العلاقة الزوجية والأسرية لها قدسيتها وكيانها، فهي الخلية الأساسية للمجتمع والعمود الفقري له فإذا صلحت صلح المجتمع كله، ولهذا تحاول العديد من المؤسسات الاجتماعية والباحثين دراسة ومعرفة أسباب أي مشكلة تواجه الأسرة.
والمشكلات بين الزوجين تختلف باختلاف شخصيتيهما ونفسيّتيهما، وكذلك باختلاف مدى معرفتهما وفهمهما وإدراكهما لطبيعة العلاقة الزوجيّة، ودائماً ما تكون العلاقة بينهما مبنية على أساس النشأة والمستوى الاجتماعي والثقافي والمادي والفكري والتي تصل بهما لاختلاف في وجهات النظر أحياناً، ومنهم من لا يمتلك زمام أموره فيتجه للتعبير عن هذا الاختلاف بالعنف حتى تصبح لغة الحوار هي العنف.
للعنف وجوه كثيرة
من جانبه يقول الخبير والمستشار الأسري الأستاذ مجدي ناصر أن العنف بين الزوجين له أشكال متعددة، وأوجه مختلفة ويصنفه كالآتي:
• العنف الجسدي
والذي يكون فيه الجانب الأقوى جسدياً هو صاحب الكلمة العليا وقد كان في الماضي الزوج هو الذي يقوم بالعنف الجسدي، ولكن ظهرت في الآونة الأخيرة أن الزوجة تبرأت من أنوثتها وبادرت بالعنف الجسدي والذي وصل في كثير من الأحيان لقتل الزوج وتمزيق الجثة بكل برود.
• العنف النفسي
يستطرد ناصر تصينف حالات العنف بين الزوجين ويتحدث عن العنف النفسي الذي يقوم به أحد الزوجين بالضغط النفسي الهائل على الطرف الثاني سواء بالتصرفات أو بالمنع أو بأسلوب الكلام والسخرية والاحراج أمام الأهل والأصدقاء أو إظهار العيوب في الحياة الخاصة أمام الناس وهذا كله يضغط نفسيا على الطرف الآخر وشريك الحياة.
وأوضح ناصر أننا لابد أن ننطرق لمعرفة أسباب الخلافات بين الزوجين والتي تؤدي للعنف، مؤكداً أن هناك عوامل عديدة تؤدي لذلك من هذه العوامل ما يلي:
• وجود مرض نفسي لدى بعض الأزواج ( السادية ) وحبّ تعذيب الآخرين والتمتع به فنجد بعض الأزواج يقوم بضرب زوجته تحقيقا لمتعة خاصة يتمتع بها ويتلذذ في ضربها.
• وجود فروق وتفاوت في كثير من العوامل المشتركة بين الزوجين سواء عوامل اجتماعية أو نفسية أو بيئية يؤدي إلى سوء تفاهم وحساسية في التعامل وهذا يوصل إلى حالة من التوتر العصبي الذي يؤدي إلى استعمال العنف في معظم الحالات.
• وجود فراغ في الوقت لدى أحدى الزوجين يؤدي إلى عامل ضغط نفسي لأنه لا يجد ما يفعله مما يجعله يحدث الكثير من التوترات في العلاقة مما يؤدي للعنف بينهما.
• التربية الخاطئة لأحد الزوجين وتعوده على أساليب العنف في بيت أهله فقد يرى والده معتاد ضرب والدته سواء بأسباب مقنعه أو غير مقنعه مما يجعله من الطبيعي مما يجعل هذا الأمر طبيعي وهو استخدامه للعنف مع شريك حياته.
• الإدمان بجميع أشكاله من المسببات الكبيرة للعنف لأنه يذهب العقل ويوتر العلاقة بين الزوجين ويؤدي لكثير من استخدام العنف بينهما.
• وجود ظروف اقتصاديّة سيئة للأسرة مما يؤثر على طبيعة العلاقة بين الزوجين وتوتر العلاقة بين أفرادها وكثير من الخلافات بينهم والعنف في كثير من الأحيان.
• عدم وجود عاطفة حب بين الزوجين مما يجعل كلا الطرفين لا يتقبل تصرفات الآخر ويؤدي إلى التصادم بينهما.
• توتر العلاقة الجنسية بين الزوجين والتي تؤدي إلى إظهار الرجل بصورة غير طيبة ويحاول أن يعوض ذلك بكثير من العنف.
اضف تعقيب