صرحت الأسوشيتدبرس الامريكية ان عائلة فلسطينية (عائلة كندو)، كانت باعت بالأصل مخطوطات البحر الميت لباحثين ومؤسسات، تعرض حاليا أجزاء من هذه المخطوطات للبيع، علما انها تحتفظ بها منذ 70 عاما في خزنة بأحد البنوك السويسرية كما قالت الوكالة.
وكانت المخطوطات اكتشفت على أيدي أحد الرعاة في الفترة الواقعة بين عامي 1946 و 1956 في خربة قمران شمال البحر الميت. وتحتوي مخطوطات البحر الميت على نصوص من العهد القديم تعود الى الفترة الواقعة ما بين القرنين الثاني والأول الميلاديين.
وقبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، كان متحف الآثار الفلسطيني (روكفلر) يحتف بأجزاء من تلك المخطوطات، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما لبثت ان قامت بنقلها الى متحف في القدس الغربية.
وقال ويليام كندو الذي كان جالسا داخل محل "القدس للتحف"، الذي ورثه عن والده، في مدينة بيت لحم، بأنه عرض بقايا المخطوطات للبيع لسلطة الآثار الإسرائيلية، وغيرها من المؤسسات الإسرائيلية، إلا أنها (المؤسسات الاسرائيلية) لم تدفع الثمن المطلوب.
وقال كندو: "اذا كان هناك أي مهتم، فنحن على استعداد للبيع"، وهذا ما آثار غضب سلطة الآثار الإسرائيلية التي يرأسها أمير غانور، لأن اسرائيل "هي العنوان الوحيد لتلك الخرائط".
وكان والد ويليام كندو، الذي عمل اسكافيا في مدينة بيت لحم، اشترى اربع مخطوطات من الرعاة الذين عثروا عليها، وقام بدوره ببيعها الى احد اساقفة الكنيسة الأشورية الأرثوذكسية، وبعد عام 1984، هَرَّبَ الأسقف المخطوطات الى الولايات المتحدة الأميركية، حيث باعها هناك، لتنتهي بحوزة عالم الأثار اليهودي يغئال يادين.
وعقب احتلال الضفة الغربية عام 1967، كانت اسرائيل ارسلت جنودها الى بيت لحم، وصادرت من عائلة كندو مخطوطة المعبدو التي كانت مخبأة في صندوق للأحذية تحت بلاط غرفة النوم، مقابل مبلغ 125,000 دولار اميركي، لكن كندو تمكن من إخفاء بعض الأجزاء من هذه المخطوطات.
ويقول كندو الابن، بأن والده الذي توفي عام 1993، أرسل الأجزاء التي تبقت بحوزته من مخطوطات البحر الميت، الى سويسرا في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وبعد وفاته، باع الإبن ويليام 115 قطعة منها الى رجل الأعمال النرويجي، مارتن شوين، الذي اشتهر بولعه في جمع مخطوطات الكتاب المقدس.
وبعدها نقل كندو تجارته الى الولايات المتحدة، حيث تمكن هناك من بيع بعض القصاصات، عبر وسيط من ولاية كاليفورنيا يدعى لي بيوندي، وفي عام 2009، اشترت جامعة ازوسا الانجيلية، قرب لوس انجلوس، خمس قصاصات، إضافة الى بعض المقتنيات الآثرية الأخرى، بمبلغ 2,478,500 دولار.
وما بين عامي 2009 و 2011، انخرطت كلية اللاهوت المعمدانية، ومقرها فورت ورث بولاية تكساس، في مفاوضات لشراء ثماني قصاصات، ما يزال كندو يحتفظ بها في محفظة في بنك "يو.بي.إس" بمدينة زيورخ السويسرية.
ويتراوح المبلغ الذي عُرض لشراء هذه القصاصات المتبقية لدى كندو بنصف مليون الى مليون دولار اميركي.
وَتَعتبر اسرائيل مخطوطات البحر الميت بأجزاءها المختلفة، "جزءا من ممتلكاتها الوقفية" وتقول، وبأنه وفقا للقانون الذي سنته عام 1978، "يحظر نقل الاثار منها (من اسرائيل) بشكل غير قانوني".
ومنذ عام 1995، تتابع السلطات الإسرائيلية محاولات كندو لبيع الاجزاء المتبقية من هذه المخطوطات، وتقدر اسرائيل ان كندو ما زال يحتفظ بـ 20 قطعة منها.
وتمكن مراسل (الاسوشيتد برس) من الاطلاع على ملف سري خاص بمتابعة أنشطة كندو، يشتمل على صورا لجوازات سفر، وقطع صغيرة من المخططات، ورسائل كندو الى المشترين، اضافة الى شهادات المخبرين عن محاولاته الهادفة بيع هذه الاجزاء من المخطوطات.
وطبقا لإحدى الشهادات، فقد عرض بروفيسور شهير في القدس، التوسط لبيع اجزاء من المخطوطات الموجودة بحوزة كندو، لتاجر أميركي بمبلغ 250,000 دولار. كما ان تاجر الألماس الإسرائيلي شلومو موساييف، كان عرض قبل خمسة اعوام، شراء قطعة مع المخطوطات على شكل فراشة بمبلغ 1,2 مليون دولار والتبرع بها لإسرائيل.
وتتضمن المخطوطات نصوصا من سفر التكوين تعود الى القرن الخامس قبل الميلاد، وتروي قصة يوسف، لكن الصفقة لم تتم بسبب مطالبة كندو بمبلغ 40 مليون دولار مقابل بيع ما بحوزته من مخطوطات، او قصاصات.
اضف تعقيب