروبا الحديثة عدة قرون" .

اجل ان شمس العرب سطعت على الغرب في العصور الوسطى , ولم تبدأ النهضة الاوروبية الحديثة الا بعد الحروب الصليبية واطلاع الاوروبيين على معارف العرب المسلمين, كما ان الترجمات عن العربية كانت المصدر الوحيد للتدريس في جامعات اوروبا نحو ستة قرون, ويمكن القول ان تاثير العرب في بعض العلوم كعلم الطب مثلا , دام الى الزمن الحاضر , فقد بقيت كتب ابن سينا تدرس في جامعات اوروبا مدة طويلة, ومعروف عند كثيرين انه عندما احتاج لويس الرابع عشر الى كتاب فب الطب , لاخذ وصفة مناسبة له , دفع مبالغ طائلة تامينا لكتاب عربي في الطب لم يوجد سواه في فرنسا كلها , ولم يسترد المبلغ الا بعد ان رد الكتاب .

ثم الا يكفي ما قاله الاوروبيين من ان تدمير بغداد واتلاف مكتبتها "دار الحكمة" على يد هولاكو , قد اخر حضارة العالم ستة قرون, فهل كان دين هذه الامة نتاجا لعصور ظلام؟ ام ان محاولة القضاء على تراث هذا الدين حملت معها الظلام الى البشرية وأخرت الحضارة ستة قرون ؟ وماذا بعد شهادة ذاك العالم الفرنسي الذي على ما اظن اسمه غوستافالذي تمنى لو ان العرب استولوا على فرنسا لتغدو باريس مثل قرطبة في الاندلس مركزا للحضارة والعلم, حيث كان رجل الشالاع فيها يكتب ويقرأ ويقرض الشعر احيانا, في الوقت الذي كان فيه ملوك اوروبا لا يعرفون كتابة اسمائهم ويبصمون باختامهم .

من هذا الباب فان افترائهم هو افتراء على العلم اولا ,وافتراء على امتنا وحضارتنا ثانيا, ولا دليل له لانه يقوم على التحامل والحقد الدفين.

(( قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي , وذكر من قبلي بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون)) الانبياء24

                                          

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل