X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      23/12/2024 |    (توقيت القدس)

تلميح اسرائيلي بغارات جديدة علي سوريا كرسالة موجهه لروسيا وايران

من : قسماوي نت
نشر : 16/05/2013 - 23:00

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الخميس تقريراً من مراسلها مارك لاندر يقول فيه ان اسرائيل انذرت سوريا بانها لن تحجم عن شن غارات جوية جديدة عليها اذا ارسلت اي اسلحة الى حزب الله اللبناني وحذرتها من الرد على تلك الغارات. وبنت الصحيفة تقريرها على اساس اتصال مسؤول اسرائيلي بها امس الاربعاء واحاديث مع مسؤولين اسرائيليين آخرين. وهذا نص التقرير:

"في انذار واضح الى سوريا كي توقف نقل اسلحة متقدمة الى متشددين اسلاميين في المنطقة، اعطى مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى الاربعاء اشارةً الى ان اسرائيل تدرس توجيه ضربات عسكرية اضافية لمنع حدوث ذلك وان الرئيس السوري بشار الاسد سيواجه عواقب مؤدية الى الشلل اذا انتقم.

وقال المسؤول الاسرائيلي: "اسرائيل مصممة على مواصلة منع نقل اسلحة متقدمة الى حزب الله. ان نقل مثل هذه الاسلحة سيزعزع استقرار المنطقة برمتها ويعرضها للخطر".

واضاف المسؤول: "اذا رد الرئيس السوري الاسد بمهاجمة اسرائيل، او حاول ضرب اسرائيل عن طريق وكلائه الارهابيين فسيخاطر بخسارة نظامه، لأن اسرائيل ستنتقم".

وامتنع المسؤول الاسرائيلي الذي كان قد استمع الى ايجازات من مسؤولين رفيعي المستوى عن تقييم اسرائيل للوضع في سوريا عن كشف اسمه مستشهداً بالحاجة الى حماية المداولات الداخلية للحكومة الاسرائيلية. وقد اتصل بـ"نيويورك تايمز" الاربعاء.

والدوافع الدقيقة لتحذير اسرائيل ليست مؤكدة: اذا ربما كانت اسرائيل تسعى الى تقييد سلوك سوريا لتجنب القيام بمزيد من العمليات العسكرية، او الى تنبيه دول اخرى الى ضربة عسكرية اخرى. ومن شأن ذلك زيادة التوتر في وضع سوري حافل بالمخاطر اصلاً بالنظر الى استمرار الحرب هناك منذ اكثر من سنتين.

وقال محللون انه قد يكون هناك مستمعون ثانويون مقصودون بالتحذير هم حزب الله ومصدر دعمه الرئيسي ايران. وقال حزب الله اللبناني في الايام الاخيرة ان بوسعه استخدام اسلحة زودته بها ايران للانتقام من الضربات الاسرائيلية الاخيرة لسوريا.

وقبل سنتين تقريباً، نفذت طائرات حربية اسرائيلية ضربتين جويتين في سوريا، وجهت الاولى الى الحرس الجمهوري ومخازن صواريخ طويلة المدى، بالاضافة الى مركز ابحاث عسكرية سماه مسؤولون اميركيون الموقع الرئيسي في البلاد للاسلحة الكيماوية.

وكان القصد من ضربة محدودة يوم 3 ايار (مايو) وجهت الى مطار دمشق الدولي تدمير اسلحة مرسلة من ايران الى حزب الله. ولم تؤكد الحكومة الاسرائيلية اياً من هذه الهجمات، التي اعقبت هجوماً آخر في وقت سابق من هذه السنة.

ونددت الحكومة السورية علناً باسرائيل لقيامها بهذه الهجمات، قائلة انها "تفتح الباب على كل الاحتمالات". واعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد: "سنرد فوراً وبقسوة على اي هجوم اضافي من اسرائيل".

وقال الرئيس الاسد والامين العام لحزب الله حسن نصر الله في الايام الاخيرة ان الحدود الاسرائيلية-السورية، التي ظلت هادئةً نسبياً بالرغم من اكثر من سنتين من الحرب الاهلية داخل سوريا، يمكن ان تصبح "جبهة مقاومة" رداً على الهجمات الاسرائيلية.

