X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      23/11/2024 |    (توقيت القدس)

الشعب العربي الفلسطيني والنكبة

من : قسماوي نت
نشر : 11/05/2013 - 23:02

د.غازي حسين........
منعت حكومة الانتداب البريطاني الشعب الفلسطيني من إقامة أي كيان سياسي خلافا لموقفها من المهاجرين اليهود,إذ اعترفت بالوكالة اليهودية ,وأصبحت حكومة داخل حكومة الانتداب البريطاني .
وبالمقابل لم يذعن الشعب الفلسطيني إلى هذا المنع ,فأسس "الجمعيات الإسلامية المسيحية" في أهم المدن الفلسطينية .وعقدت المؤتمرات الدولية التي كانت تنتخب اللجنة التنفيذية العربية لقيادة النضال الوطني الفلسطيني .
وعندما اندلعت ثورة 1936 وتشكلت بعض الأحزاب ,عمدت هذه الأحزاب إلى تشكيل تحالف بينها باسم "اللجنة العربية العليا" لتولي القيادة السياسية للثورة .ولكنها تعرضت للملاحقة من قبل سلطات الانتداب البريطاني التي اعتقلت معظم أعضائها ونفت البعض الآخر خارج فلسطين وتشكلت في عام 1946 الهيئة العربية العليا بمساعدة الجامعة العربية .
قادت حرب 1948 التي أشعلتها "إسرائيل" إلى ترحيل نحو ثلثي الشعب الفلسطيني من ديارهم وأراضيهم .
وفقدوا أملاكهم ومصادر رزقهم وتدهور مستوى حياتهم,وانتشرت بينهم الأمراض والبطالة , وانهارت البنى الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع .
وأجبرت "إسرائيل" عن طريق استخدام القوة والمجازر الجماعية إلى ترحيل حوالي مليون عربي فلسطيني من مدنهم وقراهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والى البلدان العربية المجاورة . واخذ اللاجئون يعملون بشكل أساسي على توفير المأوى و العمل والغذاء , حيث أدى تدفق مئات الآلاف من اللاجئين الذين اغتصبت إسرائيل منازلهم وأراضيهم وأملاكهم إلى تفاقم مشاكلهم الإنسانية وبروز مشاكل اقتصادية هائلة تولدت عن انعدام الموارد , وفقدان مصادر العيش إلى أن أقرت الأمم المتحدة في الثامن كانون الأول 1949 استحداث "الاونروا" أي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين".
وكان للنكبة أثرها المدمر على المجتمع الفلسطيني بسبب اغتصاب المنازل والأملاك والأرض ,وأصبح المجتمع الفلسطيني في حالة تفكك ومن دون مؤسسات وقيادة فلسطينية – وأدت النكبة والترحيل الإجباري إلى تشتت العائلة الواحدة, والى التشتت السكاني , وتفتيت جميع الشرائح الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني.
وتوجه الفلسطينيون إلى بعض بلدان الخليج للعمل فيها سعيا وراء الرزق وساهموا بشكل أساسي في بنائها وتطوير التعليم فيها . ولعب القوميون و العبثيون والناصريون وحركة القوميين العرب والحزب الشيوعي الأردني دورا في إحباط مشاريع التوطين , ودخول الأردن في الأحلاف العسكرية كحلف بغداد عام 1955 ,وفي طرد الضابط البريطاني كلوب باشا 1956 وإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية 1957 .
نجح الفلسطينيون في تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والعلمية وبدوا مذ عام 1960  بتأسيس منظمات فدائية لتحرير أراضيهم والعودة إلى ديارهم .
تجلّت نكبة فلسطين ليس فقط بإقامة "إسرائيل" ,والمجازر الجماعية التي ارتكبتها, وفي الترحيل والأراضي التي احتلتها , وإنما أيضا في انهيار القيادة والمؤسسات ,وتفكك المجتمع وتجزئة الشعب . فوقع الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية ونضاله الوطني في أربعة مناطق إقليمية وسياسية وهي :
"إسرائيل ,الأردن ,قطاع غزة , لبنان وسورية ".
وأدت هذه الحواجز الإقليمية والسياسية إلى تجزئة الحركة الوطنية الفلسطينية وعزلها عن بعضها البعض وإضعافها , كما عرقلت بلوّرة برنامج وطني موحد وقيادة للشعب كله .
اتخذت معظم الأنظمة العربية موقفا مزدوجا من قضية فلسطين فكانت تعلن تمسكها بعروبتها ووجوب تحريرها انطلاقا من اعتقادها . بخطورة "إسرائيل" على البلدان العربية و عدالة القضية أو خوفا من غضب الجماهير عليها .
وكانت بعض النظم ترى في القضية الفلسطينية عقبة تحول دون إقامة العلاقات الجيدة مع دول الغرب الاستعمارية .
وعملت بعض الأنظمة على قمع الحركة الوطنية الفلسطينية وشل حركتها بينما عمل آخرون على احتوائها .
 فارتبط العمل الفلسطيني بالعمل العربي بسبب عروبة فلسطين , والإيمان بالوحدة العربية وخطورة المشروع الصهيوني على الوطن العربي وعلى الأمة العربية والإسلامية .
ولعب المد القومي والخطر الصهيوني دورا أساسيا في بروز العمل الفدائي  .
بدأ العمل الفدائي في أعوام 1954و1955 و1956 بدعم من مصر انطلاقا من غزة وتوقف بعد العدوان الثلاثي على مصر في 29/10/1956 , لان مصر تعهدت بعدم انطلاق العمليات الفدائية من قطاع غزة أو من الأراضي المصرية لقاء انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء عام 1957 .
وأعلن عبد الكريم قاسم في آذار عام 1960 تشكيل فوج التحرير الفلسطيني في العراق كنواة لجيش التحرير الفلسطيني وقامت شعبة فلسطين التابعة للمخابرات السورية بتنظيم عمليات واشتباكات مع القوات الإسرائيلية , وتحولت إلى كتيبة مقاتلة بعد الوحدة بين مصر وسورية , والى لواء حطين في جيش التحرير الفلسطيني بعد تأسيس منظمة التحرير .
وانتسب الفلسطينيون إلى الأحزاب والتنظيمات القومية والإسلامية واليسارية لخدمة قضيتهم . ولعبوا دورا بارزا في حزب البعث وحركة القوميين العرب , وحزب التحرير الإسلامي ,والإخوان المسلمون , والأحزاب الشيوعية .
أدت النجاحات التي أحرزتها الثورة الجزائرية ضد الاستيطان الفرنسي في الجزائر إلى الاعتقاد عند بعض النخب الفلسطينية و العربية إلى اخذ التجربة الجزائرية بعين الاعتبار .
ودعا الرئيس جمال عبد الناصر, والملك سعود والرئيس احمد بن بيلا في صيف 1962 الشعب الفلسطيني على أن يأخذ قضيته بيديه . وانطلاقا من ذلك انعقد مؤتمر القمة العربي الأول في 13 كانون الثاني 1964 في القاهرة واسند إلى الشقيري مهمة إظهار كيان سياسي فلسطيني . فقام الشقيري بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة القدس .
انطلقت حركة المقاومة عام 1965 من سورية , وأخذت تدرب مقاتليها على الأراضي السورية بدعم وتأييد كاملين من السلطات السورية انطلاقا من إيمان حزب البعث بعروبة فلسطين ووجوب تحريرها من الاغتصاب الصهيوني بالكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية . وتشكلت العديد من المنظمات الفدائية بعد حرب حزيران العدوانية عام 1967 .
انه من الظلم للشعب الفلسطيني ولنضاله وتضحياته وحركاته الوطنية أن نعتبر عام 1965 بداية الكفاح الوطني الفلسطيني متناسين انتفاضاته المتكررة في 1920و1921وثورة البراق 1929 وثورة عز الدين القسام عام 1933 وثورة 1936 وبطولاته في حرب 1948 التي أشعلتها "إسرائيل"
على اثر  تدهور الوضع في فلسطين  بعد النكبة , وعقد اتفاقات الهدنة بين إسرائيل و الدول العربية المحيطة بفلسطين عام 1949 أيدت دول الجامعة العربية باستثناء الأردن تشكيل حكومة فلسطينية , لتولي القضية بعد اغتصاب إسرائيل لأكثر من 78% من فلسطين.
اجتمعت الجامعة العربية   مع الهيئة العربية العليا بغزة في 30 أيلول 1948 0و انعقد المجلس الوطني الفلسطيني الذي ضم ((151 )) شخصية فلسطينية و اقر المجلس في 1/10/1948النظام المؤقت لحكومة عموم فلسطين , وأعلنت استقلال فلسطين ضمن حدودها من البحر حتى النهر ومن رأس الناقورة  حتى رفح .
وهكذا لم يتمكن الشعب الفلسطيني في المحافظة على كيانه السياسي تحت تأثير فداحة النكبة ودور بعض الأنظمة العربية.فجاء حزب البعث و القوميون العرب والناصريون وحافظوا على القضية ومنعوا وضعها في طي النسيان 0 وفتحت سورية أبوابها على مصراعيها لحركة فتح وقوى المقاومة الفلسطينية و كان الأردن ولبنان يخشيان من العمل الفدائي بحجة عدم توريطهما في حرب مع "إسرائيل" و يعتقد أن النظام العربي قد تحرك لاحتواء العمل الفدائي الفلسطيني و إجهاضه , لذلك جاء تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية و التي ناصبتها حركة فتح العداء في بادئ الأمر بحجة الخوف على شعبيتها و عدم قدرتها على منافسة منظمة التحرير إلى إن نجحت بالاستيلاء على المنظمة عام 1968 .
تضمن إعلان تأسيس منظمة التحرير قيام منظمة التحرير الفلسطينية , قيادة معبئة لقوى الشعب العربي الفلسطيني , لخوض معركة التحرير ودرعاً لحقوق شعب فلسطين , و أمانيه و طريقا للنصر, و المصادقة على الميثاق القومي و النظام الأساسي,و اللائحة الداخلية للمجلس الوطني , والصندوق القومي الفلسطيني. و انتخاب الشقيري رئيسا للجنة التنفيذية, وتكليفه اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية , وعددها 15 عضوا , وتحويل المؤتمر بكامل أعضائه إلى المجلس الوطني الفلسطيني الأول.
وكانت أهم المؤسسات الفلسطينية التي تشكلت في عهد الشقيري هي :المجلس الوطني , واللجنة التنفيذية و الصندوق القومي , و جيش التحرير الفلسطيني , ومركز الأبحاث الفلسطيني و إذاعة صوت فلسطين 0 وتشكلت فيما بعد جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني , ومركز التخطيط , ومؤسسة صامد الاقتصادية , و قوات التحرير الشعبية وعدد من مكاتب المنظمة .
وساد الخلاف العميق بين الشقيري و بين الأردن و السعودية و تونس , و انتهى دوره بعد هزيمة 1967 و تصاعد دور العمل الفدائي .واتسم عهده بالفردية وجمع السلطتين التشريعية و التنفيذية في يده و بالإيمان القومي العميق بالوحدة العربية ,و عروبة فلسطين وتحريرها بالقوة العسكرية وعودة اللاجئين و بالعمل الجماعي العربي .واستمرت زعامته لمنظمة التحرير  أكثر من ثلاث سنوات و قدم استقالته في 24 /12/ إلى الشعب الفلسطيني1967.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل