كارول سماحة: "ضبط الدموع فيه رقي" .. وحبيبي "مش بالفنّ بس حواليه"

هي فنانة بكل ما للكلمة من معنى .. صوت جميل .. احساس رائع .. وأداء متميز ينقلنا الى عالم الغناء الحقيقي حيث الموهبة والابداع والرقي ..

كارول سماحة تحل اليوم ضيفة عبر "النشرة"، لتتحدث عن ألبومها الأخير "احساس"، عن برنامج "X Factor"، وعن الحب الذي يملأ حياتها اليوم.

كارول بداية، مبروك "احساس" والنجاح الذي حققه
شكرا لكم، "كتر خير الله". هذا الالبوم وضعت فيه الكثير من احساسي طبعا، وأخذ الكثير من الجهد والتعب. كذلك كتبت فيه أغنيتين، "ح خونك" و"مش طايقاك".

الاغنيتان باللهجة المصرية
نعم كنت قد كتبت ايضا اغنيات باللهجة اللبنانية، ولكني لم أقتنع كثيرا بالألحان التي وضعت لها، ففضلت أن أتروى بحثا عن اللحن الذي يقنعني، وربما تصدر هذه الاغنيات في الألبوم المقبل. توفقت بلحني "ح خونك" و"مش طايقاك" ولذلك كانتا جاهزتين للألبوم الذي أصدرته. كتبت الاغنيات، ولكني لست شاعرة طبعا.

"مش طايقاك" "مهضومة" وحملت كما يقول المصريون "حدوتة"
هذه تعبر عن شخصيتي المرحة فأنا أمزح كثيرا، واعلم أيضا أن فتيات كثيرات يقلن لحبيبهن هذا الكلام "من كتر ما بحبك مش طايقتك"، تتضمن لعبا على الكلام كما يقال.

وماذا عن "ح خونك"؟
الأغنية درامية تعبر عن لسان المرأة بشكل عام، الكلمة وقعها جريء ومباشر، وتشبه اللغة المباشرة التي استعملها في حياتي اليومية. هي تعبر عن المرأة الغاضبة التي تحاول ان تنتقم من حبيبها في خيالها، ولكنها في النهاية لا تتمكن من خيانته لانها تحبه فعلا. قد يقول البعض "ولكن المرأة تخون احيانا"، طبعا المرأة تخون كما الرجل يخون ولكني أتحدث عن المرأة المغرومة فعلا، إذا كانت فعلا تحب حبيبها "ما ممكن تخون".

ولكن من يسمع الالبوم يظن ان كارول مجروحة من الرجل في عدد من الأغاني
أنا اعبر في الاغنيات عن المشاعر بالـ"ميكروسكوب"، أضعها تحت المجهر وأضخم هذا الشعور. الفن عندما يكون مرآة عن الحياة، يجب ان نعيد تصويره من جديد بشكل آخر مضخّم كي يصل الاحساس بشكل أسرع. وكل شيء نتحدث عنه او نعبر عنه، يكون وقعه وكأنه علاج ما لنا.
أنا لست مجروحة من الرجل، وأعتقد أن علاقتي بالرجل كانت جيدة جدا بشكل عام، متصالحة جدا معه وأحب الرجل، لكني لا أحب الرجل الضعيف في اتخاذ القرار والذي يعيش في تردد وقلق وخوف دائم. أنا احب الرجل الذي يكون سيّد قراره ولا أتحمّل الرجل الجبان.

ولكن في الحياة العادية، ألا ينزعج الرجل اذا كانت زوجته معروفة ومحبوبة؟
ينزعج طبعا، اذا لم يكن قد حقق نجاحا في مهنته مهما كانت. الرجل تتأثر شخصيته كثيرا اذا لمعت زوجته في مهنتها، بينما في مهنته لم يتمكن من تحقيق ما يريد تحقيقه، وهذا لا يقتصر على الفن طبعا. ولذلك أقول للمرأة يجب أن تنتبهي فاذا لم يكن الرجل الذي اخترتيه ناجحا في مهنته مثلك فانه سيعمل على تحطيمك.

وهل تنتظرين الرجل الناجح؟
انتهت فترة الانتظار، "خلصت". كنت دائما أقول "ما عندي مشكلة عيش وحدي وكفّي وحدي" اذا لم أجد الشخص الوائق بنفسه والذي يستطيع ان يقف الى جانبي ويكمل الدرب معي. لم يكن لدي خوف من الوحدة، رغم انني كنت أعلم ضمنيا انني لن أكمل الدرب وحدي ومؤمنة بأنني سأجد الرجل المناسب.

ووجدته؟
نعم وجدت الرجل المناسب، و"كتر خير الله".

وهل هناك مشروع ارتباط جدّي؟
اكيد، كل الكلام الذي نشر في الاعلام لم يكن اشاعات، وانا لست من النوع الذي يروج الاشاعات عن نفسه.

وهل الرجل الذي وجدته ناجح في مجال عمله؟
أكيد طبعا.

وما هو مجال عمله؟
لا يمكن ان اكشف هذه التفاصيل، "مش بالفنّ بس حواليه. منو فنان بس انو بهالملعب شوي".

لنعود الى الألبوم، ملحم بركات يقول انه لا يعارض غناء اللهجات الاخرى ولكن يجب ان يكون هناك توازن وأن نسمع فنانينا وهم يغنون بلهجتنا
في كل البوماتي، كانت 80 بالمئة من اغنياتي باللهجة اللبنانية، ولدي عدد من الاغنيات اللبنانية أكبر بكثير من الاغنيات المصرية صراحة. في هذا الألبوم، صودف انني سمعت الكثير من الاغنيات اللبنانية التي لم تعجبني، ولم تلفت نظري اي اغنية اخرى. وبالنهاية كنت مضطرة لاصدار البوم بعد 3 سنوات، ولا يمكن ان انتظر أكثر.

الم تتوفقي ايضا بالاغنيات الخليجية، فالبومك حل ثانيا في الخليج
نعم، واستمر للاسبوع الخامس في المرتبة الاولى في "فيرجين" مصر.

"ليلة حبّ" قيل انك لم تأخذي تنازلا من الورثة
طبعا هذا الكلام غير صحيح، لا انا أقبل ولا روتانا تقبل، أخذنا الاذن وأعطيت كل الحقوق، وبسبب هذه الاغنية تأخر الألبوم 6 أشهر.
وقد اجتمعت مع المخرج "تيري فير" لنحضر لفكرة جديدة جدا لهذه الاغنية "وحشاني بلادي"، والطريقة التي سنقدم فيها هذه الاغنية عبر الكليب ستكون مختلفة لي ولتيري.

أنت غنيت هذه الاغنية باللهجة المصرية، ولكن أي بلد تقصدين؟
أغني لكل مواطن عربي تهجّر من بلاده، ولكن طبعا من يسمعها سيظن بداية ان الاغنية موجهة لمصر لانها باللهجة المصرية ولان عبد الوهاب موسيقار مصري كبير. لكن الاغنية موجهة للسوريين والمصريين واللبنانيين والتونسيين ولكل مواطن عربي تأثر وتهجر بسبب الاحداث التي تمر بها المنطقة.

ولماذا هذه الاغنية؟
أنا لم أكن أريد أن يصدر الالبوم دون ان يتطرق او يكون له علاقة بالوضع الحالي في المنطقة كلها، فحتى عندنا في لبنان لم يكن الوضع جيدا جدا رغم انه اليوم أفضل من قبل. هناك فانز من سوريا والمغرب العربي بكوا عندما سمعوها، وكل شخص يعيش بعيدا عن بلده يشعر ان هذه الاغنية موجهة له.

كم كانت ثقتك كبيرة بنفسك لتغني مقدمة موسيقية لأم كلثوم الكل يعرفها، ومن أقنعك بغنائها؟
فكرة اعادة توزيع اغنية قديمة لعبد الوهاب كانت لجان ماري رياشي، انا رفضت بداية لان عددا كبيرا من الـDJs مزجوا هذه الاغنيات بالراب والبيت هاوس وسواها وتذاع في الملاهي الليلية "انو مسخرة يعني".
انا رفضت بداية وقلت لجان ماري رياشي انني لا اريد ان اذهب في هذا الاتجاه. وبعد وقت فكرت وقلت انه لا يجب ان نكتب كلام غرام وعشق نسخّف معه لحن عبد الوهاب، وكنت أرغب بتقديم أغنية كما قلت ليست وطنية انما تتضمن "نوستالجيا" معينة فاكون أكرّم لحن عبد الوهاب بموضوع يحمل وزنا وقيمة.

وكيف أبصرت الاغنية النور؟
اتصلت بجان ماري وأخبرته عن فكرتي، وقلت له ان الكلام سيكون وطنيا دون ان تكون الاغنية سياسية "تقيلة الدم"، انا لا احب الاغاني التي تتضمن الكثير من السياسة اشعر انها مفتعلة وليست طبيعية. سيلين ديون اهم مطربة في العالم ولم تغنّ اي اغنية وطنية. انا لا احب هذه الاغنيات السياسية والوطنية ولا افكر بهذه الطريقة "لا وطني ولا سياسي".

ولكنك غنيت الاغنيات الوطنية في المسرحيات
اريد ان اوصل لك فكرتي، فانا لا احب هذه التسميات، الفنان الوطني والفنان الملتزم. سيلين ديون ليست ملتزمة لانها لم تغنّ اغنية وطنية لكندا؟!

ربما لأنهم في كندا لم يعانوا ما عانينا منه نحن
قد يقدم الفنان اغنية في حياته تترك اثرا مهما، فانا غنيت مع الراحل الاستاذ منصور الرحباني "في صباح الألف التالت" وهي أغنية أبعد بكثير من السياسة بل انسانية تتحدث عن المعاناة والحب ايضا.

ولكن الهجرة في اغنيتك "عايزة اروح بلدي" ليست بعيدة كثيرا عن الأغاني الوطنية
ولكنها تبقى ضمن اطار "البوب"، انا لا اقول انني ضد ان يغني فنان اغنية فيها موضوع سياسي او وطني، ولكني لا احب ان تكون مفتعلة و"تقيلة الدم" وأغنية مناسبة معينة تنتهي معها. لا احب أن أذكر مواضيع الحرب ومواضيع تحبط الانسان، او مواضيع واغنيات سياسية، لان الفن موجود "ليحلّي الحياة ويجمّلها" ولن اتحدث في فني عن هذه الأمور "الا اذا كنت شي مرة قاصدة وجه رسالة خاصة مباشرة لحدا معين".

"وحشاني بلادي" تقنيا فيها الكثير من الصعوبة وفيها نقلة "شرقي – شرقي" وأديتيها بطريقة رائعة
أنا سجلت هذه الأغنية في أقل من ساعة، أنا سريعة جدا في الاستديو وقد اسجل 3 اغنيات متتالية، ويمكن للموزعين ان يخبروكم عن ذلك. صوتي مطواع، وأودي الشرقي بسهولة بينما اجد صعوبة في الغربي.
وتفاجأ البعض بصوتي في "ح خونك"، التي تتضمن 4 مقامات شرقية انتقلت فيها بسهولة، ولكن هذه الاغنيات هي من بين الأسهل بالنسبة لي.

لنتحدث عن "X Factor"، يقول البعض ان النجوم يشتركون في لجان التحكيم بسبب غياب الحفلات
تتضمن الفكرة وجهة نظر صحيحة الى حدا ما. انا كنت ضد مشاركة الفنانين في لجان التحكيم، فمكان الفنان هو على المسرح تحت الاضواء، ولكن اكتشفت ان هذه البرامج يمكن ان تبرز نواح معينة في شخصيات بعض الفنانين. المشاهدون كانوا يتابعون كارول في مقابلات اعلامية ورؤوا فيها شخصية الفنانة المثقفة التي تفكر وتتكلم وتحلل، بينما يمكن لهذا البرنامج ان يظهر العفوية في كارول والتي لا يعرفها الناس، "وخلوا كل واحد يبين ع حقيقتو بالبرنامج، هوي سيف ذو حدين ويمكن يضر الفنان او يساعدو حسب شخصيتو هوي".

وماذا عن الحفلات والمردود المادي؟
نعم معظم الفنانين اليوم في بيوتهم، فالحفلات قليلة وهذا امر يحبط الفنان عندما يشعر انه لا ينتج ليس ماديا فقط بل فنيا ايضا، ولكني الحمدلله "مش عم لحّق" وأبحث عن لحظة لأرتاح خلالها في المنزل، فهذا العام متعب جدا.

نعم وانت تحضرين ايضا لاستعراض "The Lady"
نعم، فالثلاثاء نحضر لـX Factor والخميس والجمعة نكون على الهواء، وفي بقية الأيام أنا في التمارين احضر لاستعراض "السيدة"، واليوم انا وميشال فاضل نعمل على اعادة توزيع كل اغنياتي القديمة للمسرحية.

وماذا عن الكوريغرافي؟
يهتم بهذا الامر شخصان، من لبنان سامي خوري للاستعراضات الشرقية، والايطالي كلاوديو بردولتشي، والمخرج طبعا طوني قهوجي.

كيف هي العلاقة بينك وبين اليسا في X Factor، كنتما صديقتين وحكي عن جفاء في فترة ما
كلا صدقوني لم يحصل أي شيء، والعلاقة بيننا كما تروها على الشاشة، العلاقة طبيعية جدا والاختلاف بالرأي في البرنامج لا يعني اختلافنا كاشخاص.

هناك مقارنة اليوم بين X Factor وArab Idol
المشكلة انني لا اشاهد "اراب ايدول" لاننا نكون في التصوير مباشرة على الهواء، ولكن في النهاية المنافسة طبيعية والناس ستقارن طبعا. لكن لكل برنامج فكرته الخاصة، فوجود الفرق مثلا فكرة جديدة غير موجودة في برامج الهواة. ورغم ما قيل ايجابيا وسلبيا، فانا اعتقد ان كل برنامج في موسمه الاول سيكون أقل من المواسم اللاحقة، وكثر قالوا لي أن "أراب أيدول" لم يكن في موسمه الاول كما هو اليوم.

ولكن X Factor عرض من قبل
لا لا كان مختلفا تماما ومع شركة انتاج اخرى، وهذه المرة الاولى التي يعرض فيها الـ"فورما" الاصلي لبرنامج X Factor.

هل تعتقدين انه يمكن ان تنجح فرقة في X Factor؟
أتمنى ان تنجح، وانا لا اتحدث لانهم من فريقي، فانا "عقلي كبير وعندي عدل"، فاذا كان هناك فريق ضعيف نعم اتقبل ان يخرج من البرنامج والمنافسة، ولكن "يونغ فاروز" حالة خاصة فالفتاة لديها خامة ذهبية وصوتها يرنّ في الأذن والشبان معها يكتبون نصا سياسيا يعبر بالفعل عن الواقع الذي يعيشونه، هم حالة خاصة جدا، وأعتبر ان المشتركين في اي برنامج للهواة اذا خسروا او غادروا يمكن ايجاد بديل عنهم بينما هذا الفريق يشكل حالة خاصة واستثنائية.

وهل ستبكين اذا غادروا كما بكت نانسي واليسا
انا انفعل ولكن تعلمت كثيرا ان اضبط انفعالاتي، ان احبس دمعتي واحزن بصمت، خاصة على الكاميرا قدر الامكان. اشعر برقي عندما اضبط انفعالاتي، وهذا لا يعني "انو غلط انو يبكي الواحد". انا بكيت سابقا على الهواء، وهذا لا يعني ان البكاء غير راق، ولكن اشعر ان ضبط الدموع فيه رقي.

كارول انت دائما تتعاونين مع اجانب من مخرجين وماسترينغ وغيرها
"هيدي اكتر مرة راضية عن صوتي والماسترنغ والميكساج" في ألبومي الجديد، واختياري كان في مكانه الصحيح. " ما عندي عقدة الاجانب" فانا أعرف مخرجين اجانب كثر غير تيري، انما اتفق مع تيري على الصعيد الانساني كثيرا، واشعر بأن صورته عالمية.

الا يوجد تكرار معه؟
كلا انا كررت "التيم" في كليبي، واخترت موضوع الخيانة ولكن هذه المرة بدل ان يخونني حبيبي او زوجي أنا خنته. وأتأسف ان بعض الصحافيين انتقدوا الكليب دون ان يشاهدوه، وكتبوا قصة مختلفة عن الموجودة فيه، فانا لم أمثل في الكليب كما كتب البعض بل أؤدي فيه دور الراوي.

سمعنا انك لا تحبين ان يقال لك فنانة استعراضية
"دخيلك على هالكلمة شو سخيفة ومستهلكة وشو ما الها معنى". عندما يقال عن باربرا سترايسند ولايزا مينيلي فنانة استعراضية "النا عين نقول عن البعض هون بلبنان فنانات استعراضيات". هذا اللقب بات سخيفا بالنسبة لي بسبب بعض الصحافيين ولا اريده، وانا لا اقدم استعراض السيدة ليطلقوا علي هذا اللقب. "السيدة" نركز فيه على الصوت والغناء المباشر الذي يأتي في المرتبة الاولى مع فرقة موسيقية وبعدها ياتي الرقص في المرتبة الثانية. "ياخد هاللقب مين ما بدو ياخدوا ما حدا يقلي فنانة استعراضية"، فالمفهوم صار ان اي مغنية لا تملك صوتا و"بتهزّ" على المسرح "بسموها فنانة استعراضية".

ما جديد كارول في التمثيل بعدما ابدعت في "الشحرورة"
أهم ما لدي اليوم هو "السيدة" الذي سنفتتحه في 10 آب عند عيد الفطر،  لأعود معه الى حبي الأول والأخير: المسرح.