عوض عبد الفتاح: هُنالك من يُريد للمتابعة أن تبقى ضعيفة، لأن قوتها يُأثر على أجندته القديمة الجامدة التي ترفض تنظيم العرب على أساس قومي
في يوم الأرض رُفع علم سوريا – العلم الحالي وليس علم الثورة – وثار سخط الحركة الإسلامية (الشق الشمالي) وهوجِمَ طاقم الجزيرة وعومِل بعُنف، وهذا انتهى البرنامج "ببهدلة" لا تليق بيوم الأرض الخالد ولى بالقضية ولا بالشهداء.
في مسيرة العودة (يوم استقلال اسرائيل)، رفضت الحركة الإسلامية (الشق الشمالي) المُشاركة في المسيرة، وقالت أن السبب هو أيضًا (علم سوريا النظام)، وهكذا انتهى البرنامج بنقاش حادٍ ومُناكفات وهجوم كاسح من قبل أبناء الحركة ليس على مسألة العلم فقط، بل أيضًا على مسألة "صف الدبكة في نهاية المسيرة" الذي رآه المنتقدون مُحرمًا ورآه البعض الآخر (رقصًا على الجراح).
ثلاث اجتماعات رسمية لمُحاولة احياء ذكرى النكبة تحت غطاء لجنة المُتابعة، ذكرى النكبة (الرسمي) الذي يحيه الفلسطينيين في كُل أنحاء البلاد، انتهت كُلها بمُناكفات ومُزاودات وفشل، واتهم البعض "الجبهة" أنها هي التي أفشلت البرنامج، بينما كان موقفها أنها لا تُمانع أن تُقيم الفعاليات السياسية فعالياتها ولكن ليس بدعوة مشتركة واحدة من المُتابعة لأن المتابعة أحيت ذكرى النكبة في مسيرة العودة.
حتى في "أم القطف"، البلدة الصغيرة، فشلت المُتابعة اليوم في اجراء مُظاهرة في البلدة بعد اعتداء مجموعة من العنصريين على البلدة أمس وكتبوا شعارات "دفع الثمن"!
عوض عبد الفتاح: هُنالك من يُريد للمتابعة أن تبقى ضعيفة، لأن قوتها يُأثر على أجندته القديمة الجامدة التي ترفض تنظيم العرب على أساس قومي
في حديث لنا مع عوض عبد الفتاح، الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي قال: "بدون شك أن حالة المتابعة في الآونة الأخيرة الأمور لا تسير بصورة جيدة، ويعود هذا الأمر كما قلنا دائمًا إلى انعدام البنية التنظيمية الصلبة للجنة وغياب الاستراتيجية السياسية الواضحة، وعندما نقول غياب هذه الأمور واضح أن الأمور تتعلق بالبنية البشرية، من إدارة ورئيس".
وردًا على سؤالنا أن المتابعة لم تعد قادرة على تنظيم أي شيء تقريبًا، قال عوض عبد الفتاح: "هذا النقاش على النهوض في لجنة المتابعة هو منذ فترة طويلة، وعندما تنشأ احداث سياسية جديدة غير متوقعة يحصل الإخفاء في كيفية التعاطي معها، ولذلك في التجمع قلنا دائمًا أنه لايمكن لهذا الجسم التمثيلي أن يتبوأ مكانته الصحيحة أن يقوم بدوره كما يجب اتجاه الفلسطينيين في الداخل بدون تطوير صيغة تفاهم حقيقية حول الرؤية السياسية وحول التركيبة".
وأضاف عبد الفتاح: "اللجنة قطعت بقيادة محمد زيدان قطعت مشوارًا جيدًا في عملية رسم الخريطة التظيمية المكلوبة في المرحلة الراهنة، فهنالك اختلاف حول الصيغة النهائية المطلوبة للجنة المتابعة، فنحن نؤمن أن انتخاب لجنة المتابعة مباشرة من الناس واقامة اللجان المتفرعة المهنية وفي صلب هذه الهيئات هو الصندوق المالي القومي، وأقمنا جمعية أصدقاء المتابعة وهدفها النهوض المالي في لجنة المتابعة لأن هذا يشكل غياب لجنة المتابعة، لأن هذه النقطة تشكل عائقًا أساسيًا في ادائها، وهنالك من يريد من المتابعة أن تكون هشة وضعيفة للتنسيق، لأن من شأن تعزيز لجنة المتابعة وتحولها إلى قيادة وطنية جامعة من شأنها أن تضرب أيديولوجية البعض القديمة الجامدة التي ترفض تنظيم العرب على أساس قومي وهذا هو التحدي الآن أمام الجميع، خاصة وأن المخططات الإسرائيلية تتفاقم وتتصاعد".
محمد زيدان: المتابعة قيادة حكيمة وتتصرف بمسؤولية
محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة يرى أن المتابعة بألف خير، ويرى بكل الإشكالات خلافات موضعية مؤقتة وطبيعية، وقال أيضًا في حديث لنا معه حول الإشكالات الكثيرة في فعاليات المتابعة الأخيرة، قال: "هذا ليس فشلا في أداء لجنة المتابعة، ما ذكر في البداية مثل يوم الأرض كان هجومًا غير صحيح للأشخاص الذين اعتدوا على وسائل الإعلام، فلا يمكن أن نتهجم على من يُخالفنا في الرأي، الصحافة التي أتت بدعوة رسمية من لجنة المتابعة، ما حدث كان تصرف فردي غير مسؤول وكان من الواجب أن لا يقوموا بذلك، لأننا في مناسبة وطنية لكل الفلسطينيين وكان يجب احترام قرار لجنة المتابعة واحترام مشاعر الناس".
وعن الإشكال في مسيرة العودة إلى خبيزة قال ابو فيصل: "بالنسبة لمسيرة العودة، جمعية المهجرين القائمة منذ 15 عاما، وهي تحيي الفعالية بشكل منظم وفي المدة الأخيرة بالتنسيق الكامل مع لجنة المتابعة، هذه المرة أقمنا لجنة للاجئين والعودة برئاسة الأخ رجا اغبارية، وكنتُ حينها خارج البلاد، وعندما عدت رأيت أن هنالك عدم توافق ولم يكن تنسيق كافٍ مع لجنة المتابعة، وتحدثوا معي من لجنة المهجرين وحدثوني عن خلاف بين اللجنتين في مسألة التنظيم وأن فعالية المهجرين هذا العام لم تتم بالتنسيق المُلائم مع لجنة المتابعة، فقررنا أن نوحّد الجهود لإحياء المسيرة وانجاحها، وشاركنا والقيت كلمة، أما بالنسبة للحركة الإسلامية بما أن البرنامج لم يكن تحت مظله لجنة المتابعة لم تشارك به، ولكن نحن شاركنا وندعم لجنة المهجرين وجلست معهم ورتبنا معهم أن هذه المرة مرّت ومع أن الأمور لم تكن مريحة بما يكفي ولكن خلصنا إلى أن الأمور يجب أن تسوّى تحت سقف المتابعة ولجنة المهجرين".
وعن يوم النكبة حلل أبو فيصل الأمر بقوله : "بالنسبة لليوم (النكبة الرسمي)، في العام الماضي كان هنالك قرار لأوّل مرة للإضراب وفعالية اللجون وكانت الأمور ناجحة، ولكن هذا العام الجبهة أخذت موقف وهي تدافع عن موقفها بأنه كانت هنالك مسيرة واسعة من كل الأطراف (باستثناء الحركة الإسلامية)، وقالوا أنه لا حاجة لإحياء الذكرى مرتين، وأن الحزب الذي يريد أن يحيي فعاليات ليقيم، لذلك لم نستطع احياء الذكرى مرة أخرى، وهذا الموضوع سيأتي للنقاش في لجنة المتابعة ويجب أن يكون احياء ذكرى الرسمي في 15 أيار، ونحن كجزء من الشعب الفلسطينين يجب أن نحيي الذكرى مع أبناء الشعب الفلسطينين، وليس خطئًا أن نحيي أيضًا في يوم استقلاهم يوم نكبتنا".
وعن أم القطف، رأى أبو فيصل أن الموضوع هُنا أيضًا لا يتعدى كونه خلافًا موضعيًا، قال: "في أم القطف عقدنا جلسة واعتبرنا ما حدث (دفع الثمن) قفزة في عملية التطرف ضد المواطنين العرب، لذلك أقمنا وفدًا على مستوى مسؤول وتمت جلسة مع أهل البلد، وأخذنا قرارات محددة منها مظاهرة على مدخل البلد وغدًا إضراب وصلاة جمعة يوم الجمعة، حسب تقديري موقفنا كان مشرفًا، ولكن اليوم فوجئت بأن اللجنة المحلية ألغت المظاهرة والسبب هو الخوف من وقوع مواجهات وانتفاضة محلية، لذلك ألغوا المظاهرة، وبما أن أهل البلد لا يريدون المشاركة في المظاهرة،فقلنا أن من يُريد أن يُشارك في التضامن مع أهالي أم القطف ليتفضل، وهناك خيمة اعتصام يُمكن زيارتها".
وخلاصة للموضوع قال محمد يزدان رئيس لجنة المتابعة: "أنا أرى أن المتابعة ما زالت قيادة، والحوار قد يكون ساخنًا أحيانًا وقد يكون غير مثمر، ولكن في النهاية لجنة المتابعة رسمية وتتصرف بحكمة وبمسؤولية ولا أرى في أدائها أي ضعف، ومن الطبيعي أن تحدث مشاكل هُنا وهُناك أحيانًا".
اضف تعقيب