ويوم الاربعاء، سقطت قذيفتا هاون اطلقتا من داخل سوريا عبر الحدود على مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل. وسقطت القذيفتان على جبل الشيخ، وهو موقع سياحي يلقى اقبالاً، وكانتا الاحدث في سلسلة مما تعتبره اسرائيل عموماً نيراناً طائشة من القتال السوري الداخلي.

ولم ترد اسرائيل كما فعلت في مناسبات عديدة سابقة ولكنها اغلقت جبل الشيخ امام الزوار لبضع ساعات خلال عطلة يهودية يكون مشي الزوار في الجولان شائعاً خلالها.

وقال المسؤول الاسرائيلي في تعليقاته ان "اسرائيل ضبطت نفسها حتى الآن عن التدخل في الحرب الاهلية في سوريا وستحافظ على هذه السياسة ما دام الاسد ممتنعاً عن مهاجمة اسرائيل بصورة مباشرة او غير مباشرة".

وقال ان "اسرائيل ستواصل سياستها القاضية بالتصدي لمحاولات تقوية حزب الله، ولكنها لن تتدخل في الحرب الاهلية السورية ما دام الاسد متوقفاً عن شن هجمات ضد اسرائيل بطريقة مباشرة او غير مباشرة".

وامتنع مارك ريغيف، وهو ناطق باسم رئيس الوزراءالاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مناقشة معنى تصريح المسؤول الاسرائيلي. وقال: "لن نعلق على القصة".

ويتفق محللون اميركيون واسرائيليون على ان اسرائيل ليس لديها دافع يستحق الذكر للتدخل في الحرب الاهلية السورية، ولكن على انها عميقة القلق بشأن نقل اسلحة متقدمة، وكذلك من امكانية استخدام مخزونات الرئيس الاسد من الاسلحة الكيماوية ضدها.

وقال عاموس يالدين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية وهو الآن مدير معهد دراسات الامن القومي في تل ابيب، ان من الممكن ان يكون توقيت التحذير متصلاً باستخبارات تلقتها اسرائيل بشأن شيء تريد منعه.

وقال ان ذلك (معلومات الاستخبارات) يمكن ان يكون (متعلقاً) بنية لدى سوريا للرد، وإن في وقت متأخر، على الضربات الجوية الاخيرة على اراضيها، او بشحنة اسلحة وشيكة الى حزب الله، او علائم عمل من جانب وكلاء لسوريا في مرتفعات الجولان.

وقال يالدين انه عدا عن الرئيس الاسد، يمكن ان تكون روسيا مقصودة هي الاخرى بتلقي رسالة المسؤول الاسرائيلي. وأضاف ان نظامي اسلحة صنفتهما اسرائيل على انهما "اسلحة خط احمر" مغيرة للعب – وهما اسلحة "اس ايه-17" المضادة للطائرات و صواريخ "ياخونت" التي تطلق من البر الى البحر – جرى تسليمهما من روسيا. وكانت القافلة التي ضربتها الطائرات الحربية الاسرائيلية في كانون الثاني (يناير) تحمل اسلحة "اس ايه-17" مضادة للطائرات.

وقال مسؤول دبلوماسي غربي عمل في المنطقة ان اسرائيل ارسلت في اعقاب الغارات الجوية الاخيرة رسالة مماثلة الى الرئيس الاسد عبر قنوات خلفية – ربما تكون روسيا – قائلةً انها لا تهاجم حكومته ولكنها ستفعل ذلك اذا انتقم. وقال المسؤول انه ربما كانت اسرائيل تريد الآن بث الرسالة علناً لان المستمعين الحقيقين هما ايران وحزب الله اللذان كان زعماءهما الاعلى صوتاً في ردود الفعل المهددة.

وقال مشترطاً عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الوضع ان "من المحتمل انها تكرر الرسالة لجعلها معروفة عنده وعند الآخرين. من الممكن ان بعض الذين يدعونه الى الرد لكن لهم مصلحة في بقائه سيسمعونها من هذه القناة بشكل افضل من القنوات الاخرى. وربما كانت موجهة الى ايران وحزب الله اكثر مما هي موجهة الى سوريا".

اما بشأن ما اذا كان توقيت التصريح يشير الى ضربة وشيكة فقال المسؤول: "لا اعتقد انهم سيعلنون عن مثل هذه الضربة بهذا الشكل العلني".

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل